بعد أسبوعين من حملة أمنية وعسكرية مكثفة "لاسترداد سمعتها وثقتها بجهازها الأمني"، طوت إسرائيل فجر اليوم الأحد ملف هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين، باعتقالها الأسيرين المتبقيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية، مدعومة بجهاز "الشاباك"، اعتقلت الأسبوع الماضي الأسرى الأربعة من جنوب مدينة الناصرة، وهم محمود العارضة ويعقوب القادري ومحمد العارضة، بالإضافة إلى زكريا الزبيدي.
اشتباكات مسلحة
وجاء اعتقال الأسيرين الفارّين أيهم كممجي ومناضل نفيعات بعد اشتباكات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي، الذي حاصر المنزل الذي كانا يتحصنان داخله في الحي الشرقي لمدينة جنين بعد منتصف الليلة الماضية.
واقتحم الجيش الإسرائيلي وعناصر من وحدة النخبة "اليمام" وقوات من "الشاباك" الحي الشرقي لجنين إثر ورود معلومات استخباراتية تفيد بوجود الأسيرين الفارّين في أحد منازل الحي.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش "مارس الخداع والتضليل خلال عملية الاعتقال، حيث دخلت قوة كبيرة مدينة جنين في منطقة بعيدة عن مكان اختباء أيهم ومناضل بغرض التمويه، في حين باشرت قوة الاعتقال الخاصة نشاطها بشكل سري قرب المنزل الذي تواجد فيه الشابان".
وكان الجيش الإسرائيلي كثّف ملاحقته للأسيرين في محافظة جنين التي ينحدران منها، في ظل تقديرات تفيد بدخولهما إليها عبر ثغرات في الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية.
"انتهت المطاردة بنجاح"، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مضيفاً أن "عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام وقوات الشرطة الخاصة الليلة أسفرت عن اعتقال المخربين وتحويلهما إلى التحقيق".
وأوضح أدرعي أن أيهم ومناضل "استسلما بعد محاصرة المنزل الذي كانا في داخله".
تهديد إسرائيلي
وقال فؤاد كممجي، والد أيهم، إن نجله هاتفه خلال حصار الجيش الإسرائيلي للمنزل الذي كان يتحصن بداخله، وأبلغه بأنه "سيُسلم نفسه حرصاً على حياة المدنيين في المنزل وذلك بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بقصف المنزل".
كما أكد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي هدد عبر مكبرات الصوت بتفجير المنزل إن لم يُسلم الأسيرين الفارّين نفسيهما إليه، مشيرين إلى أن حصار المنزل استمر لنحو ساعتين.
وخلال اقتحام وخروج الجيش الإسرائيلي من الحي الشرقي لجنين الذي يخضع للسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي.
وينحدر أيهم كممجي من قرية كفر دان في شمال غرب جنين، في حين ينحدر مناضل نفيعات من بلدة يعبد في غربي جنين.
وتكمن الجيش الإسرائيلي السبت الماضي من اعتقال الأسيرين الفارّين زكريا الزبيدي ومحمد عارضة وذلك بعد ساعات على اعتقاله محمود العارضة ويعقوب قادري قرب جبل القفزة جنوب الناصرة بعد عمليات بحث واسعة.