عشية إجراء تحقيق عام حول منجم فحم جديد مثير للجدل يتم التخطيط لإطلاقه في كمبريا (شمال غربي إنجلترا)، وجّه عضو في البرلمان دعوة للحكومة كي تسقط هذا المشروع، بعد أن كان يدعمه سابقاً من بين نواب محافظين محليين آخرين.
الدكتور نيل هدسون، النائب الممثل عن "بينريث وذا بوردر" التي تقع دائرتها الانتخابية عبر منطقة البحيرات (ليك ديستريكت)، على بعد أميال قليلة شرق الموقع المقترح، قدّم بياناً للجنة التحقيق محذراً من أن "العالم يتغير"، ومقترحاً أن تستثمر الحكومة بدلاً من ذلك، في توسيع قطاع الطاقة المتجددة في كمبريا، لا سيما في ضوء الظروف البيئية الصعبة الأخيرة والتقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وسيؤدي التحقيق العام، الذي بدأ الثلاثاء الماضي، دوراً رئيسياً في قرار إعطاء الضوء الأخضر لأول منجم فحم عميق في المملكة المتحدة منذ 30 عاماً.
وإذا أعطيت الموافقة، فسوف يستخرج المنجم الجديد ما يصل إلى 2.78 مليون طن من فحم الكوك سنوياً حتى عام 2049. كما سيتم استخدام الفحم في صناعة الصلب، مع تصدير حوالى 85 في المئة منه إلى دول أخرى.
فضلاً عن ذلك، سيقدم التحقيق في النهاية توصية نهائية إلى الوزير المسؤول عن التخطيط روبرت جنريك، مع توقع صدور قرار نهائي في العام المقبل.
واستطراداً، في تقرير الدكتور هدسون، الذي اطلعت عليه "اندبندنت"، يحث الحكومة على إلغاء المشروع ويشير إلى أن استضافة المملكة المتحدة قمةَ المناخ "كوب 26" (COP26) في نوفمبر (تشرين الثاني) هي "فرصة حقيقية لنقدّم للعالم مثالاً يحتذى به إذا قمنا بذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مضيفاً: "لقد أبديت دعمي للمشروع سابقاً إلى جانب زملائي أعضاء البرلمان المحافظين في كمبريا. ولكن بعد التفكير، أعتقد الآن أن المشروع لا ينبغي أن يمضي قدماً. فالعالم يتغير ونحن نشهد تزايد الظواهر الجوية غير المؤاتية التي تؤدي إلى فيضانات وحرائق كارثية؛ ونحتاج إلى إلقاء نظرة على غرب أميركا الشمالية واليونان وإيطاليا في ما يتعلّق بالحرائق الآن، والفيضانات الكارثية الأخيرة في أوروبا القارية هذا الصيف".
في الواقع، لقي أكثر من 200 شخص حتفهم في طوفانات مفاجئة كارثية اجتاحت أجزاء من ألمانيا وبلجيكا في يوليو (تموز)، بينما ضربت فيضانات شديدة كلاً من إيطاليا وفرنسا وتركيا وعمان والصين.
ويتابع هدسون: "التقرير الذي نشرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هذا الشهر يوفّر قراءات واضحة ونحن بحاجة إلى العمل بشكل جماعي عالمياً لمكافحة تغيير المناخ. وفقاً لذلك، مع أخذ هذه التطورات والظروف المتغيرة في الاعتبار، لا أعتقد بعد التفكير أنه علينا المضي قدماً في استكشاف الفحم الجديد، حتى بالنسبة إلى فحم الكوك".
تجدر الإشارة إلى أنّ تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، الذي صدر الشهر الماضي، قد حذر من أنّ الإخفاق الحالي للحكومات في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، يعني أنّ الوضع أصبح الآن يهدد البشرية، ويجب اتخاذ إجراءات صارمة بهذا الصدد.
ويضيف الدكتور هدسون في بيانه "أطلب أن تتصرف الحكومة الآن من أجل إلغاء هذا المشروع. فمن خلال قيادتنا لـ "كوب 26"، لدينا فرصة حقيقية لنقدّم للعالم مثالاً يحتذى به إذا قمنا بذلك".
وفضلاً عن توضيح تأييده لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، يلفت أيضاً إلى وجود نقص في الدعم المحلي للمنجم، على الرغم من فرص العمل التي قد يوفرها. فيقول في هذا الإطار: "من وجهة نظر الدائرة الانتخابية، يمكنني أيضاً أن أؤكد أن الغالبية العظمى من الناخبين الذين اتصلوا بي بشأن المنجم يعارضون المضي قدماً في المشروع، ما يشير إلى نقص الدعم في هذه المنطقة".
وتُعتبر "أصدقاء الأرض" إحدى المجموعات الرئيسية التي تعترض على المنجم. وفي هذا السياق صرّح توني بوسورث، الناشط في مجال المناخ التابع للجمعية، لصحيفة "اندبندنت": "نرحب بتغيير موقف الدكتور هدسون الجذري، ونشكره على معارضة المنجم علناً. هو محق في أن ضرورة تخفيضات عاجلة وكبيرة في الانبعاثات تعني أن استخراج الفحم يجب أن ينتهي، وأن الحكومة بحاجة إلى إعطاء الأولوية لخلق وظائف خضراء جديدة.
متابعاً: "نأمل بأن يفكر زملاء الدكتور هدسون المحافظين في كمبريا الذين ما زالوا يدعمون هذا المنجم، في حالة الطوارئ المناخية الرهيبة التي نمر بها، حتى يوقفوا دعمهم للمشروع أيضاً".
وكذلك، أشار متحدث باسم الحكومة لصحيفة "اندبندنت" إلى أنّ "المملكة المتحدة كانت أول اقتصاد عالمي رئيسي يصدر قانوناً يهدف إلى تحقيق انبعاثات صافية إلى حدّ الصفر".
وأضاف: "ليس للفحم دور يلعبه في توليد الطاقة في المستقبل، وسيتم الاستغناء عنه تدريجاً بحلول عام 2024، أي قبل عام من الوقت المخطط له، وهو على رأس الخطوات المهمة التي نتخذها لإزالة الكربون من الصناعات التي لا تزال تعتمد على الفحم".
© The Independent