كشف تقرير تلفزيوني استقصائي مؤخرا أن آرون بانكس موّلَ بسخاء نمط حياة نايجل فاراج الباذخ، فتكفل باقامته في منزل قيمته 4.4 مليون جنيه استرليني في لندن، كما قدّم تكلفة سيارة فاخرة، وحارس شخصي، ومكتب خاص ورحلات إلى الولايات المتحدة.
وتوضح وثائق أزاحت " القناة 4" الستار عنها، أن المليونير بانكس أنفق قرابة 450 ألف جنيه إسترليني لتمويل زعيم حزب "يوكيب" السابق، وذلك خلال السنة التي أعقبت الاستفتاء الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست) عام 2016. غير أن المُموّل المزعوم رفض النتائج التي خلُص إليها التقرير الاستقصائي، معتبرا إياه عبارة عن محاولة "لتشويه سمعتي وسمعة نايجل"، بينما ظل فاراج مصرا على أنه لم يكن هناك أي تمويل لحزب بريكست الذي أسسه مؤخرا.
في المقابل، أكدت القناة الرابعة أن الاستقصاء الذي أجرته كشف عن أن بانكس قدم الكثير من الدعم لزعيم "يوكيب" السابق في عام 2016 . فهو:
و اتاح، عبر إحدى شركاته، أقامة فاراج في مسكن حصري ثمنه 4.4 مليون جنيه إسترليني في منطقة تشيلسي كما دفع ثمن الأثاث علاوة على ضريبة البلدية وفواتير والماء والكهرباء.
كما قدّم لفاراج سيارة من طراز لاندروفر ديسكوفري بقيمة 32300 جنيه إسترليني مع راتب لـ"سائق و حأرس شخصي " قدره 20 ألف جنيه إسترليني.
استأجر لفاراج أيضاً مكتبا خاصاً لقاء 1500 جنيه إسترليني في الشهر ودفع أجر مساعد شخصي له.
أنفق مئات الألوف من الجنيهات للترويج لـ "ماركة فاراج" في الولايات المتحدة، وهذا ما سمح للأخير أن يحضر "المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري" ويخطب أمام أنصار دونالد ترمب.
دفع 11305.41 جنيه لمذيع في قناة "فوكس نيوز" لإجراء مقابلة مع فاراج خلال المؤتمر المذكور.
تكفل بمايزيد عن 15 ألف جنيه ثمناً لتذكرة طائرة في رحلة ذهاب وإياب بين لندن وواشنطن، لفاراج كي يحضر حفل تنصيب ترمب رئيسا للولايات المتحدة، إضافة إلى مبلغ 1000 جنيه لمبيته في فندق مَيْفلَوَر الراقي.
وأشار التقرير الذي عرضته القناة مساء الخميس الماضي، إلى أن بانكس ما زال يخضع لتحقيق تُجريه "الوكالة الوطنية للجريمة" ، وذلك لمعرفة مصدر تمويل حملة البريكست التي قام بها. و قد حولته "مفوضية الانتخابات" إلى الشرطة بقصد مساءلته حول أدلة "متعددة" لارتكاب أفعال إجرامية. وذكرت المفوضية، التي تؤدي دور الرقيب، أن بانكس لم يكن "المصدر الحقيقي" لثمانية ملايين جنيه استرليني قُدمت على شكل تبرعات لحملة مناصري الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والتي عُرفت بـ "اترك الاتحاد الأوروبي".
وكذلك يُحقّق مكتب "مفوض المعلومات" حالياً مع شركات بانكس ، في حين تمّ فرض غرامة على حملة أنصار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بسبب خرقها القواعد الانتخابية المرعية في إطار حملة الاستفتاء.
ومن جانبها، افادت القناة الرابعة إنها قدمت طلبات عدة لفاراج للإجابة عن الأسئلة التي أثارها التحقيق لكنه رفض ذلك، مكتفياً بترديد عبارة "لا تعليق"، وذلك خلال مناسبة جرت الأربعاء الماضي.
وردا على البرنامج التلفزيوني، أصدر بانكس بياناً جاء فيه "أن القناة الرابعة تحاول تشويه سمعتي وسمعة نايجل في الوقت الذي يتقدم حزب بريكست خلاله في استطلاعات الرأي، لذلك فإنه يجب ألا يعتبر هذا مفاجئا لأي كان".
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز حزب فاراج الجديد في الانتخابات البرلمانية الاوروبية المزمع إجراؤها الاسبوع المقبل، ولاسيما بعدما خسر حزب المحافظين الحاكم أصوات ثلث ناخبيه التقليدين تقريباً منذ شهر مارس(آذار) الماضي، حسب آخر استطلاع للرأي.
وكانت القناة الرابعة قد ذكرت في سلسلة من التحقيقات الاستقصائية، أن بانكس تجاهل اتفاقا لتعليق حملة بريكست بعد مقتل النائبة العمالية جو كوكس. وأمر فريق حملة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي برفع قيمة الإنفاق" المنشورة على موقعي "فيسبوك" و"بريس ات هاردَر" (اضغط أقوى)، حسبما كشفت رسائل الكترونية مؤرخة في شهر مارس الماضي، أي غداة جريمة القتل التي هزت الأمة.
© The Independent