تعول الحكومة المصرية على الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ بحلول أكتوبر (تشرين الأول) حتى أبريل (نيسان) المقبل على استعادة القطاع السياحي عافيته المنهكة منذ تفشي جائحة كورونا في القاهرة في مارس (آذار) 2020، خصوصاً مع بدء عودة السياح الروس والألمان ورفع القاهرة من القائمة الحمراء البريطانية.
وتدنت العائدات السياحية لتهبط بنسبة اقتربت من 45 في المئة، إذ سجلت نحو 3.5 مليار دولار أميركي خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بـ13 مليار دولار في عام 2019، بينما كان عام 2010 هو الأفضل على الإطلاق في تاريخ السياحة المصرية عندما زار القاهرة قرابة 15 مليون سائح وبلغت الحصيلة نحو 13 مليار دولار.
3.5 مليون سائح في القاهرة حتى يونيو
واستقبلت القاهرة في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى يونيو (حزيران) نحو 3.5 مليون سائح وجمعت إيرادات تراوحت بين 3.5 و4 مليارات دولار بعد أن أنفق السائح نحو 95 دولاراً في الليلة الواحدة، وهو أقل من عائدات النصف الأول من عام 2019 بنحو 45 في المئة إذ سجلت العائدات السياحية خلال تلك الفترة نحو 6.5 مليار دولار وفقاً لبيانات رسمية أصدرتها وزارة السياحة المصرية في يوليو (تموز) الماضي.
وأكد رئيس الاتحاد المصري لشركات السياحة السابق، إلهامي الزيات، أن انتعاش السياحة المصرية كسابق عهدها في 2010 أو حتى في عام 2019 قبل تفشي الجائحة لا يرتبط بخطوات الإصلاح في البنية التحتية السياحية الداخلية، فحسب، موضحاً لـ"اندبندنت عربية" أنه على الرغم من الطفرة التي تقوم بها الحكومة في إعادة هيكلة البنية التحتية السياحة أو إعادة تهيئة المقومات السياحية والخدمية والبشرية فإن الأمر يرتبط بتحسن حركة السياحة العالمية، مشيراً إلى أن كبرى شركات السياحة والطيران العالمية تواجه شبح الإفلاس كأحد التداعيات السلبية لجائحة كورونا، وبناء على هذا تتأنى تلك الشركات في تسيير الرحلات إلى المقاصد السياحية وبينها مصر بكل تأكيد.
فرنسا لم تضع القاهرة ضمن برامجها السياحية
وتابع الزيات أن دولة مثل فرنسا لم تضع مصر حتى الآن ضمن برامجها السياحية، مشيراً إلى أنها إحدى أكبر الدول التي تنظم رحلات سياحية إلى دول الشرق الأوسط، ومتوقعاً أن الشتاء المقبل لن يكون الأفضل للسياحة المصرية، وقد يتحسن الوضع عن العام الماضي معولاً على الموسم الشتوي لعام 2022 في عودة السياحة لسابق عهدها.
وتعاقدت الحكومة المصرية في أغسطس (آب) الماضي مع بيت الخبرة الإيطالي لتدشين خطة استراتيجية متكاملة للسياحة في مصر، ترتكز على وضع أسس علمية للسياحة في مصر بمختلف مكوناتها من بنية تحتية وخدمية وبشرية ومقوماتها السياحية المتميزة لتكون قادرة على المنافسة بما يضمن تعظيم دور السياحة ومساهماتها المنشودة في انتعاش الاقتصاد عبر تقديم منتجات سياحية جديدة، والإعلان عنها، وتنمية البنية التحتية والفوقية اللازمة لتطوير المقاصد السياحية المصرية والخدمات اللازمة لمرتاديها، إلى جانب رفع مستوى جودة الخدمة السياحية المقدمة من خلال زيادة كفاءة العنصر البشري وجودة المنشآت ورفع معدل التنافسية واستخدام قنوات ترويجية حديثة.
استقبال الروس والإنجليز
من جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة بمدينة شرم الشيخ السياحية، أحمد نبيل، إن المدينة أصبحت جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من السياح الإنجليز والروس والألمان، خصوصاً بعد رفع بريطانيا مصر من القائمة الحمراء لجائحة كورونا، والسماح للقادمين من مصر بالدخول من دون حجر صحي في الفنادق ما سيؤدي لزيادة أعداد السياح الآتين إلى شرم الشيخ وبخاصة في الموسم السياحي الشتوي المقبل، والذي تتميز فيه المدينة بطقس دافئ.
أضاف أن الفنادق والمنتجعات السياحية دربت العاملين بالفنادق والمنتجعات على تطبيق الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا مع تحقيق التباعد على الشواطئ وفي المطاعم، مؤكداً أن الرحلات الإنجليزية ستتوافد على المدينة السياحية في الرابع من أكتوبر المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، قال رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، عاطف عبد اللطيف، إن الموسم الشتوي الجديد الذي سينطلق، الشهر المقبل، سيكون الموسم الأفضل من بعد تفشي الجائحة، موضحاً أن السياحة الروسية تزيد معدلاتها أسبوعياً، وارتفعت نسبة الحجوزات على مدن شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، لافتاً إلى أن عدد الرحلات يقترب من سبع رحلات أسبوعياً في الوقت الحالي، متوقعاً ارتفاع عدد الرحلات المقبلة من روسيا إلى 30 رحلة أسبوعية لكل مدينة قد تزيد إلى 40 رحلة وهي معدلات تقترب كثيراً من معدلات عام 2019 قائلاً، عودة السياحة الروسية جلبت معها أسواقاً أخرى كانت متوقفة مثل بولندا وأوكرانيا.
التأشيرة السياحية الإلكترونية
وتابع عبد اللطيف أن الحكومة المصرية، بمساعدة الشركات السياحية، بذلت مجهوداً كبيراً في إعادة هيكلة البنية التحتية السياحية من الفنادق والمطاعم والمقاصد السياحية إلى العاملين أنفسهم بقطاع السياحية علاوة على إضافة خدمة التأشيرة السياحية الإلكترونية لـ28 دولة جديدة ليصبح العدد الإجمالي 74 دولة يمكن لمواطنيها استخراج التأشيرات إلكترونياً، إلى جانب إطلاق تطبيق إلكتروني لقياس مستوى رضا السائحين بالمطارات المصرية.
وفي أغسطس الماضي، سمحت روسيا لمواطنيها بزيارة مصر كأحد المقاصد السياحية بعد توقف دام نحو ست سنوات في أعقاب تحطم طائرة روسية في عام 2015 في سيناء.
تجديد الرسالة الإعلامية السياحية
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتنشيط السياحي المصرية، أحمد يوسف، إن الهيئة التابعة للحكومة المصرية جددت كثيراً من الرسالة الإعلامية لمخاطبة السائحين بالداخل والخارج، موضحاً في تصريحات صحافية أن الرسائل ارتكزت على توعية السائحين داخل وخارج مصر بالإجراءات التي تقوم بها الدولة للوقاية من انتشار الوباء، وكيف يمكنهم الاستمتاع سياحياً مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن قطاع السياحة في مصر مصدر مهم للعملة الأجنبية.
وبحسب الجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء، يمثل العاملون في القطاع السياحي نحو 10 في المئة من قوة العمل في مصر، إذ يبلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين عامل إضافة إلى العمالة غير المباشرة التي تحوي نحو مليوني عامل.
تراجع عائدات السياحة
في وقت سابق من العام الحالي، قال وزير السياحة المصري خالد العناني، إن إيرادات مصر من السياحة تراجعت العام الماضي بنسبة 70 في المئة وهبطت الحصيلة من 13 مليار دولار في عام 2019 قبل الجائحة إلى أربعة مليارات دولار، مشيراً في مقابلة مع وكالة "رويترز" إلى أن حكومته حولت تركيزها خلال فترة الجائحة من زيادة أعداد الزائرين إلى سلامة السياح والمواطنين وأن تظل وجهة آمنة على الرغم من الأزمة الصحية.
يشار إلى أن توقعات وزارة المالية تستهدف حصيلة تقترب من 14 مليار دولار من القطاع السياحي لتعويض ما سلبته التداعيات السلبية لجائحة كورونا من الخزانة العامة للدولة في العام المالي 2020 - 2021، إذ فقدت ما يقارب 370 مليار جنيه (حوالى 24 مليار دولار) بعد أن تهاوى قطاعا السياحة والطيران العام الماضي.