حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، من أن الناس يواجهون "وضعاً مزرياً في شمال سوريا، حيث وصلت محدودية الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة".
ونبهت المنظمة، في بيان الثلاثاء 28 سبتمبر (أيلول)، إلى أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة تفاقم انتشار الأمراض، وتعرقل إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بـ "كوفيد-19".
وقال مسؤول التوعية الصحية في المنظمة في شمال غرب سوريا إبراهيم مغلاج، "نواجه بانتظام الآثار الصحية الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، التي غالباً ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحية إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى".
وفي وقت يسجل شمال غربي سوريا "زيادة مقلقة" بحالات "كوفيد-19"، يعرقل "الوصول المحدود إلى المياه بشكل خطير إجراءات النظافة الأساسية للوقاية من الفيروس وعلاجه"، وفق مغلاج.
نقص التمويل
وفاقم نقص التمويل الوضع سوءاً، إذ تشكل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حالياً أربعة في المئة فقط من موازنة الاستجابة الإنسانية بأكملها في جميع أنحاء سوريا، وفق المنظمة، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه العام الماضي على الأنشطة ذاتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع وقف العديد من المنظمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثرت مناطق بشدة بينها منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47 في المئة بين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2021، وفق ما ذكرت المنسقة الطبية للمنظمة تيريزا غراسيفا.
وفي يوليو (تموز)، لاحظت المنظمة ارتفاعاً في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيماً في محافظة إدلب، التي تسيطر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحتها.
ولم يبق سكان مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرقي سوريا بمنأى عن الأمراض المنقولة بالمياه، فضلاً عن زيادة انعدام الأمن الغذائي.
انخفاض في حجم المياه
وأفاد مركز رعاية صحية أولية تدعمه المنظمة في الرقة بأن عدد حالات الإسهال في مايو كان أعلى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.
ويواجه مليون شخص في الحسكة صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الانقطاع المتكرر في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لسيطرة تركيا.
وتأثر سكان شمال شرقي سوريا بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.
وقال المنسق الميداني لمنظمة "أطباء بلا حدود"، بنجامين موتيسو، "إن فجوات التمويل لا تنفك تزداد"، فيما لا تستطيع المنظمة وغيرها من المنظمات "سد جميع الفجوات".
وأضاف، "صحة الناس في خطر، ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في حال عدم قدرتهم على الوصول إلى حاجاتهم الأساسية"، داعياً الجهات المانحة إلى "الإسراع في تخصيص الأموال وضمان استمرارية أنشطة توفير المياه والصرف الصحي الضرورية لبقاء الناس في شمال سوريا".