مع بداية تعاملات الأسبوع الحالي تجاوزت أسعار النفط أعلى مستوى في 3 سنوات بالقفز على حاجز 80 دولاراً للبرميل، قبل أن تتراجع في تعاملات أمس، في وقت تترقب الأسواق اجتماعاً لتحالف "أوبك +" خلال الأسبوع المقبل، لمناقشة خطة إنتاج نوفمبر (تشرين الثاني)، التي قرر التحالف مسبقاً أن يضخ خلاله 400 ألف برميل يومياً، ضمن خطة لضخ مليوني برميل يومياً بصورة تدريجية بواقع 400 ألف برميل يومياً، بدءاً من أغسطس (آب) وحتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
إلى ذلك، قالت مصادر إن "أوبك +" ستتمسّك على الأرجح باتفاق قائم لإضافة 400 ألف برميل يومياً إلى إنتاجها في نوفمبر وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" في حين ينتظر نتائج المجموعة خلال الأسبوع المقبل.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +"، في يوليو (تموز) على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً كل شهر للتخلص تدريجياً من تخفيضات قدرها 5.8 مليون برميل يومياً. وقال أحد المصادر "حتى الآن سنُبقي على خطة الزيادة بواقع 400 ألف برميل يومياً".
الاستمرار في الخطط
وتجتمع اللجنة الفنية المشتركة لـ "أوبك +" لدراسة وضع السوق وتقديم نتائج إلى الوزراء. وفي تصريحات قال أمين عام أوبك محمد باركيندو "إن اتفاق (أوبك +) الحالي يُسهم في إبقاء سوق النفط متوازنة".
وأضاف باركيندو، وفقاً لحساب أوبك على "تويتر"، "من حيث نقف الآن، فإن القرارات الوزارية لأوبك ومن خارجها للبدء في إعادة 400 ألف برميل يومياً إلى السوق كل شهر تواصل المساهمة في الموازنة بين الحاجة لزيادات تدريجية لمعالجة الطلب، بينما تحول دون حدوث فائض محتمل للمعروض".
وأكد أمين عام أوبك، "أن الزيادات التدريجية لإنتاج المجموعة تُلبي ارتفاع الطلب على النفط، بينما تحول دون تراكم فائض الإمدادات".
اجتماع مقبل يبحث النتائج
وقالت مصادر إن وزراء "أوبك +"، الذين سيعقدون اجتماعهم عبر الإنترنت يوم الاثنين، سيدرسون النتائج التي توصلت إليها اللجنة الفنية المشتركة قبل اتخاذ قرار نهائي.
وارتفع خام برنت إلى أعلى مستوى بدعم من تعطيلات غير مخططة في الولايات المتحدة وتعاف قوي للطلب بعد أضرار الجائحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال البيت الأبيض، الذي أثار في أغسطس مخاوف بشأن ارتفاع الأسعار، أمس الثلاثاء إنه على اتصال مع "أوبك"، وينظر في كيفية معالجة تكلفة النفط. وألمحت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك في العالم للنفط، إلى أن زيادة أسعار الخام ستسرّع التحول إلى مصادر طاقة بديلة.
وذكر وزراء طاقة من دول أعضاء في "أوبك" العراق ونيجيريا والإمارات في الأسابيع الأخيرة، أن المجموعة "لا ترى حاجة إلى اتخاذ تدابير استثنائية لتعديل الاتفاق القائم".
ويتضمن جدول أعمال اللجنة الفنية المشتركة الامتثال للتخفيضات القائمة، الذي بلغ 116 في المئة في أغسطس، مما يعني أن المجموعة تخفّض الإنتاج بأكثر من المخطط، فيما يواجه عدة أعضاء قيوداً محلية لزيادة الإنتاج. ويشير هذا إلى أن سوق النفط تشهد شحناً.
وقالت مصادر إن عضوي أوبك نيجيريا وأنغولا، وهما مصدران أفريقيان كبيران للنفط، سيواجهان صعوبات لتعزيز الإنتاج إلى مستويات حصتيهما في "أوبك +" حتى العام المقبل على الأقل، بسبب نقص الاستثمار ومشكلات خاصة بأعمال الصيانة.
ويعني هذا أن أي زيادة كبيرة في الإنتاج من جانب المجموعة ستعتمد على منتجين لديهم طاقة فائضة، مثل السعودية والإمارات.
وقال بنك باركليز، إن تعافي الطلب سيفوق وتيرة تحركات "أوبك +" لتقليص قيودها، "لأسباب من بينها محدودية قدرة بعض المنتجين في المجموعة لزيادة الإنتاج، لذا من المرجح أن يقود المخزون لأدنى مستوى في عقود".
تأهيل خطط أنابيب النفط
إلى ذلك، قالت وزارة النفط العراقية "إن العراق وتركيا يعتزمان إعادة تأهيل خط أنابيب يستخدم لنقل الخام العراقي إلى مرفأ تصدير تركي على البحر المتوسط قبل أن يتعرض لأضرار خلال الحرب مع تنظيم داعش".
وتوقف العراق عن شحن النفط عبر خط أنابيب كركوك - جيهان في 2014 بعد أن اجتاح "داعش" المنطقة. واستعادت قوات عراقية تدعمها الولايات المتحدة في 2017 السيطرة على المنطقة.
ارتفاع المخزون الأميركي
على صعيد متصل، ارتفعت مخزونات النفط الأميركية للمرة الأولى منذ 8 أسابيع، إذ تراجعت لـ 7 أسابيع متتالية، وكذلك قفزت مخزونات البنزين للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما خفت تأثير إعصار "أيدا" وعاصفة "نيكولاس" على إنتاج النفط في خليج المكسيك.
وذكرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن مخزونات الخام زادت بنحو 4.5 مليون برميل، فيما البنزين بنحو 193 ألف برميل بنهاية الأسبوع المنتهي في 24 سبتمبر (أيلول).