اتهمت تايوان بكين، السبت، 2 أكتوبر (تشرين الأول)، بزيادة الضغوط والرغبة في تقويض السلام في المنطقة، غداة أكبر توغل لطائرات عسكرية صينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
ويأتي استعراض القوة الصيني في ذكرى تأسيس "الصين الشيوعية".
وشارك في هذا التوغل عدد قياسي من الطائرات العسكرية الصينية بلغ 38 في المجموع، بما فيها قاذفة قنابل "أتش-6"، التي تعد جزءاً من منظومة الردع النووي الصينية.
ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة يعيشون في ظل نظام ديمقراطي وتهديد مستمر بغزو صيني.
وتعتبر الصين أن جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتوعدت بإعادتها إلى سيادتها يوماً ما بالقوة إذا لزم الأمر.
توبيخ قاسٍ
ومنذ وصول شي جينبينغ في عام 2012 على رأس الحزب الشيوعي، بالتالي أصبح رئيساً للبلاد، توغلت الطائرات العسكرية الصينية بشكل شبه يومي في المنطقة التايوانية لتمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز).
لكن توغل الجمعة استدعى توبيخاً قاسياً من تايبيه.
وقال رئيس الوزراء سو تسنغ-تشانغ خلال مؤتمر صحافي عقد، صباح السبت، إن "الصين تصرفت بعدائية، وقوضت السلام الإقليمي من خلال ضلوعها في العديد من أعمال الترهيب".
وأضاف، "من الواضح أن العالم والمجتمع الدولي يرفضان سلوكيات الصين هذه أكثر فأكثر".
وبحسب وزارة الدفاع، توغلت، الجمعة، 22 مقاتلة وقاذفتان وطائرة حربية مضادة للغواصات في منطقة الدفاع الجوي التايوانية في جنوب غربي الجزيرة.
وليل الجمعة/ السبت، دخلت مجموعة ثانية تضم 13 طائرة إلى أديز، ليرتفع العدد الإجمالي للطائرات الحربية إلى 38 طائرة، وفق الوزارة.
ومنطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي هي مجال جوي تسعى فيه الدولة المعنية إلى تحديد هوية الطائرات وموقعها لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وقد تضاعفت عمليات توغل الطائرات العسكرية الصينية في هذه المنطقة خلال العامين الماضيين، فيما تقوم بكين باستعراض للقوة في مناسبات كبيرة.
وهذه أيضاً طريقة للصين لاختبار أسطول تايبيه المتقادم من المقاتلات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التوترات في أعلى مستوياتها
ويأتي استعراض القوة هذا بعد أيام من اتهام بكين بريطانيا بإرسال سفينة حربية، للمرة الأولى منذ عام 2008، إلى مضيق تايوان "بنية سيئة".
وتطالب الصين بالمضيق الذي يفصل البر الرئيس للصين عن جزيرة تايوان، وكذلك كل بحر الصين الجنوبي تقريباً.
وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى، إن هذه المنطقة تقع في المياه الدولية، بالتالي فهي مفتوحة للجميع.
ودخلت أكثر من 500 طائرة حربية صينية مجال الدفاع الجوي التايواني هذا العام مقابل 380 العام الماضي، وهو عدد قياسي.
ويعود العدد القياسي السابق إلى 15 يونيو (حزيران) عندما دخلت 28 طائرة مجال الدفاع الجوي التايواني.
ويؤكد بعض المتخصصين أن التوترات بين الصين وتايوان في أعلى مستوياتها منذ منتصف التسعينيات.
ولم يُخفِ مسؤولون عسكريون أميركيون مخاوفهم من أن الصين قد تسعى لغزو الجزيرة.
نيات سيئة
وتأتي عمليات التوغل الصينية، الجمعة، عقب إرسال بريطانيا في 27 سبتمبر (أيلول) وللمرة الأولى منذ عام 2008، سفينة حربية إلى مضيق تايوان.
ونددت قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني بهذه الخطوة، واتهمت بريطانيا بأن لديها "نيات سيئة تهدف إلى تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وقال ألكسندر هوانغ، الأستاذ المساعد في جامعة تامكانغ في تايبيه، إن التوغل الجوي الأخير لا يهدف فقط لتوجيه رسالة إلى تايوان.
وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن هناك ثلاث مجموعات سفن حربية تضم حاملة طائرات في المنطقة، اثنتين أميركيتين وواحدة بريطانية.
وأضاف، "ترسل الصين تالياً رسالة سياسية إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عيدها الوطني لدعم ارتكاب حماقات في منطقتي".
وفي السنوات الأخيرة، عبرت سفن حربية كندية وفرنسية وأسترالية مضيق تايوان، ما أثار احتجاجات قوية من بكين.