أوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الخميس السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أن الحلف قرر الأربعاء سحب أوراق اعتماد ثمانية أفراد من البعثة الروسية في بروكسل، لأنه كان ينبغي التحرك في مواجهة الزيادة في الأنشطة الروسية "الخبيثة" في أوروبا.
وقال في مؤتمر صحافي غداة إعلان القرار، إن الأمر "ليس مرتبطاً بحدث محدد، لكننا اكتشفنا أن أفراداً من البعثة الروسية هم عملاء من الاستخبارات الروسية غير معلنين، تحت تغطية، ولاحظنا زيادة في الأنشطة الخبيئة التي تقوم بها روسيا، على الأقل في أوروبا. كان ينبغي علينا التحرك"، مشيراً إلى التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، وما قال إنها انتهاكات لاتفاق القوى النووية المتوسطة المدى.
وأعلن ستولتنبرغ أنه اقترح على موسكو عقد اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي - روسيا "لمناقشة" الموضوع، لكن السلطات الروسية رفضت ذلك.
وقال، "التقيت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكننا لم نتمكن من التوافق على جمع مجلس الحلف الأطلسي - روسيا". وهذا المجلس الذي أنشئ عام 2002، هو هيئة للاستشارات والتعاون بين الحلف وروسيا.
تقويض فرص الحوار
في المقابل، اعتبرت روسيا أن قرار حلف شمال الأطلسي قوض بالكامل تقريباً آمال عودة العلاقات إلى طبيعتها واستئناف الحوار بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، "هناك تناقض واضح بين تصريحات ممثلي الحلف التي تعبر عن الرغبة في تطبيع العلاقات مع بلدنا وأفعالهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد أن تصرفات الحلف لا تشير إلى إمكان تطبيع العلاقات واستئناف الحوار، مضيفاً "في الواقع فإن هذه الاحتمالات تم تقويضها بالكامل تقريباً".
وكان أعضاء الحلف نددوا في أبريل (نيسان) الماضي بـ "الأعمال المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها روسيا في بعض دول الحلف، وأعلنت درس اتخاذ تدابير للرد.
وفي مارس (آذار) 2018، قرر الحلف الأطلسي سحب اعتمادات سبعة أفراد من البعثة الروسية وطردهم من بلجيكا بعد تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا.
وتم تقليص آنذاك عدد أفراد البعثة الروسية المعتمدين في بروكسل من 30 إلى 20، والأربعاء الماضي تم تقليص العدد إلى 10، على أن يبدأ تطبيق هذا الإجراء نهاية أكتوبر.
الخلاف الفرنسي - الأميركي
وفي السياق، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي من أن الخلاف بين باريس وواشنطن الناجم عن الشراكة الاستراتيجية التي توصلت إليها الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، يجب ألا يسبب انقساماً في الحلف.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي بعد اجتماع في بروكسل مع مستشارين أمنيين في الدول الـ 30 الأعضاء في الحلف، "أتفهم خيبة أمل فرنسا، لكن هذا النوع من الخلافات يجب ألا يسبب شرخاً في صلب الحلف، ولا أن يقوض قوة الارتباط عبر الأطلسي". وأضاف، "تم التطرق إلى المسألة خلال الاجتماع وأنا مقتنع بأن الحلفاء المعنيين سيجدون الوسائل للتوصل إلى اتفاق".
وشدد الأمين العام على "أننا كحلفاء لسنا دائماً متوافقين على كل شيء كل الوقت، لكننا لن نفقد أبداً الرؤية إلى الوضع بمجمله". وقال، "في وقت تتكثف فيه المنافسة الدولية، ينبغي على أوروبا وأميركا أن تواصلا تشكيل جبهة واحدة داخل الحلف الأطلسي، لأن التحديات الأمنية التي نواجهها كبيرة جداً كي تتمكن دولة أو قارة وحدها من مواجهتها".
وأثار إعلان شراكة "أوكوس" الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، غضب فرنسا بعدما فسخت كانبيرا عقداً لشراء غواصات فرنسية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن "هذه الأزمة تضع على المحك مصالح جميع الأوروبيين المتعلقة بسير عمل تحالفاتنا والتزام الأوروبيين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".