تشعر الحكومة البريطانية بإحباطٍ متزايد جراء فشل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في وضع موعد محدد لرفع قيود السفر قبيل أسابيع من التاريخ المتوقع لاستئناف الرحلات الجوية إلى الولايات المتحدة.
وسبق للبيت الأبيض أن أعلن في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي بأنه سيُسمح للمواطنين الأجانب الذين تلقوا التلقيح الكامل بالدخول إلى الولايات المتحدة بدءاً من "أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني)"، بيد أن وزارة النقل الأميركية صرحت لصحيفة "اندبندنت" أنها لا تملك أي معلومات إضافية حول التاريخ المحدد لبدء تطبيق هذه التغييرات.
ويترك هذا الأمر آلاف المسافرين البريطانيين معلقين ينتظرون سماع الأخبار كي يتمكنوا من زيارة عائلاتهم وأصدقائهم في الولايات المتحدة أو الذهاب في رحلات إلى وجهات مشهورة كنيويورك أو فلوريدا أو كاليفورنيا.
ويعني هذا أن الخطوط الجوية بدأت تقوم باستعدادات واسعة لتولي طفرة كبيرة في الطلب، بدءاً من الأول من نوفمبر من دون أن تكون واثقة من التاريخ الفعلي لتمكن الركاب من السفر.
وأقرت المصادر بأن المملكة المتحدة "صُدمت" من تصريح الرئيس بايدن الشهر الماضي بأنه سيخفف قيود السفر للزائرين الآتين من البلدان حول العالم.
وأتى هذا الإعلان بعد أن صرح رئيس الوزراء بوريس جونسون للصحافيين بأنه لا يأمل كثيراً في تخفيف القيود خلال اجتماع كان مقرراً أن يُعقد اليوم التالي في المكتب البيضاوي مع الرئيس.
وعلى الرغم من تشكيل فريق عمل مشترك لتنظيم السفر مع الولايات المتحدة، أكد المصدر الرفيع المستوى بأن بريطانيا لم تتلقَّ أي تبليغ بهذا الإعلان، وبالتالي استمر الخلل في التواصل منذ ذلك الحين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على سؤال "اندبندنت" عن تاريخ تمكن المسافرين الملقحين من المملكة المتحدة من السفر بحرية إلى الولايات المتحدة قال المصدر الحكومي البريطاني الرفيع المستوى "معلوماتي مثل معلوماتكم، فهم لم يبلغونا أي شيء بشأن التاريخ. البيت الأبيض مسؤول عن السياسة ومن الصعب للغاية التكهن بما يحصل".
وفي الإجابة عن استيضاح حول تاريخ استئناف السفر، اكتفت وزارة النقل الأميركية بالقول "ليس لدينا أي معطيات حديثة أو معلومات جديدة حالياً".
ويبدو أن التزام واشنطن الصمت يرخي بظلاله على الأولوية الدنيا التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع المملكة المتحدة منذ وصول بايدن إلى سدة الرئاسة. وبرز هذا الفتور في العلاقات تزامناً مع قيام الوزير المكلف بتولي شؤون "بريكست" ديفيد فروست بإثارة غضب الأميركيين، عندما صرح أنه لا ينبغي للرئيس الأميركي التدخل في المفاوضات بين لندن وبروكسل بشأن الحدود الإيرلندية.
في الأسبوع الماضي، أعلنت خطوط الطيران البريطانية "فيرجن أتلانتيك" Virgin Atlantic عن استئناف رحلاتها اليومية على المسار من هيثرو إلى أورلندو الذي يلقى أكبر عدد من عمليات الحجز لديها، فضلاً عن الرحلات إلى لاس فيغاس بدءاً من الأول من نوفمبر، في حين استأنفت الخطوط الجوية رحلاتها إلى سان فرانسيسكو بعد توقف استمر 18 شهراً. وتستعد الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش أيرويز" لتسيير رحلات إضافية بدءاً من أوائل الشهر أيضاً.
وأحدث الضوء الأخضر الذي أطلقه بايدن لزيارة الولايات المتحدة طفرة في عمليات الحجز من قبل البريطانيين التواقين إلى زيارة أميركا، وسجلت "فيرجن أتلانتيك" زيادة ملحوظة وصلت إلى 600 في المئة، فضلاً عن نفاد بعض البطاقات الأكثر مبيعاً للرحلات التي تنطلق خلال الأيام الأولى من نوفمبر.
يُشار إلى أنه قبل تفشي جائحة كورونا، كان ما معدله 100 ألف مسافر من المملكة المتحدة يجتازون المحيط الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة أسبوعياً، غالبية هؤلاء يسافرون للعطلات والاستجمام، ولكن أكثر من 20 ألفاً زاروا الأصدقاء والعائلة.
ولم تُجب أي من "بريتيش أيرويز" أو "فيرجن أتلانتيك" بشكل فوري عن الأسئلة المتعلقة بالشك المحيط بتخفيف القيود الأميركية المفروضة على السفر.
لكن مراسل شؤون السفر في "اندبندنت"، سايمون كالدر، أشار إلى أنه "قبيل أربعة أسابيع فقط من التاريخ المحتمل لإعادة فتح الحدود الأميركية أمام المسافرين من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، يشعر المديرون التنفيذيون في الخطوط الجوية بإرباك شديد". وتابع قائلاً "بعد أن حُرموا على مدى 18 شهراً من أكثر أسواق الطيران ربحاً في العالم، إنهم اليوم متعطشون لكسب المال في ظل الطفرة الحاصلة على الطلب التي ستترافق مع إعادة افتتاح المسارات العابرة للمحيط الأطلسي. ولكنهم بالتأكيد لا يريدون وضع برامج لأي رحلات تكون نصف فارغة بسبب عدم رفع الحظر بالكامل".
© The Independent