تجري السلطات الروسية تحقيقاً في مزاعم تعذيب واغتصاب في سجون البلاد بعد تسريب مقاطع فيديو تُظهر تعرض السجناء لسوء المعاملة.
ونشرت منظمة "غولاغو دوت نت" Gulagu.net التي تُعنى بحقوق الإنسان ما يفوق ألف مقطع فيديو صورت خلف القضبان في السجون الروسية والتي قالت إنها تظهر مئات الأشخاص يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة.
وتشكل هذه المقاطع جزءاً من مجموعة كبيرة من المستندات التي زود بها أحد المبلغين المجهولي الهوية من بيلاروس، والذي تم سجنه في سجن ساراتوف، كما أفادت المجموعة الحقوقية.
وأظهر أحد المقاطع رجلاً عارياً يتعرض للتعذيب بواسطة عصا في مستشفى تابع للسجن في مدينة ساراتوف. وفي مقطع آخر، ظهر رجل ممدد على الأرض ووجهه نحو الأسفل، فيما تم ربط يديه بواسطة شريط لاصق ويقوم أحد حراس السجن بالضغط بحذائه على ظهره.
وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء قائلاً: "في حال ثبتت صحة هذه المواد المتداولة، فإن الأمر يستدعي فتح تحقيق جدي". أضاف أن خدمة السجون الفيدرالية (FSIN) وهي المنظمة التي تشرف على السجون في روسيا تنظر في المسألة.
وجرى إرسال فريق من خدمة السجون إلى سجن ساراتوف الذي يبعد 450 ميلاً جنوب شرقي موسكو للتحقق من صحة المزاعم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالوا، إنه جرى حتى الآن صرف خمسة من كبار مسؤولي السجن بمن فيهم مدير السجن، حيث زُعم حصول التعذيب فضلاً عن مدير خدمة السجن الإقليمي.
وفي سياق متصل، قالت لجنة التحقيق الروسية (Investigative Committee) وهي المنظمة المخولة بالنظر في الجرائم الكبرى إنها فتحت عدداً من التحقيقات المتعلقة بالعنف والاعتداء الجنسي على يد السلطات في السجون.
وفي غضون ذلك، أُفيد عن استقالة رئيس فرع خدمة السجون الفيدرالية في منطقة ساراتوف من منصبه بسبب الفضيحة. وبحسب وكالة "أنترفاكس" الإخبارية الروسية، قدم أليكسي فيدوتوف رسالة استقالته.
وصرح مؤسس مجموعة "غولاغو دوت نت فلاديمير أوسيشكين" لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP) بأنها "المرة الأولى التي يحصل فيها المدافعون عن حقوق الإنسان على هذه الكمية الهائلة من المعلومات التي تؤكد الطبيعة الممنهجة للتعذيب في روسيا". وقال أوسيشكين متحدثاً لوكالة "رويترز": "نظام التعذيب كان ولا يزال شغالاً". وأضاف أن السلطات "تخشى الإقرار بالحقيقة في العلن وبأن الحقيقة مروعة لأنها تشير إلى أن أجهزتها الخاصة تسيء معاملة الأشخاص بشكل جماعي".
وبحسب أوسيشكين، جرى تعذيب واغتصاب أكثر من 200 سجين في السجون الروسية وظهر منهم 40 في مقاطع الفيديو. وتعهد بنشر المزيد من الفيديوهات والمواد خلال الأيام القليلة المقبلة.
يُشار إلى أن القانون الروسي يلحظ بألا يتعرض السجناء داخل نظام السجون في البلاد لمعاملة "قاسية" أو "بشكل ينتهك كرامة الإنسان".
ويمكن أن يُسجن مسؤولو السجن الذين يسيئون استخدام مناصبهم لفترة قد تصل إلى عشر سنوات.
© The Independent