وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بإجراء تحقيقات ميدانية شاملة للوقوف على ملابسات محاولة الاغتيال التي استهدفت محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة والثروة السمكية عيسى السقطري أمس وتقديم مرتكبيها للعدالة، وقال منصور هادي " إن معركتنا مع قوى الشر والإرهاب وادواتها واذرعها المختلفة من مليشيات الحوثي وإيران معركة وجودية ولا سبيل أمام شعبنا الا التخلص من أدرانها والانتصار لإرادة شعبنا في الأمن والاستقرار والعيش الكريم وتعزيز وحدة نسيجه المجتمعي".
ففي تطور ينذر بعودة مسلسل الاغتيالات التي تشهدها المدينة بين حين وآخر، نجا لملس والسقطري أمس الأحد، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت موكبهما في مديرية التواهي في العاصمة المؤقتة عدن، (جنوب اليمن)، فيما قُتل 5 أشخاص وأصيب 10 آخرون، بينهم 4 من طاقم المحافظ.
وعقب الهجوم الذي يعكس حالة الأوضاع غير المستقرة، والتباين الأمني والعسكري في مناطق سيطرة الشرعية بين الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله، ظهر لملس في مقطع فيديو متداول يقول خلاله إنه لم يتعرّض لأذى وإن الإصابات لحقت بمرافقيه، مؤكداً أن هذه العملية الإرهابية لن تثنيه عن مواصلة عمله في عدن.
السعودية تدين وتدعو لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية السعودية بأشد وأقسى العبارات، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف موكب محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية اليمني اليوم الأحد، وأوقع عدداً من القتلى والمصابين. بحسب بيان رسمي.
وأكدت الوزارة عبر بيان نقلته الوكالة الرسمية للبلاد (واس) على أن "هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر ليس موجهاً ضد الحكومة اليمنية الشرعية فحسب، بل للشعب اليمني الشقيق بكامل أطيافه ومكوناته السياسية الذي ينشد الأمن والسلام والاستقرار والازدهار في الوقت الذي تقف قوى الظلام في طريق تحقيقه لتطلعاته".
كما دعت الخارجية السعودية كافة الأطراف اليمنية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض لتوحيد الصف ومواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار واستعادة دولتهم.
ضحايا من طاقم المحافظ
مصدر إعلامي مقرب من محافظ عدن، أكد لـ"اندبندنت عربية" مقتل عدد من طاقم المحافظ الخاص، ومن بينهم قائد الحراسة صدام الخليفي والسكرتير الصحافي للمحافظ أحمد بوصالح، وابن شقيق المستهدف أسامة سالم حامد لملس والمصور الخاص طارق مصطفى في حصيلة أولية.
ونشر ناشطون في عدن صوراً للملس بعد الانفجار بجوار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وهو الكيان الذي يناهض الشرعية ويدّعي حصراً تبنّيه خيارات أبناء المحافظات الجنوبية.
سيارة مفخخة
ووفقاً للرواية التي ذكرها المصدر، فإن سيارة مفخخة تُركت بالقرب من مدرسة في منطقة حجيف الواقعة بين مديريتي التواهي والمعلا (غرب المدينة) لتنفجر قبل لحظات من موعد مغادرة الطلاب، مستهدفة موكب المحافظ الذي كان ماراً في المنطقة خلال جولة ميدانية.
وطوّقت الأجهزة الأمنية المنطقة وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى إلى مستشفى باصهيب العسكري، مرجحة ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى في حالة خطيرة.
تحقيق عاجل
وفي أول إجراء حكومي، وجّه رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، الجهات المختصة بإجراء "تحقيق عاجل حول ملابسات هذه العملية الإرهابية" بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وجاءت توجيهات رئيس الوزراء بعد أن استمع إلى تقرير أولي حول ملابسات العملية، وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية.
كما اطلع خلال اتصالين منفصلين بوزير الزراعة والمحافظ على حالتهما الصحية، فأكدا أنهما بحالة جيدة ولم يمسهما مكروه.
وترجمة للتدهور الأمني غير المسبوق، شهدت المدينة الأسبوع الماضي، اشتباكات بين فصائل مسلحة تتبع المجلس الانتقالي، أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في أعقاب تظاهرات شعبية تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية جراء انعدام الخدمات وانهيار العملة والغلاء الفاحش وغياب الوقود وانقطاع الكهرباء بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجة الحرارة والرطوبة العالية التي تشهدها المدينة الساحلية.
3 انفجارات في مطار عدن
وتذكّر الحادثة بالهجمات الصاروخية التي استهدفت مطار عدن في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2020، ومحاولة اغتيال أعضاء حكومة الكفاءات السياسية الجديدة وفقاً لاتفاق الرياض، بالتزامن مع وصولها إلى العاصمة المؤقتة، عدن، بعد أن سقطت ثلاثة صواريخ عقب لحظات من هبوط الطائرة التي تقلّ جميع الوزراء، وأوقعت 26 قتيلاً من موظفي المطار و5 موظفين في الصليب الأحمر الدولي كانوا يستعدون لمغادرة عدن، وصحافي يمني، وأصابت حوالى 110 آخرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعقب أيام من التحقيقات، أعلن وزير الداخلية في الحكومة أن ميليشيا الحوثي هي من تقف خلف الهجوم.
كما حمّل تحقيق أممي صدر في مارس (آذار) الماضي، ميليشيا الحوثي، مسؤولية الهجوم. وخلص التحقيق في حينه إلى أن الحوثيين قصفوا المطار بثلاثة صواريخ باليستية موجهة بدقة. كما أضاف أن الحوثيين حاولوا استهداف الطائرة التي تقلّ أعضاء الحكومة، مشيراً إلى أن تنفيذ الميليشيات عملية ضد مطار عدن يُعدّ انتهاكاً لقواعد القانون الدولي والإنساني.
ونهاية أغسطس (آب) الماضي، استهدفت هجمات صاروخية بثلاثة صواريخ باليستية قاعدة العند (غرب عدن) أثناء عمليات التدريب للواء الثالث عمالقة وألوية أخرى داخل القاعدة، سقط إثرها أكثر من 90 شخصاً بين قتيل وجريح في حادثة متكررة، دفعت الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تحذير الجميع من "مشروع الموت الذي تقوده ميليشيا الحوثي بدعم إيراني".
وبعد ساعات من الهجوم، قال الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي إن "التحقيقات الأولية بيّنت أن شظايا الصاروخ تتطابق مع شظايا الصاروخ الذي استهدفت به الميليشيات الحوثية مطار عدن الدولي نهاية العام الماضي".
وعيد انتقالي
بدوره، قال علي الكثيري، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي إن "الأيادي الإرهابية الجبانة، سعت إلى استهداف موكب الأمين العام للمجلس محافظ عدن ونائب الأمين العام وزير الزراعة والثروة السمكية".
للمرة الأولى منذ ستة أشهر
وتأتي هذه التطورات عقب ساعات من عقد حكومة الكفاءات السياسية، اجتماعها الأول في عدن التي غادرتها قبل ستة أشهر إثر حادثة اقتحام قصر معاشيق الرئاسي في مارس الماضي، من قبل متظاهرين وذلك "لمناقشة عدد من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، التي تم اتخاذ عدد من القرارات والإجراءات بشأنها".
وتشهد العاصمة المؤقتة عدن، بين وقت وآخر، عمليات تفجير واغتيالات واختطافات تستهدف مقار أمنية وحكومية، وخطباء وأئمة مساجد، وضباطاً في الأمن والجيش والمقاومة الشعبية، ورجال القضاء.