فتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض، بعد أن زاد ارتفاع أسعار السلع الأولية المخاوف التي أثارتها أزمة الطاقة المتفاقمة، في حين أبقت بيانات أسبوعية ضعيفة من الصين المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.وهبط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.4 في المئة، بعد أن ساعدت بداية متفائلة لموسم الأرباح الفصلية في الولايات المتحدة وأوروبا المؤشر القياسي يوم الجمعة على تسجيل أقوى أداء أسبوعي له منذ مارس (آذار). وهبط سهم "فيليبس" الهولندية للتكنولوجيا الصحية 2.3 في المئة بعد أن خفضت توقعاتها للنمو مع تأثر أرباحها للربع الثالث بفعل استدعاء ضخم لأجهزة التنفس ونقص في المكونات الإلكترونية. وكانت شركات التعدين والنفط والغاز الأوروبية من بين الرابحين القلائل مع ارتفاع العقود الآجلة للخام متجاوزة 85 دولاراً للبرميل وصعود أسعار المعادن. وصعد سهم متاجر التجزئة البريطانية على الإنترنت "هت غروب" 9.5 في المئة بعد أن قالت إنها ستتخلص من "السهم الذهبي" لمؤسسها وتسعى إلى إدراج ممتاز بعد انخفاض أسهمها الأسبوع الماضي.
لا خوف من جموح التضخم
إلى ذلك قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في تصريحات لها أخيراً إن المسؤولين الماليين العالميين قلقون بشأن ارتفاع ضغوط التضخم، لكن هناك مخاوف قليلة من أن يصير جامحاً. مع تزايد الاختناقات في سلسلة التوريد في مواجهة الطلب المتزايد، ركز القادة السياسيون اهتمامهم على ارتفاع الأسعار وما إذا كانت ستبقى أم ستتلاشى في الأشهر المقبلة.
قالت غورغييفا خلال مؤتمر البنوك المركزية لمجموعة الثلاثين "نحن ضمن مشهد أكثر غموضاً إلى حد ما الآن".ولكنها أضافت أن في الاقتصادات المتقدمة، "يمتلك صانعو السياسات الأدوات" للتعامل مع التضخم، ولذلك "لا يوجد قلق كبير من أن يشكل قطاراً سريعاً".
على الرغم من ذلك، اجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية الأسبوع الماضي في واشنطن لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وأعربوا عن قلقهم، وفق غورغييفا، من أن تكون زيادات الأسعار أكثر من موقتة.
رفع الفائدة
وقالت إن الأسواق الناشئة الرئيسية مثل روسيا والمكسيك رفعت أسعار الفائدة مما يدل على أن "صناع السياسة في هذه الأماكن قلقون بما يكفي لاتخاذ إجراءات".
في أكبر اقتصاد في العالم، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنهم سيبدأون في التراجع عن التحفيز عبر تقليص مشترياتهم من السندات في الأسابيع القليلة الأخيرة من السنة، ولكن من المتوقع أن يظل سعر الفائدة القياسي عند الصفر من دون زيادة حتى 2022 على أقرب تقدير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع الدولار بعد أن أثارت البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين وصعود أسعار النفط قلق المستثمرين من أن التضخم سيرفع أسعار الفائدة. وفي جلسة التداول الآسيوية، ارتفع الدولار قليلاً مقتفياً أثر عوائد السندات الأميركية ليوقف بذلك الانخفاض الذي عانى منه الأسبوع الماضي. وارتفع بنحو0.2 في المئة مقابل اليورو ونحو 0.1 في المئة مقابل الين ليدفع العملة اليابانية إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات. وصعد مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 94.102 قرب أعلى مستوى له عن الذي بلغه الأسبوع الماضي عند 94.563. وفي سوق العملات الرقمية، حومت "بتكوين" قرب مستواها القياسي المرتفع البالغ 64895 دولاراً. ووصل آخر سعر لها 62393 دولاراً.
واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3734 دولار ليقل قليلاً عن 1.3773 دولار الذي سجله يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له في شهر.
الأسهم اليابانية تغلق منخفضة
وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض طفيف إذ جنى المستثمرون الأرباح بعد الارتفاع الأخير غير أن صانعي السيارات حققوا مكاسب بعد أن ألمحت شركة تويوتا موتور إلى أنها ربما تحقق هدفها للإنتاج للعام بأكمله على الرغم من نقص الرقائق.وتوخى المستثمرون الحذر أيضاً مع تنامي حالة عدم اليقين إزاء اقتصاد الصين حيث تكافح شركة العقارات المثقلة بالديون "تشاينا إيفرغراند غروب" من أجل بقائها في ظل تباطؤ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع الثالث. وانخفض المؤشر "نيكي" 0.15 في المئة ليغلق عند 29025.46 بعد أن سجل أول مكسب أسبوعي له في أربعة أسابيع الأسبوع الماضي.
وقال هيرويوكي أوينو كبير المحللين في "سوميتومو ميتسوي تراست" لإدارة الأصول، "يرغب كثير من المستثمرين في جني الأرباح عندما يتجاوز مؤشر نيكي 29 ألفاً. أشعر أنهم قلقون أيضاً من مشكلات إيفرغراند قبل الموعد النهائي لتفادي التخلف عن السداد".
وخسر المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.23 في المئة ليغلق عند 2019.23 لكن مؤشر "توبكس لصناعة معدات النقل" ارتفع 1.86 في المئة ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 2015. وارتفع سهم "تويوتا موتور" 2.22 في المئة بعد أن خفضت الشركة إنتاجها العالمي المقرر لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة تصل إلى 15 في المئة بسبب استمرار النقص في الرقائق، لكنها أشارت إلى أنها ستزيد الإنتاج اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) التزاماً بأحدث أهداف الإنتاج للعام بأكمله.