علمت "اندبندنت" أن خطأ فادحاً لتوفير الكلفة حصل في الخدمة الحكومية البريطانية للاختبار والتتبع، ما تسبب في تراجع بنسبة 32 في المئة في نتائج اختبارات كورونا الإيجابية لجهة الإصابة بالعدوى، التي تم إدخالها في تطبيق "كوفيد - 19".
وتوضح مصادر أن الخطأ قوض الوظيفة الأساسية للتطبيق، بمعنى أن آلافاً من جهات الاتصال الوثيقة المحتملة للأفراد الذين كانوا معرضين لخطر الإصابة بالفيروس، لم يتم التعرف إليهم ولم يتم تالياً إخطارهم، خلال الأسبوع المنتهي في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
فقد تم إدخال 19 ألف اختبار إيجابي أقل في التطبيق من قبل المرضى، منذ التاسع وعشرين من سبتمبر (أيلول)، وذلك بعدما عمد مسؤولون في خدمة "أن أتش أس دايريكت" NHS Direct (تقدم الاستشارة والمعلومات الصحية لمرافق "خدمات الصحة الوطنية") إلى تكثيف المعلومات للمرضى وضغطها في نصٍ واحد، مع إعطاء تعليمات بإدخال النتيجة الإيجابية للاختبار في أسفل رسالة نصية طويلة. وقد اعتُمد هذا التغيير بقصد توفير التكاليف، عن طريق خفض عدد الرسائل النصية SMS التي يتم إرسالها إلى المرضى.
معلومٌ أن تطبيق "اختبار وتتبع "كوفيد – 19" البريطاني Covid-19 Test and Trace، يستخدم نتيجة اختبار موجبة لشخص حبن تأكد إصابته بالعدوى، من أجل التحقق من موقع المستخدم، ولتوجيه تنبيهٍ من خلال رسائل نصية لأي فردٍ قريب منه، إلى أنه قد يكون معرضاً لخطر الإصابة بالمرض.
وفي حين أن نتائج الاختبارات السالبة التي تم إدخالها إلى التطبيق بين التاسع والعشرين من سبتمبر (أيلول) والسادس من أكتوبر (تشرين الأول) قد انخفضت هي كذلك بمقدار النصف - أي من 162 ألفاً إلى 87499 - فإن ذلك لا يُعد مصدر قلق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مصدر مطلع على عمليات تطبيق الاختبار والتتبع قال لـ"اندبندنت": "لقد تم اعتماد هذا التغيير لتوفير المال، وذلك من خلال تقليل عدد الرسائل النصية المرسلة إلى الأشخاص. لكن النتيجة غير المقصودة كانت أن الأفراد لم يتمكنوا من رؤية الرمز المهم في الرسائل النصية الطويلة، ما يعني أنهم ربما لم يدخلوا رمز الاختبار الإيجابي في التطبيق. وقد أسهم ذلك في تقويض وظائفه بحيث بدا غير قادر على أداء الوظيفة التي صُمم للقيام بها بشكل فاعل".
يأتي هذا الخلل بعدما كان نحو 43 ألف شخص قد تلقوا نتائج اختبارات "تفاعل البوليميراز المتسلسل" PCR بشكل غير صحيح عندما أصيبوا بالفيروس منذ مطلع شهر سبتمبر (أيلول)، وذلك نتيجة أخطاء ارتكبها أحد المختبرات الخاصة، وقد قامت خدمة "الاختبار والتتبع" بتعليق عمله منذ ذلك الحين.
وفي آخر مسحٍ أسبوعي أجراه "المكتب الوطني للإحصاء" ONS، تبين أن الإصابات الإجمالية بعدوى "كوفيد" في مختلف أنحاء المملكة المتحدة قد زادت بنحو مليون إصابة.
وكان مسؤولون في "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency (UKHSA) قد لاحظوا انخفاضاً في تحميل الاختبارات الإيجابية على التطبيق، وتم إجراء تغييرات على محتوى الرسائل النصية كي تكون التعليمات واضحةً في مطلع الرسالة. وتُجرى الآن متابعة التغييرات لتقييم تأثيراتها.
متحدث باسم "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" قال: "إننا نبقي اتصالاتنا في مراجعة مستمرة. ويتعين على أي شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا، إدخال رمز النتائج في التطبيق لإبلاغ الآخرين وتنبيههم إلى أنهم قد يكونون في خطر".
© The Independent