على الرغم من تركيز حلف شمال الأطلسي على الصين، يُنتظر أن يوافق وزراء دفاع الحلف، الخميس 21 أكتوبر (تشرين الأول)، على خطة دفاع رئيسة جديدة في مواجهة أي هجوم روسي محتمل على جبهات متعددة، مما يعيد التأكيد على الهدف الأساس للحلف والمتمثل في ردع موسكو.
وتهدف الاستراتيجية السرية إلى الاستعداد لأي هجوم متزامن في منطقتي البلطيق والبحر الأسود قد يشمل استخدام أسلحة نووية واختراق شبكات الكمبيوتر وهجمات من الفضاء.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس للصحافيين إن "الخطة الجديدة تعترف بتهديدات القرن الـ 21 وكيفية التعامل معها".
ويؤكد المسؤولون أنهم لا يعتقدون أن روسيا قد تشن هجوماً وشيكاً. وتنفي موسكو وجود أي نيات عدوانية، وتقول إن حلف شمال الأطلسي يخاطر بزعزعة استقرار أوروبا بمثل هذه الاستعدادات.
لكن دبلوماسيين يقولون إن هناك حاجة إلى "مفهوم ردع ودفاع في منطقة أوروبا - المحيط الأطلسي"، وخطة استراتيجية لتطبيق ذلك طالما أن روسيا تطور أنظمة أسلحة متقدمة وتنشر قوات ومعدات على مقربة من حدود دول الحلف.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب عن الخطة، "هذا هو السبيل إلى الردع". وأضافت لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية، "يجري اعتماد ذلك بسبب سلوك روسيا الراهن، فنحن نشهد انتهاكات لا سيما للمجال الجوي فوق دول البلطيق، وكذلك زيادة التوغلات فوق البحر الأسود".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول أميركي إن إقرار هذه الخطة سيتيح مزيداً من الخطط الإقليمية المفصلة بنهاية العام 2022، وهو ما سيسمح لحلف شمال الأطلسي بتقرير الأسلحة الإضافية التي يحتاج إليها وكيف ستتمركز قواته.
وأمل الجنرال الأميركي المتقاعد بن هودجز، الذي قاد القوات الأميركية في أوروبا من 2014 إلى 2017، بأن تعزز الخطة تماسك الدفاع الجماعي للحلف بشكل أكبر، وهو ما يعني مزيداً من الموارد لمنطقة البحر الأسود.
وأضاف لوكالة "رويترز" "بالنسبة إليّ هذه هي نقطة الاشتعال الأكثر احتمالاً من دول البلطيق"، مشيراً إلى وجود عدد أقل من الحلفاء الكبار، مثل بريطانيا وفرنسا، بقوة في البحر الأسود، وإلى تركيز تركيا بشكل أكبر على الصراع في سوريا.
وقال المسؤول سابقاً في حلف شمال الأطلسي والذي يعمل حالياً مع مؤسسة أصدقاء أوروبا الفكرية في بروكسل، جيمي شي، إن الخطة قد تساعد في زيادة التركيز على روسيا في وقت يسعى حلفاء كبار إلى تعزيز وجودهم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومواجهة القوة العسكرية الصاعدة للصين.
وأضاف شي أن "الافتراض الآن هو أن روسيا مصدر إزعاج لكنها لا تمثل تهديداً وشيكاً، وإن كان الروس يأتون ببعض الأمور المثيرة للقلق، فهم يجرون تدريبات بالروبوتات، كما يمكن أن تكون صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مدمرة جداً".