نشأت علوم الإنسان في الأزمنة الحديثة بفضل الاجتهاد التأسيسيّ الذي أنجزه الفيلسوف الألمانيّ ڤيلهِلم ديلتاي (1833-1911) حين أراد أن يواجه الانتقادات الحادّة التي استثارتها العلومُ الوضعيّةُ في أواخر القرن التاسع عشر. لم تكن المذاهب العلميّة الوضعيّة تعترف إلّا بالحقائق المستندة إلى المعاينة والاختبار والتفحّص والتحليل، وجميع هذه الوسائل تضمن سلامة الإجراءات، وصحّة الاعتمادات، ومتانة الافتراضات، وصلاحية الاستنتاجات، وصدقيّة الخلاصات. أمّا في علوم الإنسان الاجتماعيّة والنفسيّة واللغويّة والأنتروبولوجيّة والتاريخيّة، فيستحيل بلوغ اليقين القاطع، إذ إنّ موضوع البحث يتعلّق بالحياة المتدفّقة، المتبدّلة، المتفوّرة، المتناثرة، المتبدّلة، المستودَعة في اختباراتٍ ثقافيّة متباينة. لذلك دعا ديلتاي هذه العلوم علوم الروح (Geisteswissenschaften)، وما لبثت الأوساط الأنغلوساكسونيّة أن ترجمتها إلى العلوم الاجتماعيّة، وآثرت الأوساط الفرنسيّة عبارة العلوم الإنسانيّة التي أضحت شائعة.
موضوع العلوم الوضعيّة الطبيعةُ، في حين أنّ موضوع العلوم الإنسانيّة الحياة. بخلاف انسيابيّة الحياة الإنسانيّة العصيّة على الإمساك الموضوعيّ، تبدو معطيات الطبيعة المادّيّة الفيزيائيّة خاضعةً لأحكام العلوم الطبيعيّة، يسهل على العقل الإمساك بها، إذ إنّ ظواهر الطبيعة منعقدةٌ على انتظامٍ قانونيّ بنيويٍّ مطّرد، في حين أنّ اختبار الحياة ينبعث من الوجدان الإنسانيّ انبعاثاً حرّاً، طليقاً، متموّجاً، متذبذباً. إذا كان ناموس الطبيعة يفرض خروج النور والحرارة من النار المتّقدة في انتظامٍ قاهرٍ لا يكترث بالأحوال والقرائن والسياقات، فإنّ الوجدان الغاضب يستثير في المسلك الإنسانيّ ضمّةً من الردود والتصرّفات لا تخضع لقانونٍ سببيٍّ واحد. مِن الناس مَن يُعبّر عن غضبه بالعنف، ومنهم بالانزواء، ومنهم بالانتقام الذاتيّ، ومنهم بالإبداع التعويضيّ، ومنهم بالانفجار الهيجانيّ. ذلك بأنّ تجلّيات الحياة في الوجدان تختلف من إنسان إلى آخر، ومن سياق إلى آخر، ومن وضعيّة وجوديّة إلى أخرى.
اختلافٌ في طرُق الظهور واختلافٌ في سبُل المعرفة
وعليه، فإنّ وقائع الحياة تختلف عن ظواهر الطبيعة اختلافاً أنطولوجيّاً كينونيّاً يصيب قوامها الذاتيّ. فالمؤسّسات التي نُنشئها، والأفعال التي نُنجزها، والصنائع التي نبتكرها ليست معطياتٍ مادّيّة على غرار انفجار البراكين، وهبوب العواصف الثلجيّة، وحركة الكواكب الفضائيّة، ونموّ الخلايا الجسميّة، وانتقال الجينات الوراثيّة. نَصف وقائع الحياة بصفة التاريخيّة التنازعيّة، ونَصف ظواهر الطبيعة بالفيزيائيّة الانتظاميّة. إذا كان التاريخ موضعَ كلِّ التقلّبات والتحوّلات والمباغتات والمناورات والمقاربات والملابسات، فإنّ الطبيعة مستودعُ الانتظام والانضباط والترتيب والتكرار والتأتّي السببيّ التعاقبيّ الثابت الصارم.
وعلاوةً على الاختلاف الأنطولوجيّ هذا، يمكن أن نستجلي اختلافاً إبيستِمولوجيّاً معرفيّاً إجرائيّاً يصيب كيفيّات التناول والإدراك والتحليل والاستنتاج. فالعلوم الطبيعيّة تعتمد سبيلَ الشرح السببيّ، في حين أنّ العلوم الإنسانيّة تفضّل أسلوبَ التفسير التلمّسيّ التخمينيّ التقريبيّ. ذلك بأنّ تَعقُّد الحياة الإنسانيّة يفرض علينا التروّي والتصبّر والتلمّس والتحايل والمداورة والتماوج، في حين أنّ انتظاميّة الطبيعة تتيح لنا، في أغلب الأحوال، التحليل الإمساكيّ، والوصف القبضيّ، والتعليل القطعيّ، والاستنتاج النهائيّ الشافي. تكتفي العلوم الإنسانيّة بوصف كلّ اختبار حياتيّ وجدانيّ ذاتيّ خاصّ، أمّا العلوم الطبيعيّة فتستطيع أن تستخرج النواميس الضابطة والأحكام الناظمة في جميع الظواهر المتكرّرة، متحرّيةً عن الأسباب الدقيقة التي تجعل المعطيات الطبيعيّة تنشأ على هذا القوام، وتنبسط على هذه الهيئة، وتنشط على هذا الإيقاع.
صوابيّة الفصل بين العلوم الطبيعيّة والعلوم الإنسانيّة
بيد أنّ مثل الفصل القاطع هذا لا تسوّغه المعاينات الدقيقة التي تدرك مواضعَ شتّى من القربى بين حقل العلوم الطبيعيّة وحقل العلوم الإنسانيّة. فهل يجوز القول بثنائيّة جوهريّة حادّة ناشبةٍ بين الظواهر الطبيعيّة والوقائع الحياتيّة؟ ما سندُ التمييز الذي يسوّغ لنا أن نفصل بين الظواهر التي نصفها بأنّها شيئيّةٌ طبيعيّةٌ فيزيائيّة، والظواهر التي ننعتها بأنّها حياتيّةٌ وجدانيّةٌ شعوريّة؟ هل يجوز الفصل بين قواعد الجسد وضرورات النفس وأحكام الروح، أي بين الجسديّات والنفسيّات والذهنيّات، لا سيّما في صميم الكيان الإنسانيّ الواحد؟ حقيقة الأمر أنّ الحقلَين متشابكان متعالقان متداخلان متضايفان متنافذان، إذ يستحيل أن تنعقد واقعةٌ من وقائع الحياة الوجدانيّة من غير أن تستند إلى بنية مادّيّة أو جسديّة. أيّ علاقةٍ إنسانيّةٍ تتناولها العلوم الإنسانيّة لا تقوم على هيكل جسديّ يختبر الوصال بين الناس؟ وأيّ إنجاز فنّيّ تتحرّى عنه هذه العلوم يتحقّق بمعزل عن حركة الأعضاء البيولوجيّة وعناصر المادّة المتحوّلة وأدوات الابتكار المنشود؟ هذا في مسألة التشارك العضويّ في كينونة الظواهر الطبيعيّة والوقائع الإنسانيّة. أمّا فرضيّة الاختلاف في سبُل التناول والإدراك المعرفيّة، فإنّها ضعيفةٌ واهنةٌ من جرّاء استحالة بناء العلوم في كلا الحقلَين بمعزل عن عمليّات التحليل والتنقيب والتحرّي والاستنتاج المشتركة.
أضف إلى ذلك أنّ المعرفة في كلا الحقلَين تستند إلى اللغة التي تنشئ بين الفكر المتبصّر والواقع القائم مسافةً معرفيّة لا يجوز الاستهانة بها، إذ إنّها بمنزلة الخيانة الثانية التي تعقب الخيانة الأولى المرتكَبة بانتقال الإنسان من ميدان الفكر إلى حيّز التعبير اللغويّ. في كلّ معرفة تتجابه ثلاثُ حقائق: الفكر الذاتيّ الجوّانيّ، واللغة التعبيريّة، والموضوعات الوجدانيّة أو الطبيعيّة التي يتناولها الفكر وتُمسك بها اللغة. والحال أنّ الانتقال من الفكر إلى اللغة خيانةٌ أولى، والانتقال من اللغة إلى الموضوعات خيانةٌ ثانيةٌ. والضربان من الخيانة ترتكبهما العلوم الإنسانيّة والعلوم الطبيعيّة على حدّ سواء، ولو على تفاوت في مبلغ الجسامة والفداحة.
من البديهيّ أن تميل العلوم الإنسانيّة إلى التفسير الحذر والملاينة الفطنة، فتعتمد السرد الوصفيّ عوضاً عن الإمساك العلميّ، والتعبير اللغويّ الطبيعيّ المباشر بديلاً من اللغة الصوريّة الرمزيّة المنطقيّة. بيد أنّ بعض العلوم الإنسانيّة غدت تصبو إلى التعليليّة والناموسيّة والانتظاميّة. فالعلوم التاريخيّة، على سبيل المثال، كما ذهب إليه فيلسوفُ العلوم ومناصرُ التجريبيّة المنطقيّة الألمانيّ كارل غوستاڤ هِمبِل (1905-1997)، استحسنت الاستنباط واجتهدت في استخراج الخلاصات من المقدّمات الأساسيّة الكلّيّة، وفي تطبيق الأحكام العامّة على الجزئيّات والتفرّعات. كذلك العلوم الاجتماعيّة سعت إلى تناول الوقائع الاجتماعيّة تناولاً اختباريّاً تجريبيّاً علميّاً، بحسب عالم الاجتماع الفرنسيّ الشهير إميل دُركايم (1858-1917). كذلك حاولت العلوم الأنتروبولوجيّة أن تتحرّى عن طبيعة الاجتماع الإنسانيّ تحرّيَ العلم الطبيعيّ الموضوعيّ، على ما كان يذهب إليه عالم الأنتروبولوجيا الإنغليزيّ ألفرِد رادكليف-براون (1881-1955). إلّا أنّ طموح العلوم الإنسانيّة هذه لم يتحقّق، بل ظلَّ في قيد الأمنية البريئة، إذ عجزت اجتهاداتُها الرصينة وتناولاتُها المتنوّعة عن ابتكار قانونٍ جامعٍ مانعٍ يضبط تفوّرات الوقائع الإنسانيّة في إطار تحليليّ استشرافيّ موثوق.
الطابع التاريخيّ الغالب في جميع العلوم
يتّضح إذاً أنّ المسألة شديدةُ التعقيد والإرباك. فالوقائع الإنسانيّة والظواهر الطبيعيّة الفيزيائيّة تنتسب كلّها إلى حقل الطبيعة الكونيّة الأرحب، وتنطبع بطابع المسار التاريخيّ، ولو أنّ تاريخيّة الوجود الإنسانيّ أعمقُ وأكثفُ وأبلغ. في الطبيعة وفي الحياة يعجز العقلُ عن إدراك اللامتناهي في الكبَر واللامتناهي في الصغر، وكلاهما يُفضي إلى إرباك معرفيّ جسيم، إذ إنّ عظمة الرحابة الكونيّة وصميم المادّة الفيزيائيّة ما برحان عصيَّين على التناول. كذلك تخضع الوقائع والظواهر لقانون الحتميّة الطبيعيّة، ولو أنّ حرّيّة الإنسان تؤهّله لاختبار ضروبٍ شتّى من الانعتاق النسبيّ. فالإنسان كائنٌ طبيعيٌّ، على غرار الجبل والسهل والبحر والنهر، مع أنّ الجبال لا تفكّر ولا تشعر ولا تنفعل وجدانيّاً ولا تعبّر لغويّاً. ولكن هل التفكير، على سبيل المثال، ظاهرةٌ غيرُ طبيعيّة، علويّةٌ، ماورائيّةٌ؟ أوَليس الفكرُ واقعاً طبيعيّاً مستنداً إلى نشاط الخلايا العصبيّة الدماغيّة؟ يبقى أنّ لغة التناول ليست واحدة، إذ نستخدم مقولات العلم ومعادلات الرياضيّات في وصف الأشياء، ونستعين بمفاهيم الفكر وتصوّرات المخيِّلة في تفسير وقائع الوجود وتأويل معانيها.
ومن ثمّ، فإنّ الإنسان واحدٌ، سواءٌ خضع للعلوم البيولوجيّة الطبّيّة أو انسلك في مقاربات العلوم الإنسانيّة. من خصائص الكائن الإنسانيّ أنّه يستنجد الطبيبَ في علاج أمراض جسده، وعالمَ النفس في مداواة جراح وجدانه، وعالمَ الاقتصاد في تدبير معضلات معيشه، وعالمَ الروح والغيب في بلسمة شكوك وعيه وتعزية شقاء ضميره. لا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّ الفيلسوف الألمانيّ كانط (1724-1804) ميّز ضربَين من المعرفة: معرفة الإنسان الفيزيولوجيّة التي تتفحّص أثر الطبيعة في تكوينه، ومعرفة الإنسان البراغماتيّة التي تتعقّب آثارَ ما يصنعه بنفسه، وما يُجريه على ذاته من تغيير وتحسين وتطوير على مستوى كيانه الأعمق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فلذلك علوم الإنسان علومٌ طبيعيّةٌ حين تتفحّص كيانَه الجسديّ الطبيعيّ الفيزيولوجيّ البيولوجيّ، وعلومٌ إنسانيّةٌ حين تبحث في قدراته النفسيّة والذهنيّة والعقليّة والحدْسيّة والنفسيّة والعاطفيّة. في السياق البحثيّ الثاني هذا، يتجلّى الإنسانُ قادراً على وعي ذاته ووعي الآخرين ووعي العالم، مؤهَّلاً لإدراك تصوّرات الآخرين، مستخدماً اللغة في التعبير والتواصل، منشئاً صلات الائتلاف الاجتماعيّ، مبتكراً أساليبَ شتّى في بناء رموز الثقافة الإنسانيّة المشتركة مع أبناء قومه وبيئته، مجتهداً في الإفصاح عن إنسانيّته في تعابير مختلفة، راغباً في صون ماضيه وحاضره في قوالبَ استيعابيّة أمينة بليغة صادقة، مصمّماً على الفعل التاريخيّ التغييريّ وفاقاً لغايات ومقاصدَ ورؤًى يستنبطها استنباطاً عقلانيّاً تلائم مَهوى وجدانه الأعمق.
لا شكّ في أنّ وقائع الحياة الإنسانيّة تستوجب تحليلاً متنوّعَ الخصائص والامتيازات. لنضرب مثالاً على ذلك الجملةَ التي نتفوّه بها. إذا اعتبرناها كتلةً من الأصوات، استعنّا بعالم الأعصاب الفيزيولوجيّ؛ إذا نظرنا إليها نظرتَنا إلى تعاقبٍ منتظمٍ من الكلمات التي تنطوي على معنى، استنجدنا عالمَ السِّمانطيقا الباحث في نشأة المعاني وصوغها؛ إذا تناولناها تعبيراً عن مقاصد المتكلِّم، لجأنا إلى النحويّ وعالم التفسير؛ إذا عاينّا فيها مستودعاً يحتضن عثرات اللاوعي، توسِّلنا بخبرة عالم النفس؛ إذا أدركناها حاملةً رسالةً سياسيّةً أو اجتماعيّةً أو ثقافيّةً، قصدنا عالمَ السياسة أو عالمَ الاجتماع أو عالم الأنتروبولوجيا.
خصوصيّة الفهم التلمّسيّ في العلوم الإنسانيّة
خلاصة القول أنّ العلوم الإنسانيّة تجتهد في تفسير تدفّق الحياة من صميم الوجدان الذاتيّ. فتتناول وقائع الوجود في ارتباطها بفاعليها الأفراد الأحياء المختبرين، الممارسين، الملتزمين، المنخرطين في شبكةٍ من العلاقات الإنسانيّة الشديدة التعقيد. ذلك بأنّ هذه الوقائع، إذ تقترن بالوجدان الفرديّ الفاعل، تنشأ نشوءاً يحمل المعنى المنشود الذي ينطوي على خصائص التصوّرات الفكريّة الاعتناقيّة الأخلاقيّة والدِّينيّة والعقائديّة والسلوكيّة. لا يجوز، والحال هذه، أن نختزل وقائع الحياة هذه ونُخضعها لأحكام التحليل الناشط في معطيات الطبيعة، من غير أن نشوّهها ونحرفها عن مقامها وخصوصيّتها ومقاصدها. فالعقلانيّة التعليليّة الاستقرائيّة الناشطة في علوم الطبيعة لا تملك الأدوات المفهوميّة اللازمة التي تناسب تموّج الظاهرة الإنسانيّة، وانسيابيّتها الحرّة، وسيلانها الرقيق، ومنازعاتها اللصيقة بعمقيّة الوجدان الفرديّ، والتباسيّة استعداداته وانكفاءاته، وتموّجات إقبالاته وإدباراته، وغموضيّة أحكامه ورسومه وقراراته.
حاول الفيلسوف الفرنسيّ بول ريكور (1913-2005) في فِسارته الفلسفيّة أن يبتكر للظاهرة الإنسانيّة سبيلاً جديداً من التناول يُنصف مقامَها الإشكاليّ، ويصون طموحَها الموضوعيّ العلميّ. فإذا به يقترح اعتمادَ الشرح التقريبيّ المدعوم بإجراءات التحقّق والتثبّت والتصديق. لا يجوز لنا في العلوم الإنسانيّة أن نكتفي بالافتراض والتخمين والرأي القائم على الاحتمالات المتعارضة، بل ينبغي لنا أن نتناول النصوص التي تحمل معاني الظاهرة الإنسانيّة تناولاً يُخضعها لآليّات التحقّق التي تستعين بمنهجيّات الارتياب المعرفيّ. حينئذ يمكننا أن نتحقّق من صحّة التأويلات المتعارضة، ونفاضل بينها استناداً إلى نظريّات التشكيك المعتمدة في العلوم الاجتماعيّة والنفسيّة والأنتروبولوجيّة والألسنيّة. من جرّاء ذلك كلّه، يتبيّن لنا أنّ جميع التأويلات المقترحة في إدراك معنى الحياة لا تتساوى ولا تستقيم، وأنّ العلوم الإنسانيّة ينبغي لها أن تعتصم بالفهم النقديّ الذي يراعي قرائن الإدراك المعرفيّ السائدة. وحده مثل هذا الفهم يستطيع أن يفسّر وقائع الوجود الإنسانيّ تفسيرَ التلمّس الفطن، والمقاربة المتأنّية، والمراجعة المستصفية، والإحاطة المشرَّعة، والتحرّي الصبور، والتعقّب المستند إلى فرضيّة الانسجام الجدليّ بين اعتمالات الوجدان وابتدارات المسلك.