أكد الشباب العاملون في قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية أهمية وجود قوة عاملة شابة حازمة ومتحمسة للتخفيف من وطأة تغير المناخ، وذلك في جلسة نقاشية انعقدت في 24 أكتوبر (تشرين الأول) ضمن "قمة الشباب الأخضر" Youth Green Summit (YGI) في العاصمة الرياض.
"قمة الشباب الأخضر" منصة للتوعية بأهمية القضايا البيئية ومناصرتها ووضع سياسات كفيلة بمعالجتها، تضم نشطاء شباباً بارزين من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية وخارجها، تنعقد بعد يوم نوقشت خلاله التزامات البلد بشأن المناخ، خلال افتتاح فعاليات منتدى "مبادرة السعودية الخضراء" Saudi Green Initiative (SGI).
خلال مشاركتها في قمة "الشباب الأخضر"، سلطت نورة العيسى، المحللة الأولى للسياسات الدولية في وزارة الطاقة السعودية، الضوء على الفرص المتاحة أمام الشباب للتأثير في النهج الذي يتبعه بلدهم لمقاربة [تحديات] البيئة. وقالت إن "أحد أبرز دوافعي أن أرى بلدي يحقق إمكاناته كلها".
بدوره، تحدث يحيى خوجة، المستشار في وزارة الطاقة، عن التطورات المستمرة في التكنولوجيا التي تمكن البشرية من حل مشكلاتها الأكثر إلحاحية عندما يتعلق الأمر بالمناخ.
ونظراً إلى أننا "في سباق مع الزمن، والوقت يمضي"، وفق خوجة فإن "الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أفضل رهاناتنا للفوز بهذا السباق".
من جانبه، شارك الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، اللجنة إشادتها بالعاملين "الشباب، الملهمين، أصحاب عزيمة"، كما وصفهم، الذين يسهمون في مستقبل الطاقة في المملكة العربية السعودية، وفي شتى أنحاء العالم.
وأضاف الوزير السعودي: "انظروا إلى إنجازات العالم باللقاحات المضادة (لفيروس كورونا)". علينا أن نقبل التحدي المتمثل في إيجاد الحلول."
في الواقع، يكتسي حضور الشباب وتعاونهم أهمية بالغة في نجاح الحراك المناخي.
يعيش حول العالم اليوم أكثر من 1.8 مليار شاب وشابة (تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة)، علماً أنها الشريحة الأكبر من جيل الشباب في التاريخ على الإطلاق.
للأسف، سيواجه هذا الجيل أكثر الآثار المدمرة لتغير المناخ، من بينها ارتفاع درجات الحرارة، وتدهور الأحوال الجوية، وغياب الأمن الغذائي والمائي. ويعيش 90 في المئة من هؤلاء في بلاد نامية، حيث ستخلف الأزمة آثارها الأكثر وطأة.
ولكن مع ذلك، الشباب ليسوا مجرد ضحايا، إنما عناصر فاعلة رئيسة في الكفاح من أجل الحفاظ على مناخ الكوكب والتنوع البيولوجي. وكما تكشف تحركات الشباب القوية حول العالم، يبدو أن هذا الجيل عاقد العزم على إحداث تغيير إيجابي عبر الخروج في تظاهرات من أجل حماية المناخ، والاتجاه نحو الابتكار والتعليم.
ومعلوم أن السعودية دولة شابة ديموغرافياً، إذ يمثل الشباب الذين ما زالوا دون 25 سنة أكثر من نصف سكانها. لذا، تسعى الحكومة إلى حشد وتمكين هذه المجموعة للمساهمة في تحقيق "رؤية 2030" Vision 2030 التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أجل النهوض بمستوى حياة الشعب وحماية البيئة في المملكة.
شارك في قمة الشباب الأخضر" أيضاً عبد العزيز البركة، محلل مختص بالطاقة والكهرباء في وزارة الطاقة السعودية، فقال إن هدفه المهني أن "يضمن التكامل المنسجم لجميع مصادر الطاقة، بدءاً بتعزيز الكفاءة حتى خفض انبعاثات الكربون".
"في متناولنا فرصة للعمل مع قيادتنا في سبيل بناء بيئة طويلة الأمد ومؤاتية للأجيال المقبلة"، قال عبد العزيز البركة.
© The Independent