في أسبوع مكتظ بالفعاليات الدولية، شهدت الرياض، الثلاثاء، 26 أكتوبر (تشرين الأول)، انطلاق أعمال النسخة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية"، ليجمع تحت هذا العنوان أكثر من 2000 بعثة و5 آلاف مشارك.
ويشارك صندوق الاستثمارات العامة السعودي كشريك مؤسس للمبادرة التي تناقش الاستثمارات التي من شأنها أن تحقق أكبر منفعة للبشرية.
الاستثمار في الإنسان
والمؤتمر الذي يوصف بأنه "دافوس في الصحراء" أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2017 لجذب المستثمرين الأجانب والترويج للفرص الاقتصادية.
ويشارك رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية في المؤتمر، من بينهم الرئيس التنفيذي لمجموعة "غولدمان ساكس" ديفيد سولومون، ورئيس شركة الأسهم الخاصة "بلاكستون" ستيفن شوارزمان، والرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول "بلاكروك" لاري فينك، الذين شاركوا في جلسة النقاش الأولى التي أدارها المذيع المتخصص في الشؤون الاقتصادية في شبكة "سي إن إن" ريتشارد كويست.
وبدأ المؤتمر بعرض فيلم قصير عن الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية، تضمن مقاطع مروعة لحرائق غابات وأعاصير شديدة وفيضانات جارفة، وأخرى تبرز تأثير التلوث البيئي على الكائنات الحية فوق الأرض وفي عمق البحار.
شراكة مع القطاع الخاص
وكانت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار قد أعلنت عن عقد 16 شراكة مع نخبة من أكبر الشركات والمؤسسات في العالم، مع انعقاد الدورة الخامسة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي سبق انطلاق القمة، أكد ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، أن "بناء الثقة يحتاج إلى وجود شركاء يعملون معك. الأمر ليس سهلاً أن تقنع الشركات العالمية للانضمام إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كشركاء استراتيجيين"، مؤكداً أن المبادرة ستطلق العديد من المبادرات في الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والحوكمة الاجتماعية والبيئة والتعليم، مبيناً أن "العمل بدأ محلياً وعالمياً، والفكرة ولدت في السعودية، وتم تسجيلها في الولايات المتحدة الأميركية، وسيتم افتتاح مكتب في آسيا".
وقالت غادة المطيري، العضو المؤسس في مجلس أمناء معهد مبادرة مستقبل الاستثمار، في كلمة الافتتاح إن المبادرة ستواصل لعب دورها كمنصة للتعاون والشراكة "تناقش نقاط الأولويات والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت في كلمة الافتتاح التي ألقتها بالنيابة عن رئيس المعهد ياسر الرميان، "لهذا الغرض سنواصل جلب أفضل العقول في العالم بهدف خلق تأثير إيجابي للبشرية"، مؤكدةً "سنبحث في جلسات المبادرة عن الشراكات التي يمكنها أن تجمع نقاط قوة مختلفة لتحقيق الأهداف ومشاركتها مع البشرية".
في حين أشار أتياس، أن المؤسسة لديها منتجات وصلت إلى 60 صفحة من الأبحاث تم نشرها في الرعاية الصحية والاستدامة والفقر والحوكمة الاجتماعية والبيئية، ووفرت أفكاراً لحلول مشاكل كثيرة في القطاعات المختلفة، وتحديداً فيما يتعلق بالقطاع الصحي والاستدامة، مشيراً إلى أن الدول تزيد من إنفاق الناتج المحلي بنسبة 5 في المئة على القطاع الصحي كجزء من الناتج المحلي، وذلك يزيد معدل أعمار الإنسان بتسع سنوات، وهذا إنجاز كبير، مفيداً بأنه خلال السنتين الماضيتين، وبسبب الدراسات والأبحاث المكثفة كان هناك "تزايد في الأبحاث في القطاع الصحي بشكل أساسي، وهذا لم يحدث خلال العشرين سنة الماضية، لأن الاستثمار لم يكن كبيراً في هذا المجال، وتسعى المؤسسة إلى إلقاء الضوء على مثل هذه المجالات المهمة".