قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون كذب عليه بشأن إلغاء عقد بناء غواصات في سبتمبر (أيلول) وأشار إلى أنه لا بد من بذل المزيد لإعادة بناء الثقة بين البلدين الحليفين.
ويزور ماكرون وموريسون روما لحضور قمة مجموعة العشرين لتصبح أول مرة يلتقيان فيها منذ أن ألغت أستراليا صفقة غواصات بمليارات الدولارات مع فرنسا في إطار تحالف أمني جديد مع الولايات المتحدة وبريطانيا أعلن في سبتمبر.
وقال ماكرون لمجموعة من الصحافيين الأستراليين الذين سافروا لتغطية مجموعة العشرين "لدي الكثير من الاحترام لبلدكم. لدي الكثير من الاحترام والكثير من الصداقة لشعبكم وأقول فقط عندما يكون هناك احترام يجب أن تكون صادقاً وعليك أن تتصرف طبقاً لهذه القيمة وبما يتوافق معها".
وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن موريسون كذب عليه قال ماكرون "أنا لا أعتقد، أنا أعلم".
"تفتقر إلى اللياقة"
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وصف، يوم الجمعة، تصرفات الحكومة الأميركية بأنها "تفتقر إلى اللياقة"، وذلك في أول اجتماع مع نظيره الفرنسي منذ الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت الشهر الماضي بعد اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا.
واستغل بايدن الاجتماع خلال قمة مجموعة العشرين لرأب الصدع الذي أصاب العلاقات بين البلدين بسبب التحالف الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا والمعروف باسم (أوكوس) والذي يضم بريطانيا أيضاً. وتسبب هذا التحالف عملياً في إلغاء اتفاق صفقة غواصات بين أستراليا وفرنسا أبرمت عام 2016.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثار القرار الأميركي بالتفاوض سراً على اتفاق جديد حنق باريس. واستدعت فرنسا سفيرها من واشنطن لفترة مؤقتة وألغت حفلاً فرنسياً في العاصمة الأميركية، واتهم مسؤولون بايدن بالتصرف مثل الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال بايدن "أعتقد أن ما حدث هو، وبتعبير إنجليزي، ما فعلناه كان يفتقر للياقة. لم يكن مقترناً بقدر كبير من اللياقة، كان لدي انطباع بأن أشياء معينة حدثت وهي لم تحدث، لكنني أريد أن أقولها صراحة، فرنسا شريك موضع تقدير كبير للغاية، وهي قوة في حد ذاتها".
حليف قديم
وقال بايدن أيضاً إن الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاء من فرنسا، وإنه لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا.
وقال بايدن إن الانطباع الذي كان لديه هو أن فرنسا أحيطت علماً بالفعل بأن صفقتها مع أستراليا لن تتم. وقال ماكرون إن اجتماعه مع بايدن "مهم" وإن من الضروري "أن نتطلع إلى الستقبل".
وأدلى ماكرون بالتصريحات لدى وصول الزعيمين لعقد أول اجتماع مباشر بينهما منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية في الشهر الماضي.
وقال ماكرون "ما يهمنا الآن في الحقيقة هو ما سنفعله معاً في الأسابيع المقبلة، والشهور المقبلة، والسنوات المقبلة". ومنذ حدوث الخلاف اتخذت واشنطن عدة خطوات لإصلاح العلاقات.
وكان بايدن وماكرون قد أجريا اتصالاً هاتفياً بعد تفجر الخلاف وناقشا التعاون الأمني في أفريقيا وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.
وعُقد اجتماع ماكرون وبايدن في السفارة الفرنسية لدى الفاتيكان بوسط روما قبل قمة مجموعة العشرين.