أعادت إيران ربط كل محطات الوقود في البلاد بالنظام الإلكتروني المخصص للتوزيع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الثلاثاء، بعد أسبوع من هجوم سيبراني ألمحت إلى إمكان وقوف الولايات المتحدة وإسرائيل خلفه.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن المتحدثة باسم الشركة الوطنية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمه كاهي قولها الثلاثاء "حالياً، كل محطات توزيع الوقود في البلاد باتت متصلة بالنظام المركزي لتوزيع المحروقات". وأضافت "بات في إمكان كل محطات المحروقات في البلاد (التي يناهز عددها 4300)، تعبئة الوقود المدعوم باستخدام البطاقة الإلكترونية".
وأدى الهجوم الإلكتروني في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى تعطّل النظام الذكي المخصص لتشغيل مضخات محطات وقود، والعامل باستخدام بطاقات إلكترونية تتيح الحصول على حصة شهرية من الوقود المدعوم. وفي حال تم استنفاد هذه الحصة، تتم تعبئة الوقود وفق السعر "الحر" غير المدعوم.
وأدى الهجوم إلى تعطل كامل المحطات وتشكّل طوابير من السيارات والدراجات النارية في انتظار التعبئة. وسارع فنيون من وزارة النفط إلى فصل المضخات عن النظام الذكي للتوزيع للسماح بتعبئة الوقود بطريقة يدوية، قبل أن يعمدوا إلى إعادة ربطها بالنظام تدريجاً، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية خلال الأيام الماضية.
وأتاحت تلك الإجراءات للمحطات في بادئ الأمر إعادة تزويد المركبات بالوقود بالسعر "الحر"، وهو ضعف السعر المدعوم، قبل أن تعود لتوفره بنظيره المدعوم مع إعادة ربطها بالنظام الآلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتُعدّ إيران من الدول الغنية بمصادر الطاقة، وتوفر مشتقات النفط بأسعار مخفضة ومدعومة.
ووفق تقرير لمنظمة الطاقة الدولية، تحتل البلاد المرتبة الثالثة عالمياً من حيث احتياطات النفط المثبتة، وحلّت خامسة عام 2020 بين دول منظمة "أوبك" المصدرة للنفط، علماً أن العقوبات الأميركية تؤثر بشكل كبير في صادرات النفط الإيراني.
وألمح مسؤول إيراني إلى ضلوع واشنطن وتل أبيب، العدوتين اللدودتين لطهران في الهجوم.
وقال رئيس منظمة الدفاع المدني العميد غلام رضا جلالي إن "الهجوم على محطات الوقود يشبه من الناحية التقنية هجومين سابقين نفذهما بلا شك أعداؤنا، الولايات المتحدة وإسرائيل"، واستهدفا شبكة السكك الحديد في يوليو ( تموز) 2021 وميناء في جنوب البلاد خلال مايو (أيار) 2020. وشكلت إيران في الأعوام الماضية هدفاً لعدد من محاولات الهجمات المعلوماتية.
وتعود إحدى أبرز الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها البلاد إلى سبتمبر (أيلول) 2010، حين ضرب فيروس "ستاكسنت" منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، في عملية اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالضلوع فيها.
ومنذ ذلك الهجوم، تتبادل إيران من جهة، والحليفتان الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، الاتهامات بتنفيذ هجمات إلكترونية.