أعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، عن قلقها جراء تسريع التوسع النووي للصين، مشيرةً إلى أن بكين تعمل على تحديث جيشها "لمواجهة الولايات المتحدة" في منطقة المحيطين الهندي والهادي وتسهيل إعادة ضم تايوان التي تعتبرها واحدة من مقاطعاتها.
وفي تقرير نشر الأربعاء، قدّر البنتاغون أن بكين توسّع ترسانتها النووية بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعاً، ويمكنها إطلاق صواريخ باليستية مزودة برؤوس نووية من البر والبحر والجو.
وأشار هذا التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الدفاع الأميركية حول القدرات العسكرية للصين، إلى أن "تسريع التوسع النووي للصين قد يسمح لها بامتلاك 700 رأس نووية بحلول عام 2027". ومن المرجح أن تسعى بكين إلى امتلاك "ما لا يقل عن ألف رأس نووية بحلول عام 2030، وهو أعلى من الوتيرة والكمية المقدرة في عام 2020".
وفي التقرير السابق المقدم إلى الكونغرس والمنشور في الأول من سبتمبر (أيلول) 2020، قدّرت وزارة الدفاع الأميركية أن الصين لديها "نحو 200" رأس نووية، لكن العدد سيتضاعف خلال الأعوام العشرة المقبلة.
ومع 700 رأس نووية بحلول عام 2027 وألف بحلول 2030، تظهر توقعات الجيش الأميركي تسارعاً قوياً جداً لنشاطات بكين النووية.
"ثالوثاً نووياً"
وبحسب التقرير، من المرجح أن تكون الصين قد أنشأت "ثالوثاً نووياً" ناشئاً، أي قدرة على إطلاق صواريخ باليستية نووية من البحر والأرض والجو.
ومن أجل التوصل إلى هذه الأرقام، استند معدو التقرير خصوصاً إلى تصريحات مسؤولين صينيين في وسائل إعلام رسمية وإلى صور التقطتها أقمار اصطناعية تظهر إنشاء عدد كبير من المستودعات النووية، كما قال مسؤول بارز في وزارة الدفاع للصحافة خلال تقديمه هذا التقرير الذي ينشر جزء منه فقط ويتم تصنيف الجزء المتبقي على أنه سري للغاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، إن عمليات الإطلاق تشمل صواريخ باليستية من غواصات وتلك التي تطلقها قاذفات، إضافة إلى "قوة الصواريخ المتنقلة" التي تسمح بإطلاق صواريخ من شاحنات.
وتابع، "إنه أمر مقلق جداً بالنسبة إلينا"، مشيراً إلى أن هذا التسارع "يثير تساؤلات حول نيّاتهم".
في المقابل، رأت الصين الخميس "تلاعباً" من قبل الولايات المتحدة بعد نشر تقرير البنتاغون. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وبلين، واشنطن بمحاولة "التركيز" على فرضية التهديد الصيني. وقال "إن التقرير الذي نشره البنتاغون، مثل التقارير السابقة، يتجاهل الحقائق وهو مليء بالأحكام المسبقة"، متهماً واشنطن بالـ"تلاعب".
وحتى مع ألف رأس نووية، فإن الترسانة الصينية ستكون بعيدة من أن تكون مساوية لترسانتي الولايات المتحدة وروسيا اللتين تملكان معاً أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، 5550 لواشنطن و6255 لموسكو، وفقاً لتقديرات معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، حدد الحزب الشيوعي الصيني لنفسه هدفاً يتمثل في تحديث نظريات جيشه وتنظيمه وأفراده وأسلحته ومعداته بحلول عام 2027، وفق التقرير الذي أضاف، "إذا تم تحقيقه، فإن هذا الهدف سيمنح بكين خيارات عسكرية أكثر صدقية في مواجهة تايوان".
أميركا قادرة "حتماً" على الدفاع عن تايوان
من جانبه، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي، الأربعاء، إن الجيش الأميركي لديه القدرة "بالتأكيد" على الدفاع عن تايوان من هجوم صيني، إذا طلب منه ذلك.
وأضاف ميلي أنه لا يتوقع أن تنفذ الصين عملاً عسكرياً ضد الجزيرة في الأشهر الـ24 المقبلة، لكن عندما سئل في منتدى "آسبن" الأمني عما إذا كان بإمكان البنتاغون الدفاع عن تايوان أجاب، "لدينا القدرة بالتأكيد. ليس هناك أدنى شك في ذلك".
وفي مارس (آذار) الماضي، قال القائد السابق للقوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي الأدميرال فيليب ديفيدسون أمام الكونغرس، إن الصين يمكن أن تغزو الجزيرة "في غضون الأعوام الستة المقبلة" أي بحلول عام 2027.
وقد تضاعفت التصريحات المتبادلة في الأسابيع الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة بشأن مصير تايوان التي تحكمها حكومة ديمقراطية وتعتبرها بكين مقاطعة صينية وتقول إنها عازمة على إعادة ضمها، وبالقوة إذا لزم الأمر.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً أن الولايات المتحدة لديها "التزام" بالدفاع العسكري عن تايوان في حال تعرّضها لهجوم صيني.
الكيمياء والبيولوجيا
وأضاف البنتاغون هذا العام إلى تقريره السنوي فصلاً عن البحوث الصينية في المجال الكيماوي والبيولوجي يعتبرها "مثيرة للقلق".
وجاء في التقرير أن "الصين شاركت في نشاطات بيولوجية قابلة للتطبيق" في المجال العسكري، و"بناءً على المعلومات المتاحة، لا يمكن للولايات المتحدة أن تضمن امتثال الصين للاتفاق الدولي بشأن الأسلحة الكيماوية".
وأوضح المسؤول الكبير في البنتاغون للصحافة أن هذه النشاطات ليست مرتبطة بأي شكل من الأشكال بمصدر "كوفيد-19" الذي ينسبه بعض النظريات إلى تسرّب من مختبر في مدينة ووهان الصينية حيث اكتشف الوباء.