ملخص
خان الذي تولى السلطة بين عامي 2018 و2022 ملاحق حالياً في نحو 100 قضية تتعلق بتظاهرات عنيفة نظمها أنصاره، ويمثل بانتظام أمام القضاة الذين يجددون اعتقاله أو يأمرون بحبسه في تهم جديدة.
خلا وسط إسلام آباد صباح اليوم الأربعاء من أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان غداة تفريق تظاهرة للمعارضة، فيما لزم السكان منازلهم التي لم يخرجوا منها منذ أيام بسبب الانتشار الأمني.
ومساء أمس الثلاثاء دعا عمران خان من سجنه أنصاره إلى التعبئة والسير باتجاه ساحة دي شوك المحاذية لمقار الحكومة في العاصمة، في ختام يوم من التظاهرات التي شهدت مقتل أربعة من أفراد الأمن بعدما دهستهم سيارة يقودها متظاهرون، على ما ذكر وزراء.
وكتب عمران خان المسجون منذ أغسطس (آب) 2023 على منصة "إكس"، "على الذين لم ينضموا بعد إلى التظاهرة أن يتوجهوا إلى دي شوك".
لا منتصر
وتقدمت بشرى بيبي زوجة لاعب الكريكت الدولي السابق عقب الإفراج عنها التظاهرة التي بلغ عدد المشاركين فيها نحو 10 آلاف شخص وهي الأضخم منذ إيداع خان السجن، قبل أن تتوارى عن الأنظار ليلاً.
ورأى مدير معهد جنوب آسيا في مركز "ويلسون" الأميركي مايكل كوغلمان أنه بعد 24 ساعة من المواجهة في الشوارع "لا يوجد منتصر".
وأضاف أنه من خلال إغلاق العاصمة ومدارسها وقطع الإنترنت "أجج الجيش والحكومة غضب الناس ضدهم"، موضحاً "لقد واجهت حركة ’إنصاف‘ غضب الدولة وتراجعت من دون تغيير أي شيء".
وأشار إلى أن المواجهات المتزايدة بينهما لا تؤدي إلا إلى صرف الانتباه عن الأزمات الاقتصادية والأمنية في بلد يعتمد مالياً على المساعدات الدولية، وشهد خلال الأسابيع الأخيرة هجمات إرهابية وانفصالية أسفرت عن مقتل عشرات من الجنود وأفراد الشرطة.
سيدة الفوضى
ومن الحي الشديد الحراسة حيث توجد مقار الحكومة والبرلمان والمحكمة العليا، قال وزير الداخلية محسن نقفي بغضب "هناك امرأة واحدة فقط وراء هذه الفوضى".
وبعد ساعات قليلة سرت إشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد باعتقال بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور الصديق المقرب لخان ورئيس حكومة إقليم خيبر بختونخوا، حيث انطلقت التظاهرات.
إلا أن نقفي رد بالقول "لقد فرا"، في حين نشرت حركة "إنصاف" الباكستانية صوراً لمركبة تحترق وهي التي خاطبت منها بشرى بيبي الحشد لتحثهم على الاستمرار في التظاهر حتى "الإفراج عن عمران خان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخان الذي تولى السلطة بين عامي 2018 و2022 ملاحق حالياً في نحو 100 قضية تتعلق بتظاهرات عنيفة نظمها أنصاره. ويمثل بانتظام أمام القضاة الذين يجددون اعتقاله أو يأمرون بحبسه في تهم جديدة.
وفي الصباح أوقفت بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور دعواتهما للتعبئة. وطوال الليل تواصل دوي الأعيرة النارية في العاصمة لينبلج الصبح على سيارات تهشم زجاجها نتيجة الصدامات.
وقبيل طلوع الفجر أعلن وزير الداخلية محسن نقفي عن إعادة فتح المدارس وعودة الإنترنت غداً الخميس، مشيراً إلى أنه لن يتمكن من الإعلان عن عدد المتظاهرين الموقوفين إلا في المساء.
واليوم شرع عمال البلدية بإزالة الحطام من الشوارع بينما غادرت قوات مكافحة الشغب المنطقة في حافلات. وأعلن التلفزيون الحكومي "تطهير المنطقة من الأشرار والفوضويين". وهنأ وزير الداخلية قواته على "صدها المتظاهرين بشجاعة"، وأمر "بإزالة الحواجز والتنظيف بعد تفقد الأضرار التي سببها الخارجون على القانون".
شوارع مقفرة
ومنذ الأحد الماضي ينتشر أكثر من 20 ألف عنصر أمني في العاصمة وضواحيها، وقُطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة وخدمة الـ"واي فاي" في بعض الأحياء.
وقام أنصار حزب خان، الذين استكانوا بعد أن تعهدوا الاستجابة لنداء بشرى بيبي وعلي أمين غاندابور بعدم المغادرة قبل تلبية مطالبهم، بسد الشوارع المقفرة بالحاويات.
ودانت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية المنظمة غير الحكومية الرئيسة التي تدافع عن الحريات في البلاد، عمليات قطع الطرقات التي "تعاقب على وجه الخصوص العمال اليوميين الذين يعتمد دخلهم على حرية الحركة".
ونددت منظمة العفو الدولية بـ"الاستخدام غير القانوني والمفرط للقوة"، بينما ألقت قوات الأمن طوال أمس وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين ردوا بإعادة رشق عناصر الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة والعصي.