ضاعفت طهران في الفترة الماضية مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، قبل أسابيع من استئناف المباحثات الهادفة لإحياء اتفاق حد من أنشطتها النووية.
وقال المتحدث بهروز كمالوندي إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة "أصبح... حالياً 210 كيلوغرامات"، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الرسمية مساء الأربعاء.
وأضاف "كما تحتفظ إيران بـ25 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة والذي ليس باستطاعة أي دولة إنتاجه سوى (تلك) المالكة للسلاح النووي".
وكانت التقديرات الأخيرة بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تعود إلى أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، حين أفاد رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي بأن طهران تجاوزت عتبة 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.
وتفوق الكميات التي أشار إليها كمالوندي، بشكل كبير تلك التي قدّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران تمتلكها، في تقريرها الأخير الصادر في 7 سبتمبر (أيلول).
وذكرت حينها الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها، أن لدى إيران 84.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، وعشرة كيلوغرامات من الـ60 في المئة.
الاتفاق النووي
وأبرمت إيران وستّ قوى دولية في 2015، اتفاقاً بشأن برنامجها النووي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحدد الاتفاق سقف نسبة تخصيب اليورانيوم لإيران بـ 3.67 في المئة.
لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. ورداً على هذا الانسحاب، بدأت إيران بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجاً عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
واعتباراً من مطلع 2021، رفعت إيران من مستوى التخصيب، بداية مع 20 في المئة في يناير (كانون الثاني)، ولاحقاً 60 في المئة اعتباراً من أبريل (نيسان).
قلق غربي
وأعربت دول غربية عدة عن قلقها من تسارع وتيرة البرنامج النووي الإيراني اعتباراً من 2019. وعبّرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا أواخر الشهر الماضي، عن "قلقها الكبير والمتنامي" حيال الأنشطة النووية الإيرانية، داعية طهران إلى "تغيير موقفها" لإنقاذ الاتفاق النووي.
وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عزمه للعودة إلى الاتفاق بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، مباحثات في فيينا بهدف إحياء الاتفاق، اعتباراً من أبريل.
وبعد تعليقها منذ يونيو (حزيران)، من المقرر استئناف المفاوضات في 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما أعلنت طهران والاتحاد الأوروبي الأربعاء.