أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" حيال تصعيد النزاع في إثيوبيا ودعا إلى وقف لإطلاق النار. وجاء في بيان مشترك تلاه للصحافيين السفير المكسيكي لدى الأمم المتحدة خوان رامون إن أعضاء المجلس "يدعون إلى إنهاء الأعمال العدائية والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار".
في موازاة ذلك، ووسط تجاهل للدعوات والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، تمضي كل من الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في تصعيدهما العسكري المتبادل، والذي بدأ قبل أكثر من عام بعد إرسال قوات الجيش الفيدرالي إلى الإقليم الواقع في أقصى شمال البلاد.
ورداً على ما بدا أنه قلب للأوضاع، مع إعلان المتمردين في جبهة تحرير تيغراي الأربعاء الماضي أنهم باتوا على بعد مسافة مئات الكيلومترات من العاصمة أديس أبابا، أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس الخميس أنها لن تتراجع في تلك "الحرب الوجودية"، قائلة هي الأخرى أنها أوشكت على الانتصار.
وكتب مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على "فيسبوك"، أن "هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حرباً وجودية". وجاء في بيان الحكومة "جرذ يبتعد عن جحره أصبح أقرب إلى الموت"، في إشارة على ما يبدو إلى هجمات جبهة تحرير تيغراي التي تقدمت بشكل كبير إلى ما وراء الإقليم. وأضاف "شعبنا الذي يدرك أننا في الفصل الأخير من إنقاذ إثيوبيا، يجب أن يواصل نضاله البطولي".
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة من مناطق وإتنيات مختلفة، من بينها جبهة تحرير شعب تيغراي، الجمعة، أنها شكّلت تحالفاً ضد الحكومة أطلق عليه "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية"، "استجابةً للأزمات التي تواجه البلاد" و"لعكس الآثار السلبية لسلطة آبي أحمد على شعوب إثيوبيا" وفق ما جاء في بيان.
وقال التحالف في مؤتمر صحافي عقد في واشنطن، إنه يعتزم حل حكومة آبي أحمد سواء بالقوة أو بالمفاوضات ثم تشكيل حكومة انتقالية.
ووصف المدعي العام الإثيوبي جدعون تيموثيوس التحالف بأنه "حيلة دعائية"، مشدداً على أن بعض هذه المجموعات "ليس لديه قاعدة شعبية".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن المتمردون سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة، حيث حققوا تقدماً بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيغراي في يونيو (حزيران) الماضي. وأكدوا الأربعاء أنهم سيطروا على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومتراً شمال العاصمة الإثيوبية.
وقال ناطق باسم الجبهة إن متمردي تيغراي انضموا إلى مقاتلي جيش تحرير أورومو، وهم مجموعة متمردة تابعة لإثنية أورومو وتحالفوا معهم. وقال ناطق باسم جيش تحرير أورومو إن أديس أبابا قد تسقط في غضون أسابيع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الأثناء، نقلت تقارير إعلامية عن دبلوماسيين، اليوم الجمعة، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة في وقت لاحق من اليوم لمناقشة الوضع في إثيوبيا، وذلك بالتزامن مع تسارع الجهود الدبلوماسية، لتجنب تدهور الأوضاع.
من جانبه، أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين أنّ الولايات المتّحدة "تشعر بقلق عميق" إزاء الوضع الراهن و"تطالب جميع الأطراف بإنهاء الأعمال العدائية على الفور، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تيغري والحكومة الإثيوبية".
كما جدد الاتحاد الأوروبي دعواته إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات، مقدراً أن "التصعيد الأخير... يهدد بجرّ البلاد إلى مزيد من الانقسامات والنزاعات المسلحة الأوسع ومفاقمة وضع السكان".
وإثيوبيا ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان (أكثر من 110 ملايين نسمة) هي عبارة عن مجموعة مختلفة من الشعوب المتحدة في نظام يعرف باسم "الفيدرالية الإثنية".
وكان رئيس الوزراء آبي أحمد أعلن الانتصار في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 بعدما أوفد جيشه إلى إقليم تيغراي لإطاحة السلطات المنشقة المنبثقة عن جبهة تحرير تيغراي، بعدما اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فيدرالية. لكن في يونيو الماضي، استعاد مقاتلون موالون للجبهة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين.
تويتر توقف خاصية الموضوعات الرائجة في إثيوبيا
قالت شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" إنها أوقفت مؤقتاً خاصية الموضوعات الرائجة في إثيوبيا التي تشهد صراعاً، وذلك على خلفية وجود تهديد بحدوث إيذاء جسدي، وإنها تتابع الوضع.
وقالت "التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا... وبالنظر إلى وجود تهديد وشيك بحدوث إيذاء جسدي، فقد أوقفنا أيضاً خاصية الموضوعات الرائجة مؤقتاً في إثيوبيا".
إليكم تغطيتنا للتطورات الإثيوبية عندما حدثت.