قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السبت 6 نوفمبر (تشرين الثاني) إن إثيوبيا يجب أن تكون مستعدة "لتقديم تضحيات" من أجل إنقاذ البلاد، مع تصاعد القتال في الشمال بين القوات الحكومية وعناصر تيغراي الذين يهددون بالزحف إلى العاصمة.
وكتب آبي أحمد في رسالة قصيرة على "تويتر"، "هناك تضحيات يجب تقديمها لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا".
وأضاف "واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى... لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا".
من جهته، كتب مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على "تويتر": "شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا. لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات".
توجه محتمل نحو أديس أبابا
وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، حول "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتهدف هذه "الجبهة الموحدة" إلى "قلب نظام" آبي أحمد كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن.
في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت "جبهة تحرير تيغراي" مسؤوليتها عن الاستيلاء على بلدتين استراتيجيتين في منطقة أمهرة، حيث تقدم عناصرها بعد استعادة معقلهم تيغراي في يونيو (حزيران).
وقالت "جبهة تحرير شعب تيغراي" الأربعاء إنها وصلت إلى منطقة كيميسي على بعد 325 كيلومتراً شمال العاصمة أديس أبابا، حيث انضمت إلى "جيش تحرير أورومو"، المجموعة المسلحة لإتنية أورومو. ولم تستبعد المنظمتان التوجه إلى أديس أبابا.
ونفت الحكومة التي أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، "أي تقدم كبير للمتمردين وأي تهديد للعاصمة"، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية".
وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم "خطاباً مثيراً للقلق" الجمعة أجّجته "معلومات مضللة" من "جبهة تحرير شعب تيغراي تهدف إلى خلق شعور زائف بانعدام الأمن".
ولا يزال المعسكران صامتين حيال الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان الموجود في العاصمة الإثيوبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مجاعة في تيغراي
وفي مواجهة هذا التصعيد، طلبت سفارات عدة بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنرويج، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.
ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى "إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار" في بيان مشترك نادر منذ بدء القتال قبل عام.
وفي الرابع من نوفمبر 2020، أرسل آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، الجيش إلى تيغراي لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة من "جيش تحرير شعب تيغراي" التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 فبراير (شباط). لكن في يونيو، استعاد عناصر الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
أدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي، حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الخطابات الحربية والدعوات إلى الكراهية.
تعطيل مواقع وحذف رسائل
وأعلن موقع "تويتر" السبت أنه "عطّل مؤقتاً" في إثيوبيا زاوية "المواضيع المتداولة" التي تضم أكثر التغريدات انتشاراً حول موضوع ما، بسبب "التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية".
وقالت الشبكة إن "التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا".
من جهتها، أعلنت شركة "ميتا" الأم لـ"فيسبوك" الأربعاء أنها حذفت رسالة لآبي أحمد أرسلت الأحد، وتدعو إلى "’دفن‘ جبهة تحرير شعب تيغراي".
وأدى إعلان حالة الطوارئ إلى سلسلة من العمليات الأمنية.
ودانت منظمة العفو الدولية هذه الإجراءات الطارئة التي تشكل برأيها "خطة لتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان".
وقال محامون لوكالة الصحافة الفرنسية إن آلافاً من تيغراي اعتقلوا منذ الثلاثاء، بينما تؤكد السلطات أنها لا تستهدف سوى أنصار "جبهة تحرير شعب تيغراي".