اقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم من 250 مليون إصابة، الأحد، في الوقت الذي تراجع فيه ارتفاع الإصابات بسلالة "دلتا"، واستئناف المزيد من التجارة والسياحة الطبيعية على الرغم من أن بعض الدول في أوروبا الشرقية تشهد تفشياً قياسياً للمرض.
وأشار تحليل لـ"رويترز" إلى تراجع متوسط الإصابات اليومية 36 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأظهر التحليل أنه على الرغم من تباطؤ الانتشار، ما زال الفيروس يصيب 50 مليون نسمة كل 90 يوماً. واستغرق الأمر ما يقرب من عام لتسجيل أول 50 مليون إصابة بكورونا.
دول تجاوزت الأسوأ
ويشعر متخصصو الصحة بتفاؤل بأن دولاً كثيرة قد تجاوزت الأسوأ في الجائحة بفضل اللقاحات والإصابة الطبيعية على الرغم من تحذيرهم من أن الطقس البارد وتجمعات العطلات المقبلة قد تزيد من الإصابات.
وقالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بـ"كوفيد-19" في منظمة الصحة العالمية لـ"رويترز"، "نعتقد أنه من الآن، وحتى نهاية عام 2022، ستكون هذه هي المرحلة التي نسيطر فيها على هذا الفيروس، حيث يمكننا الحد بشكل كبير من الإصابة بالأعراض الحادة والوفاة".
وبالإضافة إلى اللقاحات، أصبح لدى الأطباء الآن علاجات أفضل، فقد أصبحت بريطانيا، الخميس، أول دولة في العالم توافق على أقراص مضادة لـ"كوفيد-19" قد تغير من قواعد اللعبة، طوّرتها شركة "ميرك وريدجباك" للعلاج الحيوي تسمى "مولنوبيرافير".
وأظهرت الدراسات أن هذا العقار يمكن أن يقلل فرص الوفاة أو دخول المستشفى إلى النصف بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة من "كوفيد-19" عند إعطائهم الأقراص في بداية المرض.
إصابات قياسية
وما زالت الإصابات في ارتفاع في 55 دولة من أصل 240 دولة مع وصولها أو اقترابها في روسيا وأوكرانيا واليونان من مستويات قياسية للإصابات المسجلة منذ بدء الجائحة قبل عامين.
وتعد أوروبا الشرقية من بين أقل معدلات التطعيم في المنطقة. ووفقاً للتحليل كانت أكثر من نصف كل الإصابات الجديدة المسجلة في جميع أنحاء العالم في دول بأوروبا مع تسجيل مليون إصابة جديدة كل أربعة أيام تقريباً.
وقالت عدة مناطق روسية، الأسبوع الماضي، إنها قد تفرض قيوداً إضافية، أو تمدد إغلاق أماكن العمل، لمجابهة زيادة الإصابات بفيروس كورونا في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أعداداً قياسية من الوفيات بسبب المرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت نشرة "أور وورلد إن داتا" الإلكترونية أن أكثر من نصف سكان العالم لم يتلقوا بعد جرعة واحدة من اللقاح. وحصل أقل من خمسة في المئة من الناس في الدول منخفضة الدخل على جرعة واحدة على الأقل.
وناشدت منظمة الصحة العالمية وجماعات إغاثة أخرى الشهر الماضي زعماء مجموعة العشرين تمويل خطة حجمها 23.4 مليار دولار لتزويد الدول الفقيرة بلقاحات واختبارات وأدوية كورونا خلال الـ12 شهراً المقبلة.
معدل قياسي في ألمانيا
وأعلنت ألمانيا أن معدل إصابات "كوفيد-19" المسجلة في أوساط كل 100 ألف من سكانها في الأيام السبعة الأخيرة ارتفع إلى 201.1 الاثنين، وهو رقم قياسي منذ ظهر الوباء.
ويتجاوز الرقم الجديد الذي نشره معهد روبرت كوخ آخر معدل قياسي بلغ 197.6 في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2020.
ويأتي الإعلان في وقت استقرت نسبة الأشخاص الذين تلقوا لقاحات كورونا في البلاد عند أقل من 70 في المئة، فيما دعا مسؤولون السكان في الأيام الأخيرة إلى تلقي التطعيم. وقال رئيس معهد روبرت كوخ لوثار فيلر الأربعاء، "بالنسبة لغير الملقحين، فهناك خطر شديد من احتمال إصابتهم في الشهور المقبلة".
وفي ولاية ساكسونيا (شرق)، حيث معدل الإصابات أعلى بمرتين من المعدل الوطني إذ يبلغ 491.3، ستفرض السلطات قيوداً جديدة على غير الملقحين اعتباراً من الاثنين. وسيُمنع غير الملقحين من الجلوس في المساحات المغلقة في المطاعم والمقاهي أو حضور مناسبات في هكذا أماكن، إلا إذا أثبتوا أنهم تعافوا أخيراً من "كوفيد-19". وتعد هذه القواعد الأكثر تشدداً التي تفرض على غير المحصنين في ألمانيا. وسيعفى منها الأطفال والأشخاص الذين لا يمكنهم تلقي اللقاحات لأسباب صحية.
اليابان بلا وفيات
في اليابان، أفادت وسائل إعلام محلية بأن البلاد لم تسجل، الأحد، أي وفيات بـ"كوفيد-19" للمرة الأولى في أكثر من عام، فقبل يوم الأحد، لم يمر يوم من دون أي وفاة منذ الثاني من أغسطس (آب) 2020، وفقاً لإحصاء من هيئة الإذاعة اليابانية، وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة تسجيل ثلاث حالات وفاة يوم السبت.
وانخفضت حالات الإصابة والوفاة بشكل كبير في اليابان مع زيادة نشاط التطعيمات ليشمل أكثر من 70 في المئة من السكان.
وبلغت الإصابات اليومية الجديدة ذروتها عند أكثر من 25 ألفاً خلال موجة في أغسطس غذتها السلالة "دلتا" شديدة العدوى، وسجلت البلاد أكثر من 18 ألف حالة وفاة بالمرض منذ بدء الجائحة.
ولمواجهة زيادة محتملة هذا الشتاء، تعتزم الحكومة بدء إعطاء جرعات معززة من اللقاح، الشهر المقبل، وتعمل على توفير علاجات في صورة أقراص للحالات الخفيفة سعياً لتقليل حاجة المصابين لدخول المستشفيات.
الصين تسجل 89 إصابة جديدة
أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، الاثنين، تسجيل 89 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا في البلاد، الأحد، مقارنة مع 74 في اليوم السابق.
وأفاد بيان من اللجنة بأن 65 من الإصابات الجديدة انتقلت إليها العدوى محلياً، مقارنة مع 50 في اليوم السابق.
وبلغ عدد الإصابات الجديدة التي لا تظهر عليها أعراض 46، مقارنة مع 35 قبل يوم. ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة.
ولم تسجل أي وفيات جديدة، ليظل عدد الوفيات ثابتاً عند 4636.
وحتى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، سجل بر الصين الرئيس 97823 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا.
تجدد التظاهرات في المغرب ضد جواز التلقيح
تجددت التظاهرات، الأحد، في أنحاء المغرب احتجاجاً على جواز التلقيح الذي فرضته الحكومة، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام محلية.
وبدأت السلطات في 21 أكتوبر (تشرين الأول) العمل بجواز التلقيح شرطاً حصرياً للإعفاء من القيود الاحترازية المفروضة بسبب الجائحة، مثل التنقل بين المدن والمحافظات والسفر إلى الخارج ودخول الإدارات العامة والمقاهي والفنادق والفضاءات المغلقة.
وعلى الرغم من عدم معارضة أغلبية المغاربية للتطعيم ضد كورونا، أثار الطابع الإلزامي لجواز التلقيح لولوج المرافق والفضاءات العامة، احتجاجات في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً، ودعوات للتراجع عنه.
وجمعت عريضة لهذا الغرض أطلقت عبر الإنترنت عشرات الآلاف من التوقيعات.
ويسعى المغرب الذي يشهد تراجعاً مطرداً منذ عشرة أسابيع في أعداد الإصابات والوفيات جراء الفيروس، إلى تحصين 80 في المئة من سكانه (أي 30 مليون شخص). وتلقى حتى الآن أكثر من 22.2 مليون مغربي جرعة ثانية من اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19".