كشفت بيانات حديثة عن أن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك خسر أكثر من 50 مليار دولار خلال 48 ساعة فقط، بسبب انخفاض أسعار أسهم شركة "تيسلا". وشهد العام الحالي تصدر إيلون ماسك لقائمة أثرياء العالم، حيث شهد صافي ثروته ارتفاعاً بنسبة 80 في المئة منذ بداية 2021 وحتى تعاملات صباح الأحد الماضي، رابحاً نحو 150 مليار دولار، بعد أن قفزت ثروته من مستوى 188 مليار دولار في بداية العام إلى نحو 338 مليار دولار، قبل أن تعود مرة أخرى إلى مستوى 288 مليار دولار في تعاملات اليوم.
وأشارت البيانات إلى أن سعر سهم شركة "تيسلا" المنتجة للسيارات الكهربائية بدأ في الانخفاض، بعد أن طلب ماسك من متابعيه عبر صفحته الشخصية في "تويتر"، النصيحة حول ما إذا كان عليه بيع حصته البالغة 10 في المئة في الشركة، لتسوية مشاكل مع مصلحة الضرائب الأميركية.
ومع إغلاق التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية يوم الثلاثاء، انخفضت أسهم شركة "تيسلا" بأكثر من 16 في المئة، ما تسبب في تراجع ثروته إلى مستوى 288 مليار دولار، متكبداً خسائر بقيمة 50 مليار دولار خلال ساعات.
تصويت مثير على "تويتر"
قبل أيام، وبعد تصويت نحو 58 في المئة من 3.5 مليون متابع على صفحة ماسك في "تويتر" بـ"نعم"، على تغريدة استطلع خلالها رأي متابعيه بشأن بيع حصة من أسهمه في "تيسلا"، تراجعت أسهم الأخيرة بأكبر قدر في ثمانية أشهر في تداول نيويورك يوم الاثنين، حيث انخفضت بنسبة 7.3 في المئة. وتبلغ قيمة الحصة التي أراد ماسك المشورة بشأنها نحو 21 مليار دولار.
وتعد هذه التغريدة واحدة في تاريخ طويل من تغريدات ماسك، التي أثارت اهتمام ملايين المتابعين لأكبر ثري في العالم. وعلى الرغم من تجاوز القيمة السوقية للشركة تريليون دولار، على خلفية كشف شركة "هيرتز غلوبال" لتأجير السيارات عن خطتها لشراء 100 ألف سيارة "تيسلا" لتحويل أسطولها للعملاء بالكهرباء، فإن ماسك أرسل بتغريدة أربكت الأسهم الأسبوع الماضي، حيث قال إن الشركة لم توقع عقوداً بعد مع "هيرتز" بشأن الصفقة المحتملة، وهو الأمر الذي قاد الأسهم للانخفاض 3 في المئة في اليوم التالي.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشكك فيها ماسك في رد فعل السوق. ففي 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب على "تويتر" أن التغيير في تقييم "تيسلا" كان غريباً، حيث تواجه الشركة مشاكل في الإنتاج، وليس الطلب، وهو ما دفع الأسهم للارتفاع بنسبة 12 في المئة.
كم تبلغ الضرائب المطلوبة من ماسك؟
في الوقت نفسه، يواجه ماسك ضرائب تزيد قيمتها على 15 مليار دولار في الأشهر المقبلة بشأن الأسهم، مما سيجعله يبيعها هذا العام على الأرجح، بغض النظر عن التصويت عبر منصة "تويتر". وقال، "لقد تم تحقيق الكثير أخيراً من المكاسب غير المحققة باعتبارها وسيلة لتجنب الضرائب. نتيجة لذلك أقترح بيع 10 في المئة من أسهمي في (تيسلا)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان ماسك قد حصل على الأسهم في عام 2012 كجزء من خطة التعويض. ونظراً لأنه لا يحصل على راتب أو مكافأة نقدية، فإن ثروته تأتي من الأسهم والمكاسب في سعر سهم "تيسلا". وحصل عام 2012 على 22.8 مليون سهم بسعر تنفيذ قدره 6.24 دولار للسهم الواحد. وأغلقت أسهم "تيسلا" تعاملات يوم الجمعة عند مستوى 1222 دولاراً، مما يعني أن مكاسبه من إجمالي الأسهم تقل قليلاً عن 28 مليار دولار.
وأخيراً، كشفت الشركة عن أن ماسك كان قد حصل على قروض باستخدام أسهمه كضمان، ومع المبيعات قد يرغب ماسك في سداد بعض التزامات القروض هذه. وأشارت "تيسلا" في إيداع لجنة الأوراق المالية والبورصات للربع الثالث من هذا العام إلى أنه "إذا انخفض سعر سهمنا العادي بشكل كبير، فقد يضطر ماسك من قبل واحدة أو أكثر من المؤسسات المصرفية إلى بيع أسهمه العادية للوفاء بالتزامات قرضه إذا لم يستطع القيام بذلك من خلال وسائل أخرى. قد تؤدي أي مبيعات من هذا القبيل إلى مزيد من الانخفاض في سعر سهمنا العادي. وتنتهي الأسهم في شهر أغسطس (آب) من العام المقبل. ومع ذلك، يتعين على ماسك دفع ضريبة الدخل على المكسب".
كم تبلغ ثروة ماسك في "تيسلا"؟
ونظراً لأن الأسهم تخضع للضريبة كمزايا أو تعويض للموظفين، فإنه يتم فرض ضرائب عليها عند أعلى مستويات الدخل العادي، أو 37 في المئة، إضافة إلى 3.8 في المئة صافي ضريبة الاستثمار. كما يتعين على ماسك أيضاً دفع أعلى معدل ضرائب بنسبة 13.3 في المئة في كاليفورنيا منذ أن تم منحه الأسهم وكسبها في الغالب عندما كان مقيماً ضريبياً فيها.
وبذلك، يكون معدل الضريبة الفيدرالية والولائية مجتمعين بنحو 54.1 في المئة. ونتيجة لذلك فإن إجمالي الضرائب، بالسعر الحالي، يكون 15 مليار دولار. ولا يزال ماسك يكتسب أسهماً تتجاوز تلك الممنوحة من خلال حزمة الأجور لعام 2012 من "تيسلا". وفي شهر مارس (آذار) 2018، منحه مجلس الإدارة جائزة أداء الرئيس التنفيذي التي تتكون من 101.3 مليون سهم.
ويمتلك ماسك 170.49 مليون سهم في "تيسلا"، إضافة إلى مجموعة من خيارات الأسهم. ومنذ ظهور الشركة عام 2010، باع ماسك الأسهم مرتين فقط. وفي عام 2016، باع 2.7 مليون سهم بإجمالي 593 مليون دولار لتغطية الضرائب. وفي شهر يوليو (تموز) 2010، عندما كان طرح "تيسلا" العام الأولي، باع ماسك ما يزيد قليلاً على 1.4 مليون سهم بإجمالي 24 مليون دولار قبل الضرائب.