قادت شركة "ريفيان" لصناعة السيارات الكهربائية عائلة سعودية لتحقيق ثروة تزيد على 8.9 مليار دولار، وهي القيمة التي قدرتها وكالة "بلومبيرغ" قبل يوم من ارتفاع قيمة الشركة السوقية لـ100 مليار دولار بعد يومين من طرحها العام الأولي مما قد يضاعف من ثروة العائلة العريقة التي تعمل في استيراد السيارات التقليدية.
والعائلة السعودية المعروفة شركتها باسم مؤسسها "عبد اللطيف جميل" والتي حلت ضمن قائمة "فوربس" لأكثر العائلات ثراء في السعودية 2020، بدأت نشاطها قبل أكثر من سبعة عقود، ويتمحور حول السيارات التقليدية العاملة بالبنزين، لكن الصفقة الاستثمارية التي عقدتها في ولاية ميشيغان الأميركية عام 2018 مع واحدة من أشهر الشركات الأميركية لصناعة السيارات وتكنولوجيا السيارات كانت على ما يبدو نقطة تحول كبرى.
واستطاعت الشركة العريقة التي تتخذ من مدينة جدة، غرب السعودية، مركزاً رئيساً لشركتها من امتلاك حوالى 114 مليون سهم في "ريفيان"، كانت قد حصلت عليها مقابل 303 ملايين دولار من القروض المقدمة إلى الشركة الأميركية، بحسب نشرة الاكتتاب.
وتضع العائلة السعودية التي بدأت تتضخم ثروتها بفضل أزمات المناخ وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهي الأزمات التي سرعت من عملية نمو السيارات الصديقة للبيئة، حصة الـ114 مليون سهم جنباً إلى جنب مع أكبر الداعمين لشركة "ريفيان ومن ضمنهم "أمازون" و"فورد"، وهما الشركتان اللتان أسهمتا في ثقة المشترين بأسهم "ريفيان".
وكان أول استحواذ للوحدة الاستثمارية التابعة لمجموعة "عبد اللطيف جميل" على أوراق ضمان لأسهم "ريفيان" عام 2018، لكن مقالاً في دورية شركة الاستشارات الإدارية "ماكنزي آند كو" (McKinsey & Co) نُشر عام 2020، ذكر أن "عبد اللطيف جميل" استثمرت لأول مرة في "ريفيان" قبل ثماني سنوات. وفق ما ذكرته وكالة "بلومبيرغ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأسست مجموعة "عبد اللطيف جميل" الشركة العابرة لست قارات حول العالم عبر 30 دولة، عام 1945 كمؤسسة تجارية صغيرة، وهي الوكيل الحصري لسيارات "تويوتا" اليابانية في السوق السعودية، لكن أنشطة الشركة توسعت بعد ذلك؛ لتشمل مجالات النقل، والهندسة، والتصنيع، والخدمات المالية، والعقارات، والطاقة، والخدمات البيئية، والمنتجات الاستهلاكية، والإعلان والإعلام.
لكن ثمة مؤشرات لتضاعف ثروة العائلة السعودية بعد أن قفزت، الأربعاء الماضي، أسهم قيمة "ريفيان أوتوموتيف" بنحو 53 في المئة في أول تداول لها على مؤشر "ناسداك"، وهو الأمر الذي أسهم في رفع قيمتها التسويقية إلى أكثر من 100 مليار دولار أميركي.
وكان التداول قد بدأ عند 106.75 دولار للسهم الواحد، مقارنة مع سعر الطرح البالغ 78 دولاراً، وارتفع بعد ذلك ليصل إلى 119.46 دولار.
وبذلك، أصبحت "ريفيان" ثاني أعلى شركات صناعة السيارات الأميركية قيمة، خلف "تسلا" التي تجاوزت قيمتها 1 تريليون دولار، ويحدث هذا في عمر قصير بالنسبة للشركة التي برزت لتوها في صناعة السيارات الكهربائية. والتي استطاعت تخطي أعرق شركات السيارات من ناحية القيمة السوقية، مثل "جنرال موتورز" التي تبلغ قيمتها السوقية 86 مليار دولار، وشركة "فورد موتور" صاحبة الـ77 مليار دولار قيمة سوقية.
كما حلت ريفيان "Rivian" بعد 11 عاماً من تأسيسها في المرتبة الخامسة كأكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، رغم أنها سلمت العملاء عدداً قليلاً فقط من السيارات الكهربائية.
وجاء إدراج الشركة المؤسسة عام 2009 على يد "روبرت آر جي سكيرني" والتي تقوم بتطوير المركبات والخدمات المتعلقة بالنقل المستدام، على خلفية قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، حيث أعلنت حكومات وشركات لصناعة السيارات وشكرات طيران عن تعهدات بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من قطاع النقل العالمي.
في غضون ذلك، ارتفعت أسهم المركبات الكهربائية هذا العام وسط مخاوف متزايدة بشأن تغير المناخ، وتحسن تكنولوجيا البطاريات، وارتفاع تكاليف الوقود. كما قفزت أسهم شركة "تسلا" 45 في المئة.