توقع ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، تراجع خسائر قطاع الطيران في العالم إلى 52 مليار دولار في 2021 من 138 مليار دولار في عام 2020، حيث ألحقت جائحة كورونا كثيراً من الضرر بالقطاع الحيوي.
وقال إن إجمالي خسائر الطيران قد يصل إلى 201 مليار دولار في العام المقبل، متوقعاً تراجعاً بنحو 12 مليار دولار في القطاع خلال 2022.
وفيما يخص شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، قدّر والش إجمالي خسائرها بـ6.8 مليار دولار لهذا العام، متوقعاً تراجع هذه الخسائر إلى 4.6 مليار دولار خلال 2022، في ظل انتعاش قطاع السفر وعودة الربط الجوي بالمنطقة.
وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، خلال اجتماع الجمعية العامة الرابعة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي، الذي انعقد منذ أيام، إن العالم اجتاز العقبة الكبرى، وأصبح أمامنا طريق التعافي نحو المسار الطبيعي.
ويؤكد والش أن المنطقة بذلت جهداً كبيراً لإعادة تأسيس الربط الجوي، إذ استعادت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط عامة الربط مجدداً إلى أسواقها الرئيسة، وجرى رفع الحظر عن الرحلات، واستعادت السعودية والإمارات والبحرين وعمان والأردن خدماتها لما يزيد على 70 في المئة من شبكاتها كما كانت قبل الجائحة.
وقال إن الربط الجوي في المنطقة خلال سبتمبر (أيلول) بلغ 49 في المئة، مقارنة بما كانت عليه المعدلات قبل الأزمة، ومن شأن فتح المسار مع تايلاند وأستراليا والولايات المتحدة خلال هذا الشهر أن يساعد أكثر في تعزيز هذا الربط.
صفقات دفاعية
تصريحات والش المتفائلة بانتعاش قطاع الطيران، تعززها الصفقات التي انعقدت خلال معرض دبي للطيران، الذي انطلق في الـ14 نوفمبر (تشرين الأول)، في دبي وورلد سنترال. حيث وقعت وزارة الدفاع الإماراتية صفقات بـ11.2 مليار درهم (3 مليارات دولار أميركي)، مع شركات محلية ودولية، ليبلغ إجمالي الصفقات المبرمة خلال أول يومين 10 صفقات بقيمة إجمالية 16.5 مليار درهم (4.3 مليار دولار).
وقال اللواء الركن طيار إسحاق صالح البلوشي، المدير التنفيذي للجنة العسكرية المنظمة للمعرض، في مؤتمر صحافي نقلته وكالة "وام"، إن الصفقات المنعقدة في اليوم الثاني من المعرض مختلفة عن بعضها بعضاً، لأنه جرى عقدها مع دول متعددة، حيث يوجد عقد محلي و4 عقود دولية لشركاء الإمارات.
وجرى التعاقد في الصفقة الأولى مع شركة "سايلمان" اليونانية، لتقديم خدمات الدعم الفني والصيانة لأنظمة القوات الجوية والدفاع الجوي بـ3.6 مليون درهم (980 مليون دولار). وفي الصفقة الثانية جرى التعاقد مع شركة "إير ديفينس أي جي رينميتال" السويسرية، لتقديم خدمات الإسناد الفني لأنظمة القوات الجوية والدفاع الجوي بـ5.5 مليون درهم (1.4 مليون دولار أميركي).
"إيرباص" وعقود بمليارات الدولارات
من جانبها، أعلنت "إيرباص" عن تلقيها طلباً من شركة "إير ليس" يرجح أن تصل "A22-330 كوبوريشين" لشراء 11 طائرة جديدة، فيما أعلنت الشركة عن بيع 255 طائرة جديدة لعدد من شركات الطيران منخفضة التكلفة، وتقدر "لانديفو بارتنرز" الصفقة بنحو 30 مليار دولار، بناءً على قائمة أسعار ما قبل جائحة كورونا.
وبالتزامن مع معرض دبي للطيران، أعلنت الإمارات للشحن الجوي، أنها ستضم طائرتين جديدتين من طراز "بوينغ أف 777" إلى أسطولها في عام 2022، كما ستحول أيضاً أربع طائرات ركاب "بوينغ إي آر 777-300" إلى طائرات شحن خلال 2023 و2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ"طيران الإمارات" والمجموعة، "برزت خلال العامين الماضيين الأهمية الكبرى لربط سلسلة التوريد، وتوافر سعة شحن جوي للمجتمعات والاقتصادات العالمية. وتلعب (طيران الإمارات) دوراً رئيساً في توفير السلع والمنتجات الأساسية للعملاء والمستهلكين على مستوى العالم من خلال السعة المتاحة على أسطول طائراتنا ونطاق شبكتنا العالمية، وبفضل البنية التحتية المتقدمة في مركزنا في دبي".
وأعلن أحمد بن سعيد عن استثمار بـ3.6 مليار درهم (مليار دولار أميركي)، لتوفير مزيد من السعة، قائلاً، "هذا يؤكد التزامنا بدعم متطلبات عملائنا، ويعكس ثقتنا بالنمو المستقبلي، ومكانتنا كواحدة من أكبر شركات نقل البضائع في العالم".
واستقطبت دورة هذا العام من معرض دبي للطيران أهم قادة القطاع والشركات المتخصصة في قطاعات الطيران والفضاء والدفاع من جميع أنحاء العالم، وتشهد مشاركة وتمثيل 150 دولة، من بينها 20 دولة تشارك بأجنحة وطنية، ودول تشارك للمرة الأولى مثل جمهورية التشيك وبلجيكا والبرازيل وإسرائيل وسلوفاكيا. كما تشارك في الحدث بعثات عسكرية ومدنية من أكثر من 140 دولة، إلى جانب أكثر من 370 جهة عارضة.
نمو الشحن الجوي في المنطقة 18 في المئة
وعن أداء الشحن الجوي قال والش، "شهدنا معدلات نمو أكبر من مستوياته ما قبل الأزمة بنسبة 9 في المئة، وفي الشرق الأوسط نما 18 في المئة. فلطالما كان الشحن الجوي شريان حياة للكثيرين ممن يقومون بإيصال اللقاحات وتجهيزات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية وحتى التجارة الإلكترونية، وبذلك حققت الكثير من الخطوط الجوية إيرادات عالية في مجالنا. وقد أدت خطوط النقل في المنطقة، تحديداً (القطرية) و(طيران الإمارات) و(الاتحاد)، دوراً مهماً في تنفيذ هذه المهمة الشاقة، حيث واصلت عملياتها طوال فترة الأزمة".
وبالنسبة إلى قطاع نقل الركاب فقد تمت استعادته بسرعة، بحسب والش، خصوصاً أن الحكومات لم تقم بفرض قيود على السفر، حيث تتوقع الأسواق المحلية بلوغ 75 في المئة من مستوياتها ما قبل الأزمة بحلول نهاية هذا العام، لكن بما يخص السفر الدولي فبحسب ما نرى من استمرارية قيود السفر فسيبلغ 22 في المئة، بينما نتوقع للأسواق المحلية أن تقارب ما كانت عليه بعام 2019 بحلول 2022، إلا أن السفر الدولي سيصل إلى 44 في المئة فقط، بحسب والش.
وأضاف، "إننا نسير في الاتجاه الصحيح حتى وإن لم يكن ذلك بنفس السرعة التي يجب أن نمضي بها. فالمهمة التي تحت ناظرنا ليست بالسهلة، لكن الوضع العام في المجال يستوجب جمع التفاؤل باليقظة".
ويرى والش في إعادة فتح السوق الأميركية أمام 33 دولة – أوروبية في المقام الأول - على أنها "تشكل فرصة مهمة للانتعاش". وقال، "يبدو أننا نواجه مع إعادة فتح المسارات والخدمات المضافة للخطوط الجوية تحدياً لإدارة الإجراءات الكثيرة والمعقدة الخاصة بالجائحة والمفروضة على صحة السفر، بحسب ما تشترطها الحكومات. فالحلول الورقية ستزيد من عبء عملية التحقق والهجرة، بخاصة أننا نفتقر للقوى العاملة المتخصصة والمطارات من أجل التعامل مع الازدحام في حال الحاجة للتحقق من وثائق كل شخص بشكل يدوي، لكننا بالطبع نرى أن وثيقة السفر الإلكترونية من (إياتا) منتج عظيم يساعد الخطوط الجوية والمسافرين والحكومات للتعامل مع هذا التحدي بشكل رقمي، فقد أنشأناه واضعين نصب أعيننا الحاجات المحددة للصناعة".
دول الخليج سباقة في تفعيل جواز سفر "إياتا"
وأشاد والش، الذي تولى منصبه في أبريل (نيسان) الماضي، بالمنطقة، قائلاً إنها "رائدة في تنفيذ جواز سفر (إياتا)"، حيث تقوم كل من شركات "طيران الإمارات" و"طيران الاتحاد" و"طيران الجزيرة" و"الخطوط القطرية"، بطرح الوثيقة بشكل تدريجي عبر شبكاتها تماماً.
كما تعمل سبعة خطوط جوية أخرى رائدة في المنطقة مع هذا المنتج، إضافة إلى قيام الحكومات في الشرق الأوسط بأداء دور ريادي في هذه المنطقة، وذلك بحسب ما يردنا في التقارير الأولية التي نحصل عليها من السعودية والإمارات وقطر بشكل إيجابي جداً.