نحن نعيش في الوقت الحاضر عصر تقدير المدير الفني، فهو من يفوز أو يخسر بدلاً من اللاعبين، وهو الشخص الذي يوضع على قاعدة التمثال، أو يُلقى في الحضيض، اعتماداً على الطريقة التي تسير بها النتائج.
ويتحمّل المدير الفني عبء النادي كاملاً على كتفيه، ويواجه ضغوطاً من وسائل الإعلام وغضب جماهير ناديه إذا ساءت الأمور.
لذلك يتطلب الأمر شخصية خاصة لتكون قادرة على التعامل مع كل ذلك، وفي حالة يورغن كلوب، فإن ليفربول لديه رجل واجهة يتمتع بكاريزما لمواجهة التحديات.
وشعر كلوب بحالة مثالية في ملعب "أنفيلد"، منذ أن عَبَر الأبواب ليحل محل بريندان رودجرز في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
ومنذ ذلك الحين، تم استعادة سمعة ليفربول كقوة في كرة القدم الإنجليزية والأوروبية، حتى لو كانوا لا يزالون ينتظرون التتويج بالبطولات، وقد بنى الألماني فريقاً يبدو من المؤكد أنه سيظل في القمة خلال السنوات القليلة المقبلة.
كلوب هو الرجل الذي حصل على تمجيد مدرجات استاد "أنفيلد" و"ذا كوب"، لكن إدارة نادٍ ما في كرة القدم هذه الأيام أبعد ما تكون عن وظيفة رجل واحد.
لذا بينما يستعد فريق "الريدز" لأكبر مباراة في الموسم في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت المقبل ضد توتنهام في مدريد، أشاد كلوب بفريقه المعاون في الغرف الخلفية، ولا سيما مساعده بيب ليندرز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعاد الهولندي إلى النادي في الصيف الماضي بعد فترة قصيرة من إدارة نادي "إن إي سي نيميخن" في بلده، وكان مدرب ليفربول سعيداً جداً بالحصول على الظهير البالغ من العمر 36 عاماً.
ويقول كلوب "يمكنني كتابة كتاب عن (بيب)، وما هو التأثير الكبير الذي كان يتمتع به، يا له من مدرب شاب رائع، له وجود نابض بالحياة، وله تأثير تفاؤلي، وكم هو حيوي في ملعب التدريب".
"كنت مثله عندما كنت صغيراً ولكني لست كذلك الآن، هذا ما هو عليه، لا يمكنك استخدام نفس الكلمات مراراً وتكراراً، لذا فهي تتيح لي الفرصة لمشاهدة الطريق الصحيحة".
ويشتهر فريق ليفربول مع كلوب بالسرعة والحسم، وهي أمور تفتك بالمنافسين، لكن في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز الذي انتهى للتو حيث أنهى وصيفاً لمانشستر سيتي برصيد 97 نقطة، لم يسجل أي شخص أكثر من 22 هدفاً خلال المباريات.
وبالتفكير في هدف ديفوك أوريغي المتأخر والجالب للفوز في شباك نيوكاسل، أو هدف جورجينيو فاينالدوم في مباراة يوم أحد عيد الفصح، تجد أمامك علامات على فريق يتدرب جيداً خلال الأسبوع.
ويعترف كلوب بأن الضعف قد تحول إلى قوة بفضل عمل بيتر كراويتز وفريق المحللين.
لقد قاموا حتى بتحسين أداء ليفربول على مستوى الأشياء الأساسية– مثل التمرير - بفضل وصول المدرب الاختصاصي توماس جرونيمارك.
ووضح كلوب "لقد كان واضحاً أن لاعبينا رغم موهبتهم، لا يستغلون الضربات الثابتة أو الكرات العرضية، ولم نسجل أهدافا كافية من تلك المواقف".
"لذلك ركزنا على ذلك أكثر بكثير، بطريقة مختلفة، وجاء قسم التحليل بمقترحات حول ما يمكننا القيام به لنعمل عليه".
"نحن أكثر تركيزاً على هذه الأشياء، والنتائج رائعة، والآن يتمتع الأولاد باللعب لأنه عندما تنجح تكون الأمور رائعة".
"لقد غير توماس طريقة لعبنا لرميات التماس بالكامل، هذا ليس واضحاً لأنه عندما يتحدث الناس عن عمليات رميات التماس، فإنهم يعتقدون أن الأمر في رميها بعيداً".
"لا، نحن لدينا 18 طريقة مختلفة في مناطق أخرى، ونريد أن نحصل على الكرة بعد عمليات الرمي هذه، ليس من المنطقي إذا كان لديك رمية تماس أن تجعل نسبة الحصول على الكرة 50-50 بعد ذلك، وهذا هو التحسن الضخم".
"الكثير من التفاصيل تصنع كل شيء، لا أتحدث عن ذلك عادةً لأنني سوف أنسى أشخاصا وبالتالي لن يظهر الاحترام الذي أريد إظهاره لهم".
"الجميع يعرفون مدى أهميتهم لأننا لا نخفي مدحنا ونُعطي لكل فرد حقه ونرجع له الفضل في عملنا اليومي، لكن الحديث عن ذلك علناً ليس بالأمر السهل دائماً لأن هناك الكثير".
© The Independent