أفادت دراسة نشرت الخميس، 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، بأن الصين عززت نفوذها بشكل كبير داخل العديد من المؤسسات الدولية الرئيسة خلال العقد الماضي، مشيرةً إلى أن هذا المنحى يستدعي التدقيق.
وقال مركز التنمية الدولية "سي جي دي"، ومقره واشنطن، في دراسته، إن الشركات الصينية سيطرت على العقود التجارية التي تمنحها بنوك التنمية في العالم، كما رفعت بكين مساهماتها في هذه البنوك والمؤسسات إلى 66 مليار دولار، متجاوزةً اليابان لتصبح ثاني أكبر مساهم في العالم بعد الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أوردت الدراسة أن الصين هي أكبر متلق للمساعدات من المؤسسات المالية الكبرى مثل البنك الدولي، حتى بعد حصولها على حق التصويت وأدوار قيادية داخلها.
العمل من داخل النظام
وكتب سكوت موريس، المشارك في وضع الدراسة، "هذا ليس بالضرورة سبباً لدق ناقوس الخطر. الولايات المتحدة وحكومات أخرى دفعت الصين للمساهمة أكثر في النظام العالمي منذ سنوات، وعليهم مواصلة فعل ذلك". وأضاف، "من الأفضل للجميع دفع الصين للعمل من داخل النظام بدلاً من خارجه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك، قال التقرير إن هذه النتائج "تشير إلى الحاجة لمزيد من التدقيق في بعض المجالات"، ولبذل "جهود معقولة لمنع الصين من تقويض أهداف التنمية".
وهذا يشمل الدور القيادي لبكين كمقرض للدول الفقيرة، وغالبيتها ترزح تحت عبء ديون ثقيلة.
وقال التقرير إنه إضافة إلى ذلك "أصبحت الشركات الصينية تهيمن على العقود التجارية (لمصارف التنمية المتعددة الأطراف) إلى درجة إضعاف الدعم السياسي لهذه المؤسسات في بلدان أخرى".
زيادة نفوذ بكين في النظام العالمي
وتتبع الباحثون زيادة المساعدات الصينية وقوة التصويت واحتلال مراكز قيادية في 76 مؤسسة دولية رئيسة، بينها صندوق النقد الدولي ووكالات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية ومنصة "غافي" لتوزيع اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19".
وأظهرت الدراسة تنامي قوة التصويت للصين بفضل النمو السريع لاقتصادها، لكنها أيضاً ضاعفت أكثر من أربع مرات مساهماتها في مثل هذه المنظمات.
وقالت ساره روز من مركز التنمية الدولية، "الصين بوضوح اتخذت بشكل متعمد خيار زيادة نفوذها وتأثيرها في النظام العالمي".
واعتبر موريس أن الكثير من التركيز على صعود الصين كقوة جيوسياسية جاء على أساس "مبادرة الحزام والطريق" وما يرتبط بها من قروض تقدمها بكين للدول النامية، لكن هذه الدراسة تظهر بشكل أوضح "مدى أهمية الصين بالنسبة للنظام العالمي".