وقعُ تربية الأطفال والتعليم الذي يحصلون عليه دون ما يُعتقد من خطورة بكثير، وفق أحد أخصائيي علم الوراثة الرواد.
ويعتقد روبرت بلومين من كينغز كولدج في لندن أن انشغال الأهل بما سيصيره أطفالهم غير ذي جدوى لأنّه أمر ليس بوسعهم التحكّم به.
الباحث الاكاديمي المثير للجدل أعلن في مقابلةٍ مع مجلة ’نيو سيانتيست‘ New Scientist، أنّ على الأهل "الانشراح والاستمتاع برفقة أولادهم".
"لا أقول ليس بوسعكم تغيير سلوك أطفالكم...لكنكم لا تستطيعون تغيير شخصيّتهم" حسب تعبير البروفسور بلومين الذي يعتقد أنّ الجينات هي من يحدّد ما سيصير إليه الناس عندما يكبرون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال البروفسور بلومين إنّ الوزن الزائد وراثي ولهذا يسري في العائلات. وأوضح قائلا: " إذا تُبنيتم عند الولادة بعيدا عن أشقائكم، فأنتم ترتبطون بهم بالقدر نفسه كما لو كنتم تربيّتم معهم في كنف العائلة نفسها. لقد أجريت دراسة على توائم متماثلين كبروا بعيداً بعضهم عن البعض، ووجدت أنه من المذهل كيف أنهم متشابهون جداً في أمورٍ كثيرة مثل الطريقة التي يضحكون بها أو يتحدثون بها."
وقد سبق أن أشارت دراسته إلى أنّ 70 في المئة من الأداء الأكاديمي للطفل مشتقّة من عامل الوراثة. وهي نتيجة مثيرة للجدل لأنّ التربويين اعتقدوا لوقتٍ طويل أنّ أيّ ولدٍ، أياً كانت خلفيّته، بوسعه تحقيق أعلى الإنجازات العلمية.
وادّعى البروفسور بلومين أنّ الناس يخلطون بين التنشئة وما يصيره الأطفال. وقال إنه يعتقد أنّ المهارات الإدراكية كتعلّم القراءة وحلّ مسائل الرياضيات وفهم العلوم هي "من بعض أكثر السمات توريثا وتأثراً بالعوامل الوراثية."
وقال أيضا إن الور اثة أدت دوراً محورياً في ذكاء تلاميذ المدارس، وليس التعليم.
"لطالما ساد اعتقاد أنّ الأهل الذين يطالعون كثيراً لأطفالهم يجعلونهم -بسبب محيط التنشئة-أكثر اهتماماً بالمطالعة. غير أنّ الأهل الذين يطالعون كثيراً قد يعكسون ميلهم الوراثي إلى القراءة."
وشجّع الأهل على تقبّل فكرة أنّه ليس بوسعهم قولبة أولادهم وطلب منهم عوضاً عن ذلك "مراقبة ما سيصبح عليه أولادهم" في المستقبل.
© The Independent