يعتقد واحد من بين كل ثلاثة بريطانيين أن تعامل المملكة المتحدة مع أزمة كورونا كان له تأثير سلبي على سمعة البلاد دولياً، وذلك وفقاً لبحث جديد.
في الواقع، كشفت تلك الدراسة، التي أجرتها شركة "إيبسوس موري" (Ipsos MORI)، بطلب من معهد السياسات في كينغز كوليدج لندن، أن الناس يميلون أكثر إلى التفكير في أن تعامل المملكة المتحدة مع أزمة كورونا قد أضر بمكانة البلاد بدلاً من تحسينها.
في ذلك السياق، قال حوالى ثلث المشاركين في الاستطلاع (36 في المئة) إن تعامل المملكة المتحدة مع الجائحة كان له تأثير سلبي على سمعتها في جميع أنحاء العالم، مقابل 21 في المئة رأوا أن تأثيره كان إيجابياً، في حين اعتبر 31 في المئة أنه لم يحدث أي فرق [لم يخلف أثراً يذكر].
وتجدر الإشارة إلى أن تلك النتائج وضعت المملكة المتحدة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة من حيث درجة السلبية التي ينظر بها مواطنوها إلى سبل المعالجة التي اعتمدتها في مواجهة فيروس كورونا.
أما في الولايات المتحدة، فيعتقد 38 في المئة من الأميركيين [من عينة الدراسة] أن تعامل الدولة مع الجائحة أثر بشكل سلبي على سمعتها الدولية، بينما يعتبر 21 في المئة منهم أن تأثيره كان إيجابياً، مقابل 25 في المئة يشعرون أنه لم يكن لديه أي تأثير.
واستطراداً، عانت الولايات المتحدة من معدلات وفيات بفيروس كورونا أسوأ بشكل طفيف [من معدل الوفيات في بريطانيا]. وتُظهر البيانات التي أصدرها مركز "موارد [مكافحة] فيروس كورونا التابع لجامعة جونز هوبكنز الطبية" أنها سجلت معدل 233 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، مقارنة مع 215 في المملكة المتحدة.
كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن الناس أصبحوا "أكثر حذراً" بشأن الانفتاح على العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الإطار، أشار حوالى 36 في المئة من البريطانيين إلى أنه ينبغي على البلاد اتخاذ مزيد من الخطوات لحماية نفسها من بقية العالم، بعد أن كانت النسبة 23 في المئة عام 2019.
والجدير بالذكر أن الاحصاءات مستمدة من استطلاع رأي شمل 1129 راشداً بريطانياً تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عاماً خلال الفترة الممتدة من 29 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، مقابل 1099 بالغاً في الولايات المتحدة بين 18 و75 سنة في الفترة الممتدة من 1 إلى 4 نوفمبر، و1088 راشداً في كندا تتراوح أعمارهم بين 18 و75 في الفترة بين 2 و5 نوفمبر.
وفي ذلك الصدد قال البروفيسور ديفي سريدهار، أستاذ الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة، "تظهر هذه النتائج الأخيرة أنه على الرغم من تزايد المخاوف بشأن الانفتاح على العالم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، لا يزال معظم الناس يعتقدون أن تعاوناً أكبر بين الدول في قضايا الصحة العالمية شيء جيد".
وأضاف، يمكننا أن نرى كيف يمكن للتعاون الدولي أن يخلق زخماً في معالجة الأزمات المالية وتغير المناخ. غير أن الحال لم تكن كذلك بالنسبة إلى كورونا، إذ واجهت بلدان متعددة هذا الفيروس بمفردها من دون التعلم من الآخرين، ما أدى إلى استمرار الوباء فترة أطول.
ثم تابع: "من أجل الاستعداد للوباء المقبل والتغلب عليه، من الضروري أن نعمل بشكل متعدد الأطراف".
وفي سياق متصل، لفت بوبي دافي، أستاذ السياسة العامة، مدير معهد السياسة في كينغز كوليدج لندن، إلى أن الشعب يبدو "محتاراً" بين أمرين، الإنزواء [الانكفاء عن العالم] أو التواصل مع أنحاء العالم الأخرى.
مضيفاً: "لكنه في الواقع رد فعل مفهوم، إذ يشعر الناس من جهة أن عليهم التفكير في أنفسهم أولاً في الأزمة الحالية، ومن جهة أخرى العمل مع الآخرين للمساعدة في منع التحديات الصحية العالمية في المستقبل.
"هذا أمر منطقي، لقد أظهرت الجائحة إلى أي مدى كانت خططنا واستجابتنا [سبل الرد على الجائحة] منفصلة [على حدة من العالم]، ونأمل أن نتعلم دروساً من أجل المستقبل، لكن لا ينبغي التعويل على ذلك من دون بذل جهد مستمر، لأننا نميل دائماً إلى التركيز على الوقت الفوري عندما نتعامل مع أزمة وتداعياتها".
وكذلك عبرت كيلي بيفر، الرئيسة التنفيذية لشركة إيبسوس موري، "من الواضح أن شعب المملكة المتحدة قد فهم جيداً المخاوف بشأن قضايا الصحة العالمية على غرار الجائحة، وهم يعتقدون الآن على الأرجح أنه يتعين على بلادهم اتخاذ مزيد من الخطوات لحماية نفسها من عالم اليوم".
"وعلى الرغم من وجود ذلك القلق بين الناس بشأن الانفتاح كثيراً على بقية العالم نظراً للمخاطر الوبائية المحتملة، إلا أن هناك شعوراً واضحاً جداً بين البريطانيين بأنه ينبغي العمل بشكل أوثق مع الدول الأخرى، عندما يتعلق الأمر بقضايا الصحة العالمية، مسلطين الضوء على تأييد نهج متعدد الأطراف في قضايا من هذا النوع".
© The Independent