طور العلماء نموذجاً أولياً لجهاز يمكن ارتداؤه يراقب وتيرة التنفس ويحقن الجسم بمادة نالوكسون التي يمكنها أن تشكل ترياقاً ينقذ الحياة إذ يعكس آثار الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية.
وقد يقلص جهاز الحقن الآلي، الشبيه بمضخة الأنسولين، عدد الوفيات جراء الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية، التي ما زالت تمثل أزمة صحة عامة هائلة في الولايات المتحدة، ازدادت بشكل خاص خلال جائحة "كوفيد-19"، كما قال العلماء في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة.
ويستخدم النموذج الأولي، الذي تناولته المجلة العلمية ساينتيفيك ريبورتس (Scientific Reports) يوم الإثنين، المستشعرات وأداة حقن آلية تعطي الدواء بطريقة آمنة، كما خوارزمية طورت بشكل خاص لكي تكشف أنماط التنفس التي تهدد الحياة مثل تلك التي تحدث مع الأفراد حين يعانون من التسمم بالمواد الأفيونية.
ويتضمن كذلك جهازين لقياس وتيرة [وظائف الجسم] يقيسان التنفس وجهاز رصد يكشف وقف الحركة المرتبط بالتنفس، كما لحظت الدراسة.
وبحسب العلماء، فإن مادة نالوكسون فعالة للغاية، ويحتمل أن تنقذ الأرواح إن حقنت في الوقت المناسب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف الباحثون، أن النظام القابل للارتداء يفعل آلة الحقن في حال طالت فترات التوقف عن التنفس غير الطبيعية، التي تسمى حالات انقطاع النفس، كما يمكنه إرسال المعلومات المتعلقة بمعدلات التنفس إلى هاتف ذكي قريب عبر البلوتوث.
وكتب العلماء في الدراسة "إن نظام الحلقة المغلقة لحقن نالوكسون يمكنه أن يكون تتمة لاستراتيجيات تقليص الضرر الموجودة والمستندة إلى الدلائل. فهو، وفي غياب أحد في الجوار، قادر على كشف حالات التسمم بالمواد الأفيونية عملياً مما يزيد بالتالي فرص إنعاش الشخص".
وقال كاتب الدراسة الرئيس وطالب الدكتوراه في جامعة واشنطن، جاستن تشان، في بيان له "لقد وضعنا خوارزميات تعمل على آلة حقن يمكن ارتداؤها لكي تكشف وقت توقف الشخص الذي يرتديها عن التنفس وحقنه تلقائياً بنالوكسون".
وأجرى العلماء تجربة سريرية شارك فيها 25 متطوعاً في منشأة للحقن تخضع للمراقبة [الإشراف الطبي] في فانكوفر، كندا، وتجربة مماثلة موازية لها داخل مستشفى مع متطوعين عملوا على محاكاة مظاهر انقطاع التنفس عبر حبس نفسهم.
وقال الباحثون، إن هذه التجارب ضرورية جداً لتطوير خوارزميات تنفس تتضمن تغييرات تؤدي إليها المواد الأفيونية على أرض الواقع.
ولاحظ العلماء في فانكوفر أن الجهاز استطاع مراقبة ورصد معدل التنفس بدقة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في استخدام المواد الأفيونية كما رصد حالات انقطاع النفس غير الطبية نتيجة استخدام المواد الأفيونية- وهو نمط تنفس يسبق عادة الجرعة الزائدة التي قد تكون مميتة.
قاست هذه الاختبارات أنماط التنفس فقط من أجل تطوير خوارزمية التنفس ولم تشمل حقن النالوكسون التي أشار الباحثون إلى أنها لم تعط سوى في الدراسة الثانية التي شارك فيها متطوعون بصحة جيدة لا يتناولون المواد الأفيونية.
وفي هذه الدراسة الثانية، قام المشاركون العشرون بمحاكاة حالة الجرعة الزائدة داخل مستشفى، عبر التنفس بطريقة طبيعية ثم حبس أنفاسهم لمدة 15 ثانية كما لو أنهم يعانون من انقطاع النفس.
وحين رصد الجهاز توقف الشخص عن الحركة لمدة 15 ثانية على الأقل، تفعل وحقن المشارك بمادة نالوكسون، كما قالت الدراسة.
واستناداً إلى هذه النتائج، يعتقد العلماء أن النظام قادر على حقن الترياق داخل مجرى الدم مما يبين قدرته على عكس آثار الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية.
ويقول علماء جامعة واشنطن، إنه يجب التعمق في البحث من أجل تقييم مدى الراحة والتكتم [الخصوصية] في استخدام الجهاز على فترات طويلة، لا سيما في أماكن لا تخضع للمراقبة، مضيفين أنه يجب إجراء المزيد من الدراسات على الجهاز لتقييم حقن النالوكسون للأشخاص الذين يتعاطون المواد الأفيونية لغايات غير طبية.
وأشارت البيانات الأولية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص توفوا في الولايات المتحدة بسبب تناول جرعات زائدة في السنة التي انتهت في أبريل (نيسان) 2021.
وفي استطلاع آراء جديد شمل نحو 100 مستخدم للمواد الأفيونية في فيلادلفيا ونشر في مجلة "هارم ريداكشن" (Harm Reduction Journal)، أفاد نحو ثلاثة أرباع المشاركين أنهم مستعدون لاستخدام جهاز قادر على كشف الجرعة الزائدة وحقنهم بمادة تعكس آثارها تلقائياً.
وقال أستاذ علوم وهندسة الحاسوب في جامعة واشنطن، شيام غولاكوتا "لدينا أمل بأن يترك أثراً ملموساً على ما هو مصدر كبير للمعاناة في هذه البلاد،" مضيفاً أن الجهاز قد يتمكن من مساعدة الأشخاص المصابين باضطراب استخدام المواد الأفيونية على مختلف درجاته لكي يتفادوا الوفاة العرضية.
© The Independent