أفادت وكالات أنباء إيرانية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مئات المحتجين اشتبكوا مع الشرطة في مدينة أصفهان في وسط إيران بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يساندون مزارعين يطالبون بتوفير المياه لمحاصيلهم.
وشهدت أصفهان، وهي ثالث أكبر مدينة في إيران، احتجاجات على نقص المياه في نهر "زاينده رود" الذي جف، وهو أكبر نهر في المنطقة.
وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، إن المتظاهرين رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في دراجة بخارية للشرطة وسيارة إسعاف. وأضافت الوكالة "كانوا مجموعات تضم كل منها ما بين 40 و50 شخصاً في الشوارع حول جسر پل خواجو، ويُقدر عددهم بنحو 300 عنصر".
ونشر التلفزيون الرسمي لقطات للشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين المتجمعين في قاع النهر الجاف. وأظهر مقطع مصور نُشر على مواقع للتواصل الاجتماعي ردد خلاله المحتجون عبارة "حرام عليكم". ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق من صحة المقطع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال ليل الخميس – الجمعة 25 – 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فرق رجال مجهولو الهوية مزارعين يشاركون في اعتصام سلمي منذ أسبوعين في المنطقة التي يضربها الجفاف، بعدما أشعلوا النار في خيامهم.
وأفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قوات الأمن هي التي فرقتهم، لكن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن "بلطجية" فعلوا ذلك.
ونظم المزارعون في أصفهان سلسلة احتجاجات بدءاً من التاسع من نوفمبر الحالي، على توقف مياه النهر، لأسباب عدة منها الجفاف.
وكان النهر يُعد نقطة استقطاب في أصفهان، خصوصاً لعبوره أسفل "سي وسه بُل" (جسر الثلاثة والثلاثين) التراثي.
غير أن مياه النهر انقطعت منذ نحو عقدين من الزمن، باستثناء فترات وجيزة في مراحل مختلفة، حين يجري فتح بوابات سد نكو آباد. ومنذ أعوام، يشكو سكان أصفهان من تحويل مياه النهر أيضاً إلى محافظة يزد المجاورة.
ووعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي تولى مهامه في أغسطس (آب) الماضي، في 11 نوفمبر، بالعمل على حل مشكلات المياه في محافظات وسط إيران، أصفهان ويزد وسمنان.
وأشار إلى أنه سيجري "تشكيل لجنة ومجموعة عمل، من أجل دراسة الموضوع وإعادة الحياة إلى زاينده رود، وحل المشكلات الناتجة من ذلك، مثل ترهل التربة في المناطق الوسطى من البلاد".