تحولت الرحلة اليومية التي يجريها ذهاباً وإياباً مئات الطلاب الفلسطينيين إلى مدرستين واقعتين جنوب نابلس في الضفة الغربية إلى رعب وخوف، بسبب "اعتداءات" المستوطنين والجيش الإسرائيلي عليهم، في بؤرة مواجهة جديدة شبه يومية بين الجانبين.
وتقع المدرستان على الطريق الرئيس بين مدينتي نابلس ورام الله، الذي يسلكه الفلسطينيون والمستوطنون الإسرائيليون، قرب مستوطنات "معليه لبونيه" و"عاليه" و"شيلو".
ويعود تأسيس مدرستي "الساوية اللبن المختلطة" إلى عام 1944، و"ثانوية اللبن للبنات" إلى عام 1975، وتخدم أكثر من 600 طالب وطالبة من قرى اللبن الشرقية والساوية وعمورية في جنوب نابلس.
تصاعد الاعتداءات
ومنذ سنوات تشهد المدرستان مواجهات بين طلابهما من ناحية، والمستوطنين والجيش الإسرائيلي من ناحية أخرى، وهو ما يؤدي إلى تعليق الدوام فيهما، ومنع الطلاب من الوصول إلى صفوفهم المدرسية.
لكن "اعتداءات" المستوطنين تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، وهو ما سبب اندلاع اشتباكات واسعة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي "الذي يقف عادةً إلى جانب المستوطنين، ويوفر لهم الحماية" حسب رئيس المجلس القروي في اللبن الشرقية يعقوب عويس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتمكن طلاب مدرسة الساوية اللبن المختلطة الأسبوع الماضي من الوصول إلى مدرستهم إلا يوماً واحداً، وذلك بسبب تصاعد المواجهات.
ووصل عشرات المستوطنين إلى قرب المدرسة يوم الأحد 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وقاموا بأعمال استفزازية ضد الفلسطينيين، انتهت بمواجهات أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بالاختناق إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع باتجاههم.
وتفاخر أحد المستوطنين بإغلاق قرية اللبن الشرقية، ومنع الطلبة من الوصول إلى مدرستهم، قائلاً إن "معركتنا عادلة وقانونية... وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي لم نسمح لهم بالتعلم اليوم".
ولم تنحصر الخسائر بالاختناق، لكن الطالب زيد سلامة يرقد في المستشفى منذ الخميس الماضي إثر إصابته بكسر في جمجمته.
صراع على المدرستين
ويتهم الفلسطينيون المستوطنين "بالعمل على الاستيلاء على المدرستين، وتحويلهما إلى معهدين يهوديين" بحسب رئيس المجلس القروي في اللبن الشرقية يعقوب عويس، مضيفاً في حوار مع "اندبندنت عربية" أن "إصرار الفلسطينيين لن يسمح بحدوث ذلك".
واشتكى مدير مدرسة الساوية اللبن الثانوية المختلطة، ياسر غازي، من تصاعد اعتداءات المستوطنين على الطلاب خلال توجههم إلى المدرسة، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي يعيق وصول الطلاب إلى مدرستهم، عبر تفتيش حقائبهم وإجبارهم على سلوك طرق ترابية للوصول إلى المدرسة بعيداً عن المستوطنين.
ويضطر أهالي الطلبة منذ الأسابيع الماضية إلى اصطحاب أبنائهم إلى مدارسهم خشية تعرضهم لهجمات المستوطنين.
وفي طريقه إلى مدينة نابلس للاجتماع بحكومته، توقف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عند مدرسة اللبن الشرقية، حيث أكد "تقديم الحكومة كل الدعم الممكن للمدرسة والقرى المحيطة لتعزيز صمود المواطنين بوجه الاستيطان".
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الطلبة الفلسطينيين يلقون بالحجارة على مركبات المستوطنين المارة على الشارع الرئيس بين نابلس ورام الله، مضيفاً أنه يعمل على "حماية المستوطنين من تلك الاعتداءات".
وبلغ عدد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي نحو 427 اعتداءً، من بينها 312 أدت إلى وقوع أضرار بالممتلكات، و115 سببت إصابات بين الفلسطينيين، وذلك بحسب مكتب "تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة" التابع للأمم المتحدة.