أدت التطمينات الطبية والحكومية حول عدم وجود مخاطر من المتحورة الجديدة "أوميكرون" من فيروس "كورونا" إلى تهدئة الأسواق الأميركية والعالمية، الاثنين 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد الانهيارات التي حدثت يوم الجمعة الماضي.
وأغلقت "وول ستريت"، الإثنين، على ارتفاع بعد أن عانت مؤشرات "داو جونز" و"ستاندرد أند بورز 500" من أكبر انخفاض في النسبة المئوية ليوم واحد منذ أشهر، إذ زاد مؤشر "داو جونز الصناعي" 236.6 نقطة أو 0.68 في المئة إلى 35135 نقطة، وزاد "ستاندرد أند بورز" 60.65 نقطة أو 1.32 في المئة إلى 4655 نقطة، وارتفع مؤشر "ناسداك المجمع" 291.18 نقطة أو 1.88 في المئة إلى 15782 نقطة.
وشهدت الارتفاعات بالسوق في معظم القطاعات الرئيسة الـ11 في مؤشر "ستاندرد أند بورز"، وكانت التكنولوجيا هي الرابح بالنسبة المئوية الأولى بزيادة 2.6 في المئة، يليها قطاع المستهلك الذي أغلق مرتفعاً بنسبة 1.6 في المئة.
واتجهت شركة "تويتر" بشكل معاكس عن شركات التكنولوجيا، إذ انخفضت بنسبة 2.7 في المئة عند الإغلاق، بعد أن قالت شركة التواصل الاجتماعي إن الرئيس التنفيذي جاك دورسي سيتنحى عن منصبه، ويخلفه الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا باراغ أغراوال.
تطمينات للمستثمرين
وجاءت هذه الارتفاعات، عقب تأكيد الإدارة الأميركية أن عمليات الإغلاق المتعلقة بالمتحورة الجديدة غير مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي، وأنها تعمل مع شركات الأدوية لوضع خطط طوارئ إذا كانت هناك حاجة إلى لقاحات جديدة. بدورها، قالت شركات أدوية "إنها تأخذ المتحورة على محمل الجد، لكنها طمأنت المستثمرين إلى عدم احتمالية فرض قيود إضافية في الوقت الحالي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مصنعو اللقاحات "فايزر" وشريكتها "بيونتيك" ومنافستاهما "موديرنا" و"جونسون أند جونسون"، "إنها تعمل على لقاحات تستهدف على وجه التحديد المتحورة الجديدة، إذا تبين أن اللقاحات الحالية غير فعالة". وارتفع سهم "موديرنا" 11.8 في المئة، بينما انخفض سهم "فايزر" ثلاثة في المئة تقريباً، وارتفع سهم "جونسون أند جونسون" 0.34 في المئة.
توقعات "الفيدرالي"
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، "إنه لا يزال يتوقع انحسار التضخم خلال العام المقبل مع تحسن التوازن بين العرض والطلب، لكنه حذر من أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تربك التوقعات، وقد تستمر الأسعار في الارتفاع أطول مما كان يعتقد سابقاً".
وقال باول في شهادة، يوم الثلاثاء، أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي، "إن الاقتصاد مستمر في التحسن وسوق العمل تتحسن وترفع الأجور". لكنه قال "إن الارتفاع الأخير في حالات المصابين بالفيروس وظهور متحور (أوميكرون) الجديد يشكل مخاطر سلبية على التوظيف والنشاط الاقتصادي ويزيد من عدم اليقين بشأن التضخم"، مشيراً إلى "أن المخاوف المتعلقة بالصحة يمكن أن تقلل من رغبة الناس في العمل، الأمر الذي من شأنه إبطاء التقدم في سوق العمل وتكثيف اضطرابات سلاسل التوريد".
رفع أسعار الفائدة
وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر في تقليل دعمه الاقتصاد من خلال خفض مشترياته من الأصول تدريجياً بوتيرة من شأنها أن تنهيها بحلول يونيو (حزيران) المقبل، ولكن مع تسجيل التضخم بأكثر من ضعف هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ اثنين في المئة، قال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على نحو متزايد "إنهم منفتحون على تسريع عملية التقليل التدريجي لإفساح المجال أمام زيادات مبكرة في أسعار الفائدة إذا لزم الأمر".
ولم يذكر باول الجدول الزمني التدريجي لهذه العملية في ملاحظاته المعدة مسبقاً، على الرغم من أنه قال "إن سوق العمل تحتاج إلى تغطية فجوات قبل الوصول إلى التوظيف الكامل، وهو أحد الشروط التي وضعها بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل أن يفكر في رفع أسعار الفائدة عن قربها الحالي من مستويات الصفر". ووعد باول بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي "ملتزم بهدفنا المتمثل في استقرار الأسعار" وسيستخدم أدواته لدعم الاقتصاد وسوق العمل و"منع ارتفاع التضخم من أن يصبح راسخاً".