قد يعني ظهور متحورة "أوميكرون" لفيروس كورونا أن التضخم سيظل مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع إذا مُنع المستهلكون من تحويل إنفاقهم من السلع إلى الخدمات وإطالة أمد تعطًل سلاسل التوريد العالمية، وفقاً لصانع السياسة في بنك إنجلترا، وكانت كاثرين مان، التي انضمت إلى لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا في سبتمبر (أيلول)، واحدة من أكثر الأصوات تشاؤماً وصوتت مع الغالبية لترك أسعار الفائدة معلقة عند 0.1 في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني)، على الرغم من ارتفاع التضخم، لكن تعليقاتها، الثلاثاء، 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، في حدث استضافه بنك "باركليز"، تشير إلى مشاركتها بعض مخاوف أعضاء لجنة السياسة النقدية الآخرين من أن التضخم قد يظل أعلى من هدف بنك إنجلترا بنسبة اثنين في المئة لفترة أطول مما كان متوقعاً في السابق إذا فشل البنك المركزي في تشديد السياسة.
مؤشر أسعار المستهلكين
وكان مؤشر أسعار المستهلكين قد ارتفع في أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 4.2 في المئة عن العام السابق، حيث وصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وقالت مان، بحسب ما نقلت عنها "فايننشال تايمز"، إنه مع وجود معلومات عن "أوميكرون" بدأت للتو في الظهور، فإن من السابق لأوانه الحديث عن توقيت لأي رفع لأسعار الفائدة، ناهيك عن حجم الخطوة الأولى لبنك إنجلترا، وحذًرت من أن إمكانية أن يُضر المتحور الجديد بثقة المستهلك، ما يؤدي إلى تباطؤ الطلب قائلة إن صانعي السياسة سيحتاجون إلى فحص مجموعة من البيانات الواردة قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيتجهون لرفع الفائدة أم لا.
مخاطر "أوميكرون" وتأثير السوط
لكن مان شددت أيضاً على الخطر المتمثل في أن تؤدي "أوميكرون" للضغط على سلاسل التوريد العالمية لتستمر لفترة أطول مما كان مأمولاً، فقد لا يهدأ الارتفاع في أسعار السلع المسجل في الأشهر الأخيرة في وقت مبكر كما افترضت توقعات بنك إنجلترا لشهر نوفمبر.
تحذير مان ردد تعليقات أدلى بها جيروم باول، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي أخبر المشرعين أن ارتفاع حالات "كوفيد-19"، ومتحورة "أوميكرون" الجديدة يمكن أن يعرض الانتعاش الاقتصادي للخطر ويزيد من عدم اليقين بشأن التضخم، ومع ذلك، فقد أشار إلى دعمه لسحب أسرع لبرنامج شراء الأصول الضخم للاحتياطي الفيدرالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت مان إن ضغوط الأسعار يمكن أن تكون أكثر استمراراً إذا اتبعت البلدان استراتيجيات صفر "كوفيد-19"، مثل الصين، وأغلقت مصانعها استجابة لاكتشاف حالات "أوميكرون" ما تسبب في تموج تأثير السوط (تشويه الطلب الذي ينتقل في اتجاه المنبع في سلسلة التوريد من بائع التجزئة إلى تاجر الجملة والشركة المصنعة بسبب تباين الطلبات الذي قد يكون أكبر من البيع)، من خلال سلاسل التوريد العالمية.
إضافة إلى ذلك، قد يستمر المستهلكون في الإنفاق على السلع بدلاً من الخدمات إذا كانت المخاطر الجديدة حول الفيروس تجعلهم متحفظين بشأن الخروج من المنزل، وقالت، "لقد توقعنا أن يكون التحول بعيداً من السلع، أحد العناصر في اعتدال تضخم أسعار السلع الذي نراه اليوم، ولكن إذا أعادتنا أوميكرون بشكل أساسي مختبئين في منازلنا، فقد لا نشهد ذلك ".
تداعيات التحفيز الاقتصادي الأميركي
وأشارت مان أيضاً إلى عوامل عدة قد تؤدي إلى انخفاض التضخم عن مستوياته المرتفعة الحالية على مدار العام المقبل، بما في ذلك الآثار المتضائلة للتحفيز الاقتصادي الأميركي على الطلب العالمي وتخفيف أسعار الشحن، لكنها قالت إن سوق العمل في المملكة المتحدة كانت "ضيقة ومن المتوقع أن تظل على هذا النحو"، وأن صانعي السياسة "كانوا مدركين تماماً لآفاق سوق العمل الضيقة التي ستترجم إلى تضخم في الأجور".
وقال أعضاء آخرون في لجنة السياسة النقدية، بما في ذلك كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هوو بيل، بشكل أكثر صراحة، إن الظروف موجودة الآن لتبرير التصويت على رفع أسعار الفائدة، لكنهم حرصوا على عدم إعطاء أي مؤشر عما إذا كانت الخطوة الأولى ستأتي في ديسمبر (كانون الأول)، كما توقعت الأسواق أو في ما بعد.