بالتزامن مع عرض المجلد الثاني من الموسم الأخير في مسلسل "لاكاسا دي بابل"، أعلنت "نتفليكس" أن السلسلة الإسبانية الشهيرة ستستمر، ولكن بشكل مختلف، حيث إن الجمهور على موعد مع امتداد آخر للمسلسل من خلال موسم منفصل يتناول شخصية برلين، ذات الشعبية الكبيرة التي يجسدها النجم الإسباني بيدرو ألونسو، وهو بحسب الأحداث شقيق البروفسيور المخطط الأول لعمليات السرقة، الذي يساعده بشكل كبير في وضع سيناريوهات التلاعب برجال الأمن، حيث يتمتع بمكر ودهاء وقوة شخصية وغموض أيضاً.
كانت شخصية برلين قتلت في نهاية الموسم الثاني، ومع ذلك ظهر في مشاهد "فلاش باك" كثيرة ضمن المواسم التالية نظراً لجماهيرية الدور، ولكن هل "نتفليكس" بهذا القرار تستنزف نجاح العمل الذي يعرف أيضاً باسم "Money Heist"، بخاصة مع ضعف الحبكات في المواسم التي تلت الجزأين الأول والثاني، ومع الشعور بأن ظهور برلين المتكرر كذكرى من الماضي، بدا وكأنه استجداء لشخصية محبوبة، ما أسهم في أن تبدو مستهلكة، أم أن المنصة فقط تحاول أن تقدم للمشاهد ما يريده بدليل صعود المسلسل دائماً في قوائم الأعلى مشاهدة؟!
نسخة كورية وأخرى إسبانية
المسلسل الإسباني الجديد الذي يتناول دور "اللص المحبوب" برلين من المقرر عرضه في عام 2023 بحسب ما أعلنت "نتفليكس"، التي فاجأت الجمهور أيضاً بأن هناك نسخة كورية في مسلسل مستقل كذلك تتناول شخصية برلين أحد أبرز أفراد عصابة البروفيسور، من بطولة "بارك هاي سو" نجم المسلسل الذي كسر الأرقام القياسية في المشاهدة "لعبة الحبار"، فالمنصة تلعب على عاملين هنا بطل أوروبي محبوب مع نجم آسيوي لمسلسل استثنائي على الأقل بالنسبة إلى إنتاجاتها. الأمر الذي يطرح أسئلة من قبيل لماذا تصر شبكة مثل "نتفليكس" على كل هذا التكرار، ففكرة تقديم أعمال منبثقة عن أخرى حققت نجاحاً، لم تحصد نفس الجماهيرية إلا نادراً، بل الأكثر شهرة على العكس أثبتت أن هذا التوجه لا يؤتي ثماره المتوقعة في أغلب الأحوال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محاولات متواضعة
قد يكون من أبرز الأمثلة هنا مسلسل "joey" لمات لوبلانك أحد أشهر أبطال مسلسل "فريندز"، فمبجرد انتهاء الموسم العاشر من الـ"سيت كوم" الكوميدي الأميركي، انطلق مسلسل "جوي" وهي نفس شخصية جوي تريباني، الممثل المتعثر التي قدمها لوبلانك في العمل، ولكنها هذه المرة مستقلة تماماً، وفي سيت كوم خاص بها، وعلى الرغم من اعتماده على تفاصيل الشخصية نفسها، ولكن مستوى الدراما كان متواضعاً للغاية، وبدا أقل بكثير مما قدمه لوبلانك في "الأصدقاء"، بالتالي لم يستمر العمل سوى موسمين فقط، وتم إيقافه.
محاولات شبيهة جرت أيضاً قبلها من أبطال الكوميديا الشهيرة "ساينفلد ـ Seinfeld" الذي عرض عبر تسعة مواسم ناجحة كان آخرها عام 1998، حيث جربت بطلته جوليا لويس دريفوس صاحبة شخصية إيلين حظها من خلال مسلسل بعنوان "Watching Ellie" تقدم فيه شخصية بتفاصيل شخصيتها نفسها، في "ساينفلد" تدعى إيلي، والاسم نفسه الذي كان يدللها به الأبطال في المسلسل الأصلي، وعلى الرغم من أنها استعانت بفريق عمل جيد وكان البطل المشارك لها هو النجم ستيف كارل، فإن الحلقات بدت ثقيلة، ولم تحظ بنفس نجاح شخصية إيلين في العمل الذي انبثقت منه، ولم يعرض من "Watching Ellie" سوى موسمين أيضاً بين عامي 2002 و2003.
الجمهور يقول كلمته
مثلها أيضاً فعل زميلها في المسلسل جيسون ألكسندر صاحب شخصية جورج كوستانزا الذي قدم عام 2001 مسلسلاً كوميدياً من بطولته بعنوان "Bob Patterson" وبوب باتريسون، أيضاً دور قريب جداً من دوره في مسلسل "ساينفلد"، حيث إنه شخص يواجه صعوبات في الحفاظ على علاقاته بالآخرين، ولديه مشكلات في التفاعل مع من حوله، وحصل العمل على تقييمات سلبية مما استدعى إلغاءه.
فعلى ما يبدو أن الجمهور يكون لديه تحفظ على تلك النوعية من الأعمال ولا يشعر بأصالتها، وعلى ما يبدو أيضاً أن هناك استسهالاً يحدث في ما يتعلق بالكتابة وبمستوى المنتج الفني ككل، بخاصة في ما يتعلق بالأعمال الكوميدية، فهل تكسر "نتفليكس" القاعدة مع شخصية معقدة مثل برلين؟