أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيطلع، الخميس، التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، قادة تسع دول من أوروبا الشرقية أعضاء في حلف شمال الأطلسي على فحوى المباحثات التي جرت بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في القمة الافتراضية التي عقداها، الأربعاء، وتمحورت حول ملف أوكرانيا.
مجموعة بوخارست
وقالت الرئاسة الأميركية، إن بايدن سيجري محادثة هاتفية مع "قادة الدول التسع الأعضاء في مجموعة بوخارست والمؤلفة من حلفاء من الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، لإحاطتهم بالمباحثات التي أجراها مع الرئيس بوتين، والاستماع لآرائهم حول الوضع الأمني الراهن، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة الأمن عبر الأطلسي".
وتضم مجموعة بوخارست كلاً من: بلغاريا، وجمهورية، التشيك، وإستونيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا وسلوفاكيا.
وسيجري بايدن هذه المحادثة الهاتفية الموسعة بعد مكالمة هاتفية ثنائية مقررة بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة للتصدي لغزو روسي لبلاده يؤكد أن موسكو تحضر له وهو ما تنفيه الأخيرة.
عقوبات أميركية
وكان بايدن أكد، الأربعاء، أنه حذر نظيره الروسي من عقوبات أميركية غير مسبوقة في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.
وبعد يوم على قمتهما التي عقدت بالاتصال المرئي، قال بايدن، إنه أبلغ بوتين أن الولايات المتحدة سترد بعقوبات "لم يرَ مثلها أبداً" في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم روسي.
وقال بايدن، إن إرسال قوات أميركية للدفاع عن أوكرانيا بوجه روسيا "غير مطروح للنقاش" لأنها ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف أن "فكرة استخدام الولايات المتحدة بشكل أحادي القوة لمواجهة روسيا في حال غزت أوكرانيا، غير مطروحة للنقاش". وأضاف "لدينا واجب أخلاقي وقانوني تجاه حلفائنا في الناتو بموجب البند الخامس. إنه واجب مقدس. وذلك الواجب لا يشمل... أوكرانيا".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو ستتعرض لـ"عقوبات شديدة اقتصادية وغيرها" في حال حصول تصعيد عسكري في أوكرانيا، وذلك خلال قمة ثنائية عبر الفيديو عقدها الرئيسان، الثلاثاء، وطلب خلالها سيد الكرملين من سيد البيت الأبيض، عبثاً، ضمانات بأن الحلف الأطلسي لن يتوسع شرقاً.
وفي حين أكد مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان، أن القمة التي استغرقت ساعتين كانت "مفيدة"، قال الكرملين، إن المحادثات التي تخللتها كانت "صريحة ومهنية"، في وصف يعكس الجو المشدود الذي يسود العلاقات بين واشنطن وموسكو.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن بايدن أعرب خلال القمة عن "مخاوف" الولايات المتحدة وحلفائها حيال حشد تعزيزات روسية على الحدود مع أوكرانيا، مؤكداً أن "الرئيسين كلفا فريقيهما متابعة (المحادثات) وستقوم الولايات المتحدة بذلك بالتنسيق الوثيق مع حلفائها وشركائها".
أميركا قد تعيد تمركز قواتها في أوروبا
وقال مسؤول عسكري أميركي لوكالة "رويترز"، إن إدارة بايدن قد تسعى لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي من خلال إعادة تمركز القوات الأميركية الموجودة بالفعل في أوروبا بدلاً من إرسال قوات جديدة من مكان آخر، وذلك إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وقال سوليفان، إن الولايات المتحدة ستعمل على تدعيم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي، في أماكن مثل دول البلطيق، بقدرات إضافية لطمأنتهم في حالة تعرض أوكرانيا لغزو روسي.
وأضاف أن الولايات المتحدة، التي تزود أوكرانيا بالفعل بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "جافلين" وأسلحة أخرى، قد ترسل مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف.
من جهته قال الكرملين، إن الرئيس الروسي ندد خلال القمة بتنامي "القدرات العسكرية" للحلف الأطلسي على الحدود الروسية، وطالب بـ"ضمانات" بعدم توسيع الحلف شرقاً.
وحرص سوليفان على القول، إن بايدن لم يقدم أي "تعهدات أو تنازلات" رداً على طلبات نظيره الروسي، محذراً من أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا من شأنه أن يعرض للخطر خط "نورد ستريم 2" الذي تعول عليه روسيا لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي.
دعم سيادة أوكرانيا
وإثر القمة أجرى الرئيس الأميركي محادثات مع قادة كل من: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا؛ بهدف "إبلاغهم" بفحوى ما دار بينه وبين بوتين و"التشاور بشأن الخطوات المقبلة".
وقال البيت الأبيض، إن "الرئيس بايدن قدم إحاطة للقادة بشأن المحادثات التي أجراها مع الرئيس بوتين والتي بحث خلالها في التداعيات الخطيرة لأي عمل عسكري روسي في أوكرانيا وفي ضرورة احتواء التصعيد والعودة إلى الدبلوماسية".
وأضاف أن القادة الخمسة (بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيسي الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والبريطاني بوريس جونسون) "شددوا على دعمهم لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة أن تخفض روسيا منسوب التوتر وأن تنخرط في المسار الدبلوماسي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محادثات فرنسية - أوكرانية - روسية
من جهته أعلن قصر الإليزيه، الثلاثاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري "في الأيام المقبلة" محادثات مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلنسكي والروسي.
ووفقاً لبيان الكرملين فقد ندد بوتين خلال القمة مع بايدن بسلوك الحلف الأطلسي على الحدود الغربية لروسيا.
وقال البيان، إن "الحلف الأطلسي يقوم بمحاولات خطيرة لاستخدام الأراضي الأوكرانية ويعزز قدراته العسكرية على حدودنا، لذلك فإن روسيا لها مصلحة جدية في الحصول على ضمانات قانونية موثوقة تستبعد توسيع الحلف الأطلسي شرقاً".
وعلق بوتين على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على روسيا في حال شنها هجوماً عسكرياً على أوكرانياً، فقال إنه "ينبغي عدم إلقاء المسؤولية على عاتق روسيا"، مندداً في المقابل بسلوك الحلف الأطلسي.
"سلوك مدمر"
كما اتهم كييف باعتماد "سلوك مدمر"، معتبراً أنها تسعى لـ"تفكيك" اتفاقات مينسك المبرمة عام 2015، والتي يفترض أن تضع حداً للنزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق آلية متعثرة منذ سنوات.
وقال الكرملين، إن بايدن وبوتين "اتفقا على أن يطلبا من ممثليهما بدء مشاورات حول جوهر هذه المواضيع الحساسة". كما اقترح بوتين على بايدن رفع كل العقوبات التي فرضت على البعثات الدبلوماسية للبلدين في الأشهر الأخيرة في ظل التوتر بين البلدين.
ورأى الكرملين أن العلاقات بين موسكو وواشنطن "ليست في وضع مُرضٍ". وأوضح البيان أن "الطرف الروسي اقترح رفع كل القيود المتراكمة المتعلقة بسير عمل البعثات الدبلوماسية، ما قد يسمح بتطبيع أوجه أخرى من العلاقات الثنائية" بين البلدين.
وبالنسبة للمواضيع الأخرى المطروحة، ذكر الكرملين أن الطرفين شددا على أهمية العمل معاً لمكافحة الجرائم عبر الإنترنت، في وقت يتهم الغرب روسيا بتدبير هجمات معلوماتية على خصومها.
وأعرب الرئيسان عن "أملهما" في استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران بصورة بناءة.
تبادل مجاملات
وعرض التلفزيون الروسي تبادل مجاملات عند انطلاق القمة، في مقطع فيديو قصير ظهر فيه بوتين جالساً خلف طاولة طويلة أمام شاشة يظهر عليها نظيره الأميركي، في مقره في سوتشي على البحر الأسود.
من جانبه نشر البيت الأبيض صورة لبايدن محاطاً بمستشاريه في "غرفة العمليات" الخاضعة لتدابير أمنية مشددة في البيت الأبيض.
وتشدد الولايات المتحدة بإصرار على تعاونها الوثيق مع الأوروبيين والأوكرانيين، بعدما اتهمت بالتفرد خلال انسحابها من أفغانستان، وبالتعامل مع بعض الملفات الدولية من دون مراعاة حلفائها.
كما سيعرض بايدن خلال الأيام المقبلة فحوى محادثاته مع بوتين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أفادت الإدارة الأميركية، الإثنين. وأكد بايدن لبوتين "دعمه سيادة (أوكرانيا) ووحدة وسلامة أراضيها" وفق البيت الأبيض.
وكان بايدن أبدى في يونيو (حزيران) رغبته في إقامة علاقة "مستقرة" و"يمكن توقع" مآلها مع روسيا، خلال قمة حضورية بين الرئيسين في جنيف، ويبدو أن هذا الهدف لا يزال قائماً في الوقت الحاضر.