أصبحت بربادوس آخر دولة ضمن الكومنولث التي تتخلى عن النظام الملكي الذي كانت بموجبه الملكة إليزابيث الثانية تمثّل رأس النظام السياسي في البلاد.
وتم إعلان تحوّل الجزيرة الكاريبية إلى جمهورية خلال حفل بعد 40 عاماً من النظام الملكي البريطاني.
وفي هذه المناسبة، أرسلت الملكة "تمنياتها الحارة" لجمهورية بربادوس الجديدة وقالت إنها تتطلع "إلى استمرار علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين". وفي رسالة وجّهتها الملكة إلى رئيسة البلاد الجديدة الدام ساندرا مايسون وشعبها، قالت الملكة: "في هذه المناسبة المهمة، وتولّيكِ منصب الرئيس الأول لبربادوس، أتقدم بالتهنئة لكم ولجميع سكان بربادوس". وتابعت الملكة في بيانها: "لقد زرت بلدك الجميل للمرة الأولى عشية الاستقلال في أوائل عام 1966 ويسعدني جداً أن ابني معكم اليوم. منذ ذلك الحين، حاز شعب بربادوس على مكانة خاصة في قلبي. إنها دولة تفتخر فعلاً بثقافتها النابضة بالحياة وببراعتها الرياضية وجمالها الطبيعي الذي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كثير من الأشخاص من المملكة المتحدة".
وأضافت جلالتها: "في الوقت الذي تحتفلون بهذا اليوم البالغ الأهمية، أرسل إليكم وإلى شعب باربادوس تمنياتي الحارة بمستقبل مليء بالازدهار والسلام والرخاء".
وكانت دول أخرى واقعة ضمن الكومنولث اقترحت استبدال الملكة كرأس للدولة خلال الأعوام الأخيرة بما فيها جامايكا وأستراليا. ومن بين الدول البالغ عددها 32 التي كانت الملكة على رأسها على مدى 69 عاماً من تولّيها العرش، قامت 17 منها بالاستقلال عن التاج البريطاني.
ولكن ما هو المنصب الحالي الذي تتمتع به الملكة في الدول المتبقية وما مقدار السلطة التي تملكها على تلك الدول؟
وما هي الدول التي ما زالت تعترف بالملكة إليزابيث الثانية كرأس للدولة؟
كانت الملكة رئيسة الدولة المعترف بها على رأس دول الكومنولث كافة ومارست حكمها عليها بالطريقة ذاتها التي كانت تحكم بها في المملكة المتحدة.
وتبوّأت العرش والحكم بعد وفاة والدها الملك جورج السادس الذي كان على رأس دول الكومنولث كما ورد في إعلان لندن عام 1949.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتُعتبر الملكة حالياً على رأس 15 دولة ضمن مجموعة الكومنولث بما فيها المملكة المتحدة. أما لائحة بقية الدول فتضم كلّاً من أستراليا وكندا ونيوزيلندا وأنتيغا وباربودا وبهاماس وبيليز وغرينادا وجامايكا وغينيا الجديدة وسانت لوسيا وجزر سليمان وسانت كيتس ونيفيس وسانت فينسينت والغرينادينز.
كما يُعترف بها رأساً للدولة في عدد من الأراضي [الخارجية] الواقعة وراء البحار والتي تنتمي للمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، وليست ضمن مجموعة الكومنولث كجبل طارق وجزر الفوكلاند ومثلث برمودا وجزر الكايمان.
ما هي الدول التي لم تعُد الملكة في سدتها؟
في حين أصبحت باربادوس آخر دولة تحصل على استقلالها وتستبدل الملكة برئيس للجمهورية، غير أنها ليست الأولى، فقد سبقتها دول أخرى على ذلك.
كانت جزر الموريشيوس الدولة الأخيرة التي تقوم بخطوة مماثلة عام 1992 وقبلها دولة دومينيكا عام 1978 وترينيداد وتوباغو عام 1976 وغويانا عام 1970.
هل ستتخلى الدول الأخرى عن الملكة كرأس للبلاد؟
يدور كلام على أن جامايكا قد تصبح الدولة التالية [المرتقبة] التي تتخلّى عن التبعية للتاج البريطاني. واقترح البرلمان الجامايكي عام 2016 تعديلاً دستورياً للقيام بذلك.
وأثار زعيم المعارضة الجامايكي مارك غولدينغ المسألة مجدداً في مطلع العام الحالي وقال إنه "أمر أساسي لهويتنا ومواطنيتنا" أن نزيل جلالة الملكة عن رأس دولتنا لكي نكون "مستقلين فعلاً".
وشهدت أستراليا بدورها عدداً من النقاشات في هذا الإطار. وأُجري آخر استفتاء للتخلي عن الملكة كرأس للبلاد 1999 ولكنه أسفر في ذلك الوقت عن تصويت 54.9 في المئة من السكان لصالح بقائها.
وعام 2008، أعلن رئيس الوزراء السابق كيفن رود أنه ملتزم إخراج البلاد من عباءة التاج البريطاني بيد أن الملكة بقيت في موقعها حتى يومنا هذا.
هل تملك الملكة صلاحيات في الدول التي ترأسها؟
على ما هي الحال في المملكة المتحدة، تتمتع الملكة بحكم رمزي في الدول التي ترأس فيها البلاد أي أنها لا تملك سلطة حقيقية في يدها.
وتُدار كل دولة بشكل مستقل عن الملكة وتتمتع بحكامها المنتخبين وقوانينها الخاصة، فيما يقوم حاكم يكون بمثابة ممثل عن الملكة بدور رمزي في بعض المناسبات والمهمات اليومية التي يُفترض بالملكة القيام بها.
وتشمل هذه المهمات على سبيل المثال تعيين وزراء وسفراء أو منح موافقة ملكية على التشريعات.
© The Independent