أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن حكومته ستنفّذ "الخطة باء" التي وضعتها لإنجلترا، والتي تقضي بوجوب حيازة الأفراد جوازات "كوفيد" لدخول أماكن التجمعات الكبيرة وبدعوة الموظفين إلى استئناف العمل من المنزل، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.
يأتي قرار رئيس الحكومة بتكثيف القيود - بعد اجتماع لجنة العمليات الحكومية المعنية بمواجهة "كوفيد"- ردّاً على المخاوف المتعلقة بإمكان تفشي متحوّرة "أوميكرون" وانتشارها في مختلف أنحاء العالم.
وأعلن جونسون كذلك، عن توسيع نطاق تطبيق قرار إلزامية وضع أقنعة الوقاية، ليشمل دور السينما والمسارح، بعدما كان قد اتُّخذ قبل أسبوعين بالنسبة إلى الأفراد الذين يستخدمون المواصلات العامة ويدخلون المتاجر. لكن سيتم استثناء بعض الأماكن التي تقدّم خدمات الطعام والمشروبات وصالات ممارسة الرياضة من تطبيق القرار.
لكن رئيس الوزراء، وفي خطوة ربما تثير الإرباك لتناقضها مع توجيهات الحكومة بالعمل من المنازل، كرّر موقفه السابق من أنه ينبغي عدم إلغاء حفلات عيد الميلاد، داعياً الجميع إلى "وجوب توخّي الحذر"، بما في ذلك إجراء اختبارات للفيروس قبل الانضمام إلى مثل هذه المناسبات.
وقال جونسون أثناء حديثه خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء: "سنعاود التوجيه بوجوب العمل من المنزل. ويتعيّن على أرباب العمل استخدام ما تبقّى من هذا الأسبوع لدرس الترتيبات مع موظفيهم، لكن اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، يجب أن تعملوا من المنزل إذا أمكن. اذهبوا إلى المكاتب فقط إذا كان يجب عليكم ذلك، لكن يُفضّل أن تعملوا من المنزل إذا استطعتم".
وأضاف: "أدرك أن ذلك سيكون صعباً بالنسبة إلى كثيرٍ من الأشخاص، لكن تقليل جهات الاتصال في مكان الوظيفة، من شأنه أن يساعد على إبطاء انتشار العدوى".
"الفريق الاستشاري العلمي للطوارئ" Scientific Advisory Group for Emergencies (Sage) حرص على تأكيد أن هذا التدبير "اضطلع بدور مهم في وقف النمو المستدام للوباء"، في الأشهر التي سبقت إلغاء القيود المتعلقة بـ ’كوفيد‘".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي خطوة من شأنها أن تثير حفيظة بعض النواب في حزب "المحافظين"، دعا جونسون أيضاً البريطانيين إلى حيازة جواز "أن إتش أس كوفيد" NHS Covid (تصدره هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" ويظهر تفاصيل تطعيم حامله باللقاح) الذي سيكون إلزامياً في إنجلترا خلال أسبوع، لدخول النوادي الليلية والأماكن التي تتجمّع فيها حشود كبيرة من الناس.
وسيشمل هذا الإجراء الأماكن المغلقة التي تتّسع لأكثر من 500 شخص وقوفاً، والأماكن المفتوحة التي تستوعب أكثر من 4 آلاف شخص وقوفاً، وأي مكان آخر يتّسع لأكثر من 10 آلاف شخص.
وقال رئيس الوزراء: "إن الحصول على جواز ’أن إتش أس كوفيد‘ ما زال ممكناً بعد تلقّي جرعتي التطعيم، لكننا سنبقي هذا التدبير قيد المراجعة، بعدما تم طرح الجرعة الثالثة المعززة. وبعدما تلقّينا مشورة سريرية منذ ظهور ’أوميكرون‘، فإن نتيجة سالبة لاختبار التدفّق الجانبي، ستكون كافية أيضاً".
وأضاف جونسون: "بناءً على ما حدّدناه في ’الخطة باء‘، فإننا سنعطي الشركات مهلة أسبوع، لذا ستدخل هذه الإجراءات حيّز التنفيذ في غضون أسبوع، الأمر الذي سيساعد في إبقاء هذه الفعاليات والأماكن مفتوحةً بطاقتها الكاملة، مع إعطاء جميع الأفراد الذين يحضرون إليها الثقة بأن الأشخاص من حولهم قد قاموا بالخطوة المسؤولة ذاتها، وذلك للتقليل من المخاطر على الآخرين".
وفي مؤشر إلى رد الفعل العنيف الذي واجهه رئيس الوزراء البريطاني فور صدور إعلانه، نشر دوغلاس روس، زعيم حزب "المحافظين" في اسكتلندا على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا يوجد دليل على أن جوازات اللقاح توقف تفشّي عدوى ’كوفيد‘. لم أصوّت لهم في هوليرود (البرلمان الاسكتلندي) ولن أصوّت لهم في ويستمنستر".
أما في ما يتعلق بانتشار الفيروس، فقال رئيس الوزراء البريطاني: "لقد بات واضحاً بشكل متزايد أن متحوّرة ’أوميكرون‘ تتفشى بشكل أسرع بكثير من ‘دلتا’ السابقة، وتنتشر على نحو سريع في مختلف أنحاء العالم. وفيما تم تأكيد وجود 568 حالة إصابة في المملكة المتحدة، فمن المؤكد أن الرقم الحقيقي هو أعلى من ذلك بكثير".
وختم جونسون بالقول: "إن الجانب الأكثر إثارة للقلق، يتمثّل في أن هناك دليلاً على أن مدة تضاعف حالات الإصابة بـ’أوميكرون‘، يمكن أن تكون في المرحلة الراهنة ما بين يومين و ثلاثة أيام".
© The Independent