في المملكة المتحدة، تبين أن علاجاً يعتمد على الأجسام المضادة في مواجهة "كوفيد- 19" قد أعطى فاعلية ضد متحورة "أوميكرون" وطفراتها الجينية الواسعة النطاق، بحسب ما أكدت بيانات صدرت أخيراً.
في تحليل يختبر قدرة الدواء ضد نسخة مركبة من متحورة "أوميكرون"، تبين أنه تصدى لـ37 طفرة جينية طرأت على البروتين الشوكي البارز الموجود على غلاف المتحورة "أوميكرون".
دواء "سوتروفيماب"sotrovimab طورته شركة الأدوية البريطانية "غلاكسو سميث كلاين" GlaxoSmithKline (اختصاراً "جي أس كي" GSK)، ويستخدم الأجسام المضادة لاستهداف البروتين الشوكي في المتحورة الجديدة، والحؤول تالياً دون دخولها إلى خلايا الجسم.
نظراً إلى أن "أوميكرون" تعرضت لطفرات جينية كثيرة، برزت مخاوف من أن "سوتروفيماب" لن يكون ناجعاً ضدها. ولكن على خلاف علاجات أخرى تعتمد على الأجسام المضادة، لا يتأثر هذا الدواء بالطفرات التي ظهرت في التركيبة الجينية للمتحورة.
بناءً على أن القدرة على تحييد الفيروس تراجعت بما يقل عن ثلاثة أضعاف أثناء الاختبارات، "نحن على ثقة من أن "سوتروفيماب" سيبقى يوفر منفعة كبيرة في مرحلة مبكرة من العلاج بالنسبة إلى المرضى الذين يأملون في تجنب العواقب الأشد وطأة التي يخلفها "كوفيد"، على ما قال جورج سكانغوس، الرئيس التنفيذي في "فير بايوتكنولوجي"Vir Biotechnology التي شاركت أيضاً في تطوير الدواء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تذكيراً، صرحت "غلاكسو سميث كلاين" الأسبوع الماضي أن دواء "سوتروفيماب" أظهر مفعولاً ضد الطفرات الجينية الرئيسة في "أوميكرون"، ولكن التحليلات المختبرية الأحدث قد وفرت ضمانات تؤكد أن فاعلية هذا الدواء ستصمد على الأرجح أمام المتحورة الجديدة.
يشار إلى أن الدواء يعطى من طريق الوريد للمرضى الذين التقطوا عدوى "كوفيد" حديثاً.
"هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"MHRA في المملكة المتحدة أجازت استخدام الدواء الأسبوع الماضي، وذلك بعدما أظهرت التجارب أنه يؤدي إلى تراجع نسبته 79 في المئة في احتمال الدخول إلى المستشفى والوفاة في صفوف المرضى الذين يعانون أعراضاً صحية خفيفة إلى معتدلة جراء "كوفيد".
وسبق أن طلبت حكومة المملكة المتحدة كمية من الدواء تكفي لمئة ألف دورة علاجية.
هكذا تكون "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"MHRA قد وافقت الآن على علاجين يستخدمان الأجسام المضادة مصنعين في المختبر، هما "رونابريف" ronapreve و"سوتروفيماب"، إضافة إلى "مولنوبيرافير"molnupiravir المضاد للفيروسات.
ولكن مع ذلك، حذر خبراء من أن الطفرات الجينية في "أوميكرون" تؤثر سلباً في فاعلية "رونابريف"، ومن المرجح أنه سيكون أقل نجاعة في مواجهة الفيروس.
الأسبوع الماضي، قالت شركة Regeneron التي تولت تطوير الدواء، إن التحليل الأول يكشف أن الطفرات في "أوميكرون" تخفض قدرة "رونابريف" على التصدي للفيروس، مشيرة إلى "تراجع محتمل في عملية تحييد [متحورة أوميكرون] بواسطة المناعة المكتسبة باللقاح المضاد وكذلك نظيرتها المتأتية من الأجسام المضادة الأحادية النسيلة"، كما تسمى [التي تتعرف إلى جزيء معين من الفيروس وتمنعه من الولوج إلى الخلايا البشرية].
تحدثت في الشأن نفسه البروفيسورة ويندي باركلي، عالمة الفيروسات في "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London وعضو في" الفريق الاستشاري العلمي للطوارئ" Sage، فقالت إن الطفرات الجينية التي رصدت في البروتين الشوكي في "أوميكرون" تؤشر إلى "أن الأجسام المضادة المصنوعة في المختبر المستخدمة في "رونابريف" لن تقوى على محاربة [أوميكرون] بالكفاءة عينها التي تتصدى بها للنوع البري من الفيروس".
وأعربت البروفيسورة باركلي عن قلقها "لأن تلك الأجسام المضادة متوافرة كعلاج الآن للمرضى الذين، مثلاً، يعجز جهازهم المناعي عن إطلاق استجابة مناعية جيدة [ضد المتحورة].
وللأسف، "ربما لا يستفيد هؤلاء المرضى [الذين يعانون عوزاً مناعياً] بالقدر الذي نأمله من الدواء إذا أصيبوا بهذا الفيروس.
© The Independent