على الرغم من المؤشرات السلبية التي واجهت الاقتصاد العالمي بسبب سلسلة الأزمات التي خلفتها جائحة كورونا، سواء على صعيد الناتج الإجمالي العالمي، أو التضخم، تمكن أكبر أثرياء في العالم من زيادة ثرواتهم بشكل ضخم خلال عام 2021.
وربما يعود ذلك بشكل مباشر إلى ظهور بوادر التعافي من المخاطر التي خلفتها الجائحة الصحية مع توسع دول العالم في توزيع اللقاحات، وهو ما عزز من نتائج أعمال الشركات التي يملكها الأثرياء، وانعكس ذلك بشكل مباشر على أسعار الأسهم التي تضخمت بنسب كبيرة مثلما حدث مع أسهم شركة "تيسلا"، التي تسببت في أن يتصدر إيلون ماسك قائمة أثرياء العالم بعد أن كان في ترتيب متأخر.
وفيما كانت وكالة "ستاندرد أند بورز غلوبال"، قد توقعت في وقت سابق، أن يبلغ الدين العالمي نحو 200 تريليون دولار، أو ما يعادل 265 في المئة من الناتج الاقتصادي السنوي العالمي بنهاية عام 2020، فقد تمكن أكبر 10 أثرياء من إضافة نحو 373 مليار دولار إلى صافي ثرواتهم خلال العام الحالي.
وتشير البيانات المتاحة إلى أن جائحة كورونا والتداعيات الخطيرة التي خلفتها، جعلت الأغنياء أكثر ثراءً، إذ يمتلك أغنى 0.01 في المئة حالياً نحو 11 في المئة من ثروة العالم، وفقاً لتقرير عدم المساواة العالمي 2022، وهي أكبر زيادة في حصة المليارديرات من الثروة المسجلة. وأظهر التقرير أن المليارديرات يمتلكون 3.5 في المئة من ثروة الأسرة العالمية في عام 2021، ارتفاعاً مما يزيد قليلاً عن 2 في المئة في بداية الجائحة في عام 2020، فيما أظهرت قائمة "فوربس" السنوية الأغنياء أن 2755 مليارديراً لديهم صافٍ بقيمة 13.1 تريليون دولار هذا العام، ارتفاعاً من 8 تريليونات دولار خلال عام 2020.
373 مليار دولار حصيلة مكاسب أكبر 10 أثرياء
وتشير البيانات التي أعدتها "اندبندنت عربية"، إلى أن أكبر 10 أثرياء زادت ثرواتهم بنسب كبيرة، فيما واجه الملياردير الأميركي مارك زوكربيرغ خسائر عنيفة بسبب المشاكل التي واجهتها شركة "فيسبوك" على مدار العام الحالي، وهو ما تسبب في إزاحته من الترتيب الرابع بقائمة أكبر 10 أثرياء في بداية العام إلى الترتيب السابع في نهاية العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في صدارة القائمة، جاء مؤسس عملاق السيارات الكهربائية "تيسلا"، إيلون ماسك، الذي قفزت ثروته بنسبة 49.6 في المئة، رابحاً نحو 93.5 مليار دولار، بعد أن قفزت ثروته من 188.5 مليار دولار إلى 282 مليار دولار في نهاية العام الحالي، لكن في وقت سابق من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كانت ثروته قد تجاوزت رقماً قياسياً حينما تجاوزت 340 مليار دولار. وتسببت مكاسب أسهم الشركة في أن يتربع ماسك على عرش أثرياء العالم منذ منتصف العام الحالي بعد أن كان في المركز الثاني في بداية العام.
في المركز الثاني، جاء الملياردير الأميركي جيف بيزوس الذي زادت ثروته بنسبة 8 في المئة، رابحاً نحو 15 مليار دولار، بعد أن ارتفعت ثروته من مستوى 187 مليار دولار في بداية العام إلى نحو 202 مليار دولار في نهاية عام 2021.
وفيما حل الملياردير برنارد أرنولت في المركز الثالث، فقد قفزت ثروته بنسبة 48.2 في المئة، رابحاً نحو 55 مليار دولار، بعد أن قفزت ثروته من 114 مليار دولار في بداية 2021 إلى 169 مليار دولار في تداولات نهاية العام.
وجاء الملياردير بيل غيتس في المركز الرابع، وسجلت ثروته ارتفاعاً بنسبة 3.8 في المئة ليربح نحو 5 مليارات دولار بعد أن زادت ثروته من 132 مليار دولار في بداية عام 2021 إلى نحو 137 مليار دولار في نهاية تعاملات العام.
في المركز الخامس جاء الملياردير لاري بيغ الذي قفزت ثروته بنسبة كبيرة بلغت نحو 60.7 في المئة، رابحاً نحو 49.5 مليار دولار، بعد أن ارتفعت ثروته من مستوى 81.5 مليار دولار في بداية العام إلى نحو 131 مليار دولار في تعاملات نهاية العام.
ترتيب مؤسس "فيسبوك" يتراجع
وجاء الملياردير سيرغي برين في المركز السادس، وسجلت ثروته ارتفاعاً بنسبة 59.7 في المئة ليربح نحو 47.1 مليار دولار، بعد أن ارتفعت ثروته من 78.9 مليار دولار إلى نحو 126 مليار دولار في تعاملات نهاية 2021.
وتسببت الأزمات التي تعرضت لها شركة "فيسبوك" في تراجع ترتيب الملياردير الأميركي مارك زوكربيرغ في القائمة، وبعد أن كان ينافس على المركز الرابع في بداية 2021، تراجع ترتيبه في نهاية العام إلى المركز السابع. لكن على الرغم من ذلك، فقد ارتفعت ثروته على مدار العام الحالي بنسبة 23 في المئة، رابحاً نحو 23.1 مليار دولار، بعد أن زادت ثروته من 99.9 مليار دولار إلى نحو 123 مليار دولار في تعاملات نهاية العام.
وسجلت ثروة الملياردير ستيف بالمر الذي حل في المركز الثامن بين أثرياء العالم، ارتفاعاً بنسبة 48 في المئة، رابحاً نحو 38.6 مليار دولار، بعد أن ارتفعت ثروته من مستوى 80.4 مليار دولار في بداية 2021 إلى نحو 119 مليار دولار بنهاية العام.
وحل الملياردير لاري إليسون في المركز التاسع بين قائمة أكبر أثرياء العالم، وشهدت ثروته ارتفاعاً بنسبة 38.7 في المئة رابحاً نحو 30.4 مليار دولار، بعد أن زادت ثروته من مستوى 78.6 مليار دولار إلى نحو 109 مليارات دولار.
فيما سجلت ثروة الثري وارن بافيت الذي حل في المركز العاشر بين قائمة أكبر أثرياء العالم، ارتفاعاً بنسبة 18.2 في المئة، رابحاً نحو 15.8 مليار دولار، بعد أن ارتفعت ثروته من مستوى 87.2 مليار دولار إلى نحو 103 مليار دولار.