قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الاثنين 13 ديسمبر (كانون الأول)، إن القوى الغربية لم تُجرِ حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى".
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون في بيان، "حتى هذه اللحظة ما زلنا غير قادرين على الدخول في مفاوضات حقيقية... الوقت ينفذ. ومن دون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريباً بلا معنى".
وقال مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إيران قدمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأضافوا، "نضيع وقتاً ثميناً في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة أو تتجاوز ما تنص عليه".
تقييم متشائم
وحمل البيان في طياته تقييماً متشائماً على نحو غير عادي للجهود المبذولة لإحياء الاتفاق الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وبعد توقف دام خمسة أشهر استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في فيينا، بمشاركة الدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق، وهي الدول الأوروبية الثلاث، بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما الولايات المتحدة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على طهران في عهد الرئيس دونالد ترمب، فهي تشارك بشكل غير مباشر.
وتابع الدبلوماسيون، أن "الوضع محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع كافة العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة والاستجابة لمخاوفنا بشأن عدم الانتشار معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي".
إيران تتحدث عن تقدم
من جهته، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، الأحد، إحراز تقدم في تحديد جدول أعمال الموضوعات التي ستناقش في محادثات فيينا.
وقال باقري في تصريحات أوردتها وكالة (إرنا) بالعربية، إن "الجانبين يمضيان قدماً من أجل التوصل إلى إجماع واضح بشأن نطاق وحدود القضايا التي ستدرج في جدول المفاوضات".
واعتبر الدبلوماسي الإيراني ذلك "إنجازاً جيداً... لو تمكنا خلال المرحلة الراهنة من التوصل الى هذا الاجماع، سيكون مهماً لأنه منذ البداية كانت هناك خلافات بين الطرفين في هذا الخصوص".
وكتب باقري على "تويتر"، "بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلاً من الدبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكراً وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات".
وأضاف "الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، فسيصبح الطريق ممهداً لاتفاق سريع وجيد".
لكن الدول الغربية اتهمت إيران بالتراجع عن نقاط التوافق المحرزة في الربيع. وقد أبدت الخارجية الأميركية شكوكاً في أن طهران تريد كسب الوقت مع مواصلة برنامجها النووي الذي يقربها أكثر فأكثر من تطوير سلاح ذري.
وحذرت واشنطن في الأيام الأخيرة من أنها لن تسمح لطهران بمواصلة ذلك، وأكدت أن خطة بديلة قيد الإعداد، من دون أن توضح طبيعتها.