دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إجراء مفاوضات فورية مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة حول الضمانات التي ينبغي تقديمها لروسيا في شأن أمنها، على خلفية توترات حول أوكرانيا.
وأوضح الكرملين في بيان بعد محادثة بين الرئيس الروسي ونظيره الفنلندي سولي نينيستو، أن "بوتين أشار إلى ضرورة إطلاق مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي فوراً لتحديد الضمانات القانونية لأمن بلادنا، بهدف استبعاد التوسع المستقبلي للحلف نحو الشرق، ونشر منظومات أسلحة تهدد روسيا في أوكرانيا ودول أخرى مجاورة"، إذ إن فنلندا وسيط تقليدي بين روسيا وأخصامها الغربيين.
الكرملين
في المقابل، قال الكرملين إن بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ سيناقشان التوترات في أوروبا واللهجة العدائية في خطاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عبر مكالمة بالفيديو.
ويأتي النقاش في وقت يتصاعد فيه التوتر في علاقة كلتا الدولتين مع الغرب، إذ تتعرض الصين لضغوط بخصوص حقوق الإنسان وموسكو أيضاً بسبب حشد قواتها قرب حدود أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، "الموقف على الصعيد الدولي، بخاصة في أوروبا، يشوبه قدر كبير من التوتر خلال الوقت الراهن، مما يستدعي نقاشاً بين الحلفاء" في إشارة إلى موسكو وبكين.
وأضاف، "نرى خطاباً عدائياً شديد اللهجة من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وهذا يتطلب نقاشاً بيننا وبين الصينيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوضح بيسكوف أنه سيتم إجراء نقاش مطول على جدول أعمال موسع يتضمن مواضيع الطاقة والتجارة والاستثمار.
وسيتم النقاش بعد ثمانية أيام من اتصال بالفيديو بين الجانبين الروسي والأميركي، وجه فيه الرئيس جو بايدن تحذيراً لبوتين من غزو أوكرانيا، فيما قال بوتين إن روسيا تحتاج إلى ضمانات أمنية ملزمة قانوناً من الغرب.
وخلال اللقاء طلب الرئيس الروسي من نظيره الأميركي ضمانات قانونية لاستبعاد كل توسع جديد لحلف الأطلسي، في وقت تعتبر موسكو أن الغربيين انتهكوا الوعود التي قطعوها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عبر تشريع أبواب الحلف لدول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة.
خط أحمر
من هذا المنطلق، تعتبر روسيا أن احتمال انضمام كييف إلى الحلف هو خط أحمر. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، رداً على انتفاضة موالية للغرب عام 2014.
وتشتبه الدول الغربية حالياً بأن روسيا تحضر غزواً جديداً لأوكرانيا وتنشر أعداداً كبيرة من القوات على حدودهما المشتركة.
من جهة ثانية، يرفض الكرملين هذه الاتهامات ويقول إن روسيا خلافاً لذلك، مهددة من جانب حلف الأطلسي الذي يسلح كييف ويكثف نشره للطائرات والسفن في منطقة البحر الأسود.
واتهم بوتين من جديد السلطة الأوكرانية بانتهاك اتفاقات مينسك التي وضعت خريطة طريق لتحقيق السلام في شرق أوكرانيا (دونباس)، حيث تخوض كييف منذ نحو ثماني سنوات نزاعاً مع انفصاليين موالين لروسيا، يعتبر كثر أنهم مدعومون من الكرملين.
وأشار الكرملين إلى أن "الرئيس الروسي لفت إلى أن السلطات الأوكرانية، تراهن بوضوح على القوة في انتهاك لاتفاقات مينسك، مستخدمة في دونباس أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة مقاتلة".