ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" رسمياً الخط العربي إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للمنظمة.
إذ أعلنت خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقد عبر الإنترنت من 13 إلى 18 ديسمبر (كانون الأول)، اختيار "الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات" ضمن قوائمها التي صوتت عليها هذا الشهر.
تحالف الـ16
يأتي ضم الخط العربي بعد أن قادت السعودية بالتعاون مع 15 دولة عربية تحت إشراف منظمة "الألكسو"، جهود التسجيل. حيث تلقت المنظمة 60 ترشيحاً، من دول ومجموعات، ويتوقع أن تدرج هذا الأسبوع نحو 40 تقليداً من القارات الخمس في تراثها غير المادي.
وتعرف منظمة "يونيسكو" التراث الثقافي غير المادي أو ما يعرف بـ"التراث الحي" بأنه "كل ما يدرج تحت الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات والمجموعات وحتى الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي".
عام الخط العربي
وقال وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن فرحان، إن تسجيل الخط العربي في قائمة "يونيسكو"، يأتي مُتسقاً مع توجه وزارته، لخدمة هذا الفن عبر مبادرات عديدة، من بينها مبادرة "عام الخط العربي" التي تضمنت فعاليات وأنشطة مستمرة على مدار عامي 2020 و2021، وشهدت تفاعلاً مجتمعياً كبيراً، عزز من مكانة الرياض كمرجعية عالمية للخط العربي وفنونه.
ولفت إلى أن هذا التسجيل الدولي المهم "يُترجم الدعم اللا محدود الذي تحظى به الثقافة في بلاده، باعتبارها الحاضنة للعناصر المؤسِّسة للثقافة العربية الأصيلة، وعلى رأسها فن الخط العربي".
من جانبه، قال مندوب الكويت الدائم لدى "يونيسكو" آدم الملا لوكالة الأنباء الكويتية عن التسجيل، "هو ملف مشترك تاريخي بين 16 دولة عربية، يعد ملفاً متميزاً نظراً لتقديمه من قبل عدد كبير من الدول في الوقت نفسه".
وأضاف "تم تقديم الطلب في مارس (آذار) 2020 بعد العمل عليه لفترة طويلة من قبل المنسقين المعنيين بالملف"، مشيراً إلى أن الدول العربية اختارت السعودية منسقاً عاماً للملف تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم "إن تسجيل الخط العربي في قائمة يونيسكو، يعد إنجازاً في مجال صون الهوية، باعتبار الخط من أهم مفردات الحضارة العربية، وأحد الوسائل الفاعلة في التعريف بها، مما يسهم في الحوار بين الثقافات العالمية، ويدعم جهود إلقاء الضوء على تاريخها".
العنصر التاسع
وبالنسبة إلى السعودية التي قادت التحالف العربي، فإن إدراج "الخط العربي" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي ليونيسكو، يسهم بشكل فعال في تعزيز التراث الثقافي غير المادي، وبشكل خاص فنون الخط في المجتمعات المحلية. وهو تاسع عنصر تُسجله الرياض في هذه القائمة، بعد تسجيلها لثمانية عناصر للتراث الثقافي غير المادي، تمثلت في "المجلس، والقهوة العربية، والعرضة النجدية، والمزمار، والصقارة، والقط العسيري، ونخيل التمر، وحرفة السدو".
وبحسب منظمة "يونيسكو"، فإن التراث الثقافي غير المادي هو المتوارث جيلاً عن جيل، سواء كانت التقاليد الشفوية أو فنون الأداء والممارسات الاجتماعية وما تضمنه من طقوس وطرق الاحتفال بالمناسبات.
وقال أمين سر "يونيسكو" لصون التراث الثقافي غير المادي تيم كيرتس، إن "تصنيف الممارسة الثقافية على أنها تراث ثقافي غير مادي يستلزم أن تكون ديناميكية، وأن يكون لها معنى في حياة الناس".
رمز الهوية العربية
ويعد الخط العربي رمزاً للهوية العربية، وقد أسهم في نقل الثقافة والنصوص الدينية على مر التاريخ. ويمارس الخطاطون المحترفون الخط العربي حسب المعرفة والمهارات والقواعد المكتسبة، كما يستخدمه الفنانون والمصممون في أعمالهم الفنية (اللوحات، وأعمال النحت، والفنون الجدارية وغيرها) إلى جانب استخدامه من قبل الحرفيين الذين يزينون مختلف المصنوعات اليدوية بهذا الرسم.
ووصف عبدالمجيد محبوب، المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على تراث الخط العربي، هذا الفن اللغوي بأنه "رمز للعالم العربي الإسلامي"، وأضاف "لاحظ أن كثيراً من الناس ما عادوا يكتبون باليد بفعل تطور التكنولوجيا، بينما سجل تراجع كبير في عدد الخطاطين المتخصصين".
واستطرد بالقول "إن إدراج الخط العربي ضمن قائمة يونيسكو للتراث غير المادي، سيسهم في توعية العرب بهذه المشكلة"، وسيكون له "أثر إيجابي حتماً" في جهود الحفاظ على هذا الفن.