ارتفعت أسهم شركات السيارات الرئيسة في الأسواق العالمية الأربعاء 15 ديسمبر (كانون الأول)، مواصلة الارتفاع الذي شهدته الثلاثاء في أعقاب إعلان عملاق إنتاج السيارات اليابانية ""تويوتا"" عن خطط لاستثمار ما يصل إلى نحو 70 مليار دولار (ثمانية تريليونات ين) في إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة، وتلك التي تعمل بوقود الهيدروجين ومكونات إنتاجها حتى نهاية العقد الحالي.
وأعلنت الشركة خططها التي تتضمن استثمار 35 مليار دولار (أربعة تريليونات ين) في إنتاج 30 موديلاً جديداً من السيارات الكهربائية بحلول العام 2030، وذلك ضعف ما أعلنته الشركة من قبل ضمن خطة سابقة لإنتاج 15 موديلاً جديداً من السيارات الكهربائية بحلول العام 2025.
وتتضمن الاستثمارات الجديدة التي أعلنتها الشركة اليابانية زيادة كبيرة في مخصصات الاستثمار في تطوير وإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وستشمل استثمارات "تويوتا" في هذا الجانب أكثر من 18 مليار دولار (نحو تريليوني ين) خلال السنوات المقبلة.
ولدى إعلانه الخطة الثلاثاء، قال رئيس شركة "تويوتا" أكيو تويودا "لم أكن مهتماً كثيراً بالسيارات الكهربائية لتويوتا حتى الآن، لكنني حالياً مهتم جداً بمستقبل السيارات الكهربائية". وأضاف "لا يمكن لتويوتا أن تحدد قائمة المنتجات التي على المستهلكين الاختيار منها، لذا علينا أن نوسع عدد الخيارات لدينا، وعلينا أن نطرح الخيارات لكل شخص وأن نتبع سبل الحل الأمثل بمجرد أن نصل إليه، وهذا ما يمكننا من الاستمرار والمنافسة".
التغير المناخي
وعلى الرغم من أن ما أعلنته "تويوتا" من استثمار في السيارات الكهربائية يأتي أقل مما تعهدت منافساتها الكبرى بتخصيصه، كما هو الحال مع "فولكسفاغن" و"جنرال موتورز"، إلا أنه نحو ضعف ما أعلنته منافستها اليابانية نهاية الشهر الماضي، ففي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أعلنت شركة "نيسان" عن خطط استثمار نحو 17 مليار دولار في إنتاج السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة.
وكانت شركة "تويوتا" حتى الآن ترى المستقبل في السيارات الهجينة، أي التي تعمل بالبنزين والكهرباء معاً، وتشحن نفسها أثناء السير من دون حاجة لشحن كهربائي خارجي. وتعد "تويوتا" من الرواد في إنتاج السيارات الهجينة، إذ كان موديل "تويوتا بريوس" من أوائل السيارات الهجينة في العالم.
لكن زيادة القلق العالمي من التغيرات المناخية وخطرها على البيئة في كوكب الأرض عموماً، دفع الحكومات إلى تشديد القوانين والإجراءات للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وبدأت شركات السيارات خطط التحول من إنتاج سيارات الديزل والبنزين كثيفة الانبعاثات الكربونية إلى إنتاج السيارات الكهربائية، وذلك اتساقاً مع قرارات عدد من الدول الغربية وغيرها لحظر مبيعات السيارات التي تعمل بالديزل أو البنزين بدءاً من عام 2030 أو 2035.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منافسة "تيسلا"
وهكذا رأت شركة "تويوتا" التي تعتبر متأخرة في دخول سوق السيارات الكهربائية بكثافة، أن نصيبها من السوق قد يتآكل لمصلحة منافسين كبار بدأوا مبكراً في إنتاج السيارات الكهربائية، ولكن المنافس الأكبر والأهم في هذا السياق هي شركة "تيسلا" لإنتاج السيارات الكهربائية.
وكانت شركة صناعة السيارات الأوروبية الكبرى "فولكسفاغن" أعلنت في وقت سابق خططها لاستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في إنتاج السيارات الكهربائية قبل نهاية العقد الحالي، وسبق أن أعلنت أكبر شركتين لإنتاج السيارات في الولايات المتحدة خططاً لاستثمار عشرات مليارات الدولارات في التحول من سيارات البنزين والديزل إلى إنتاج السيارات الكهربائية، وخصصت شركة "جنرال موتورز" نحو 35 مليار دولار للاستثمار في إنتاج موديلات جديدة من السيارات الكهربائية، كما أعلنت شركة "فورد" تخصيص أكثر من 22 مليار دولار للاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية.
وتستهدف تلك الشركات الكبرى إنتاج موديلات جديدة من السيارات الكهربائية، في محاولة لاقتناص نصيب من سوقها المتنامي الذي تهيمن عليه "تيسلا"، خصوصاً بعدما وصلت القيمة السوقية لشركة "تيسلا" خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى أكثر من تريليون دولار، لتصبح أكبر شركة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، وتجاوزت قيمتها حينذاك القيمة السوقية لكل من "تويوتا" و"فولكسفاغن" و"دايملر" و"فورد" و"جنرال موتورز" مجتمعة.
لذا تضمن إعلان شركة "تويوتا" يوم الثلاثاء استهداف سوقين رئيسين للسيارات الكهربائية حول العالم، هما الساحة الرئيسة لمبيعات "تيسلا" من السيارات الكهربائية، الولايات المتحدة والصين. وتستهدف "تويوتا" بيع نحو 3.5 مليون سيارة كهربائية بنهاية العقد الحالي، ستمثل أكثر من ثلث إنتاجها من السيارات إجمالاً.