رحّب علماء الآثار باكتشاف بلدة رومانية كاملة وطريق رئيسي، باعتباره اكتشافاً هائلاً" لفهمهم تطوّرَ منطقة "كِنت" القديمة.
اكتُشف الموقع، الذي ترجع اصوله الى العصر الحديدي وتبلغ مساحته 18 فداناً، بجوار طريق سريع رئيسي في منطقة "نيوينغتون" Newington القريبة من "سيتينغبورن"Sittingbourne". وعُثر فيه على عملات معدنية نادرة وفخاريات ومجوهرات يعود تاريخها إلى عام 30 قبل الميلاد.
ووجد المنقبون أدلة على وجود طريق أثري يبلغ عرضه 7 أمتار، إلى جانب بقايا معبد قديم، في بقعة غير بعيدة من الطريق السريع A2 - والذي أُنشىء هو نفسه فوق طريق قديم كان يربط بين كانتربري والساحل.
وثمّن خبراء العثور على هذا الموقع معتبرين أنه يمثل أحد أهم الكشوفات الاثرية التي تمت في المنطقة. وأشارت "مجموعة نيووينغتون للتاريخ" إلى أن علماء الآثار وجدوا فيه أيضاً بعض الأفران الحديدية النادرة علاوة على أفران فخارية غائرة ومجموعة من الأدوات المستوردة الباهظة الثمن، مما يدل على المنزلة الرفيعة التي كان سكان الموقع يتمتعون بها.
وقال دين كولز، وهو رئيس المجموعة إن “الأمر مثير للغاية. إن حجم هذا الموقع، والعدد الهائل للُقى وجَوْدتها، يغير معرفتنا بتطور نيوينغتون". وأضاف "لقد كان لدينا سلفاً دليل على وجود مدفن روماني واحتلال روماني في المنطقة المجاورة بشكل مباشر، ويُظهر هذا الكشف الجديد أن موقعاً صناعياً مزدهراً كان موجوداً في قلب قريتنا". وتابع موضحاً أن “المعبد والطريق الرئيسي هي اكتشافات ضخمة. وهي تُثبت أن الطريق السريع A2 لم يكن الطريق الروماني الوحيد الذي يمر عبر القرية... ونحن كمجموعة تاريخية، حريصون على تتبع مسار ووجهة هذا ’ الطريق السريع’ الذي اُكتشف مؤخراً، والذي قد يكون معبراً يربط المنطقة بمعبد آخر تم اكتشافه قبل نحو 50 عاماً على مشارف نيونغتون، وفيلّا أُزيح التراب عنها عام 1882".
جدير بالذكر أن فريقاً مؤلفاً من 30 عالم آثار قد اشتغلوا طيلة 8 أشهر، بدوام كامل، في التنقيب عن الموقع وإزاحة الستار عن أسراره الدفينة. وقد عُثر على المدينة المدفونة خلال بناء 124 منزلاً جديداً. وبمجرد الانتهاء من تحليل النتائج التي توصل إليها الخبراء وتم نشر تقريرهم، سيعمدون إلى تغطية الآثار القديمة بحيث يصبح من الممكن استكمال مشروع بناء المساكن الجديدة.
ومن ناحيته، قال الدكتور بول ويلكينسون، مدير الآثار في "سوال وتيمز للمسح الأثري" إن "هذا واحد من أهم الاكتشافات لبلدة رومانية صغيرة، في منطقة كِنت، على امتداد سنوات عدة، ولاسيما أن فيها مبانٍ أثرية وتحف رومانية محفوظة بشكل استثنائي".
وكان الرومان قد غزوا بريطانيا في عام 43 للميلاد وبقوا فيها حوالي 400 سنة. وعُثر على مخلفات المحتلين الرومان منتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك " سور هادريان" في مقاطعة نورثامبرلاند والحمامات الرومانية في مدينة باث "Bath".
ويأتي هذا الاكتشاف الجديد بعد العثور على عملة "من أندر ما يكون"من العصر الروماني في مقاطعة كامبريدجشاير، جرى صكّها في عهد إمبراطور انفصالي، دام حكمه شهرين فقط في القرن الثالث الميلادي.
وكان العثور بمحض الصدفة على درع "كِلتي" (نسبة لشعوب الكِلت القديمة) في حقل بمقاطعة "ليسترشير" بوسط إنجلترا، قد غيّر فهم الخبراء للطريقة التي خاض بها البريطانيون القدماء حروبهم.
© The Independent