أعلنت البحرية الأميركية مصادرتها لما يقارب من 1400 بندقية هجومية من طراز "AK-47"، وأكثر من 260 ألف طلقة ذخيرة كانت في طريقها إلى الحوثيين من قارب صيد في شمال بحر العرب.
وذكرت البحرية الأميركية، في بيان، الأربعاء، 22 ديسمبر (كانون الأول)، أن السفن الساحلية لدوريات البحرية عثرت على الأسلحة أثناء بحث أجراه أفراد من خفر السواحل الأميركي، مؤكدة أنه جرى نقل الأسلحة والذخيرة غير المشروعة لفحصها.
منشأ القارب إيران
وكشف التقييم الأولي عن أن منشأ القارب إيران، وقد عبر المياه الدولية على طول طريق يستخدم تاريخياً لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن. وشددت البحرية الأميركية في بيانها على أن التوريد المباشر، أو غير المباشر للأسلحة، أو بيعها، أو نقلها إلى الحوثيين، ينتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والعقوبات الأميركية. وأضافت أن قواتها أغرقت السفينة بعد نقل الشحنة غير القانونية، في وقت ستتم فيه إعادة طاقم القارب المكوّن من خمسة أفراد إلى اليمن، بعد أن عرّفوا عن أنفسهم بأنهم يمنيون.
عمليات دورية
وتؤدي القوات البحرية الأميركية بانتظام عمليات أمنية في الشرق الأوسط، لضمان التدفق الحرّ للتجارة المشروعة، وتعطيل نقل البضائع غير المشروعة، التي غالباً ما تموّل الإرهاب والأنشطة غير القانونية الأخرى.
وصادرت السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية العاملة في منطقة الأسطول الخامس للولايات المتحدة ما يقرب من 8700 قطعة سلاح غير مشروعة في عام 2021.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية، مستهل الشهر الحالي، تنفيذ عملية ناجحة لمصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية، من بينها 171 صاروخ أرض - جو، وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، فضلاً عما يقرب من 1.1 مليون برميل من المنتجات النفطية الإيرانية. وذكر بيان للوزارة، أن البحرية الأميركية صادرت الأسلحة من سفينتين في بحر العرب أثناء قيامها بعمليات أمنية بحرية روتينية. وأشار البيان إلى أن الحرس الثوري الإيراني، المصنف منظمة إرهابية، هو الذي نسق عملية شحن الأسلحة التي كانت متوجهة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن.
وفي مايو (أيار) الماضي، صادر الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية ترسانة من الأسلحة الهجومية متعددة الاستخدامات في بحر العرب، يُعتقد أنها متجهة إلى ميليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المتمردين في اليمن. وخلص تحقيق للبنتاغون إلى أن السفينة جاءت من إيران، ما ربط طهران مرة أخرى بتسليح الحوثيين على الرغم من حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة، وفق "أسوشييتد برس".
أصابع الاتهام نحو إيران
وكشف تقرير صادر عن لجنة خبراء في الأمم المتحدة، أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، عن أن إيران لا تزال ترسل أسلحة وصواريخ لدعم الحوثيين في اليمن الذي يشهد حرباً أهلية مزّقت البلادز وحذر التقرير حينها من استمرار تدهور الأوضاع في اليمن، التي ستشكل عواقب "وخيمة" على اليمنيين.
وأظهرت أدلة للجنة خبراء قدموا تقريرهم إلى مجلس الأمن، أن أفراداً وجهات من داخل إيران، متورطون في إرسال أسلحة للحوثيين، وهو ما يعد انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة، وتشمل الأدلة التي حصلت عليها لجنة الخبراء، صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وقاذفات، وغيرها من الأسلحة التي تحمل علامات تصنيع في إيران.
في المقابل، نفت طهران في وقت سابق تهريب السلاح إلى اليمن على الرغم من الاتهامات المتزايدة لها بتسليح الحوثيين وتدريبهم.
التحالف يكثف عملياته
وتأتي عملية ضبط الأسلحة الأخيرة في الوقت الذي يكثف فيه تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية عملياته العسكرية ضد ميليشيات الحوثي، وأعلن التحالف العربي، الثلاثاء الماضي، إسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل مطار صنعاء الدولي، عقب تحويل الحوثيين المطار إلى "معمل لصناعة المتفجرات ومنصة لإطلاق الطائرات المسيّرة المفخخة والصواريخ الباليستية، في استغلال للحماية الخاصة للمطار واستخدامه في إدارة وإطلاق العمليات العدائية"، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد تركي المالكي، بأن "قيادة القوات المشتركة للتحالف نفّذت، الاثنين الماضي، عملية عسكرية محدودة لأهداف عسكرية مشروعة بمطار صنعاء بعد استخدامه للأغراض العسكرية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، واستغلال الميليشيات الحوثية للحماية الخاصة للمطار في إدارة وإطلاق العمليات العدائية والعابرة للحدود باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والمفخخة لاستهداف المدنيين، والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المالكي، أن "قيادة القوات المشتركة اتخذت الإجراءات القانونية كافة لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل المطار بناءً على الفقرة 2 من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدتين 7 و8 من القانون الدولي الإنساني العرفي، وعليه تم تنفيذ العملية العسكرية لتحقيق الميزة العسكرية من الاستهداف". وشدد على أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كل الإجراءات والتدابير لحماية المدنيين والمتعلقة بالأعيان، والتي يحق لها التمتع بحماية خاصة قبل التنفيذ، من خلال إصدارها وتوجيهها إنذارات مسبقة وعبر وسائل مجدية".
أضاف، "الأهداف العسكرية شملت 6 مواقع تستخدم لإدارة نشاط هجمات الطائرات المسيّرة والمفخخة، وتدريب العناصر الإرهابية على الطائرات المسيّرة، ومقر سكن المدربين والمتدربين، إضافة إلى مخزنَين للطائرات المسيّرة والمفخخة".
ثكنة عسكرية
وفي وقت سابق، نشر التحالف مقطع فيديو يوثق جزءاً من عمليات تحويل جماعة الحوثي مطار صنعاء الدولي، المتوقف عن العمل منذ عام 2016، سوى عن الرحلات الأممية، إلى ثكنة عسكرية تستخدمه الجماعة الموالية لإيران لإطلاق عملياتها العدائية ضد المدنيين في الداخل اليمني ومدن الجارة السعودية.
ويظهر الفيديو الذي بثه التحالف قيام عناصر حوثية بتجارب واختبارات على إحدى وحدات المنظومات الصاروخية، عبر استخدام إحدى الطائرات الأممية أثناء هبوطها وإقلاعها من مطار صنعاء الدولي لإجراء التجارب الأولية لاختبار فاعلية المنظومة، واعتبار الطائرة الأممية هدفاً جوياً متحركاً في مُحاكاة حية لسيناريوهات الاعتراض والتدمير.