يوافق الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، ذكرى مولد السيد المسيح، أو ما بات يعرف باسم الكريسماس، والذي يحتفل به في كافة أرجاء العالم، باستثناء بعض الدول التي تحتفل بعيد الميلاد في السابع من يناير (كانون الثاني) من كل عام.
ولعل كريسماس هذا العام يبدو مختلفاً، هو والعام السابق، فقد ألقت ظروف جائحة كورونا بظلالها عليه، ما حرم الملايين حول العالم من بهجة الاحتفالات والتجمعات العائلية، ناهيك عن التأثير على الأسواق العالمية، فقد جرى العرف أن يشهد موسم الكريسماس رواجاً مالياً كبيراً لما فيه من تقاليد تبادل الهدايا.
يخصم من بهجة الكريسماس هذا العام إضافة إلى الفيروس الشائه، أحوال الطقس العالمي السيئة، فعوضاً عن الجنرال الأبيض "الثلج"، والذي عادة ما كان يعتبر محبوباً ومرغوباً، بات العالم على موعد مع الأعاصير والرياح العاتية، بجانب الأمطار الغزيرة وجميعها تؤدي إلى تقطع سبل التواصل بين البشر، بشكل أو بآخر.
ولعل المثير هذا العام هو أن العديد من حكومات العالم تود الإغلاق لو قدر لها ذلك، لكنها تعرف أنها بذلك تقلص من فرص البهجة التي تنتظرها الشعوب في هذا التوقيت، مع الأخذ في عين الاعتبار مخاطر تفشي الوباء من جديد، الأمر الذي يؤدي إلى توقعات بإغلاقات سريعة بعد يوم 25 ديسمبر وقبل بداية العام الجديد، وهو ما يميل إليه العديد من المراقبين نظراً للسرعة الغريبة والعجيبة لتفشي المتحورة "أميكرون".
في هذه السطور، نحاول الطواف تاريخياً وأسطورياً حول قصة الكريسماس، وما تعنيه، وما يحوم حولها من عادات ومظاهر، لعل تلك الأحاجي الإنسانية، تخفف من وقع الحاضر الكئيب الذي يلازم البشرية في العامين الأخيرين بنوع خاص.
الكريسماس... هل ولد المسيح شتاء أم صيفاً؟
تبدو كلمة كريسماس مكونة من مقطعين:
الأول يوناني الأصل وهو كريستوس، واختصرت في اللغة اللاتينية إلى Christ أي المسيح.
الثاني هيروغليفي، وهو Mas والتي تعني يلد، فيقال على سبيل المثال "تحتمس" بالهيروغليفية تعني المولود من تحوت، أو "رعمسيس" أي المولود من الإله رع إله الشمس، ومن هنا حال إضافة لفظة "ماس" إلى "كريست" تخرج لنا لفظ كريسماس أي مولد المسيح.
السؤال المثير الذي تتداوله الألسنة على الدوام: هل ولد السيد المسيح في 25 ديسمبر بالفعل؟
المؤكد أن هذا الموعد غير صحيح، وإنما له ظروف اختيار سنأتي عليها لاحقاً... لماذا غير صحيح؟
الجواب من الإنجيل ومن القرآن دفعة واحدة.
تأتي رواية الميلاد في الإنجيل من خلال بشارة لوقا الفصل الثاني، الآية 8 وفيها: "وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم".
تفيد الآية المتقدمة بأن الرعاة كانوا يحرسون قطيعهم على سفوح الجبال المحيطة بمدينة بيت لحم، حيث ولد السيد المسيح.
والمعروف تاريخيا أن تلك السفوح تكون في الشتاء مطمورة بالثلوج، ومن المستحيل وجود رعاة في ذلك التوقيت، ما يفيد بأن حدث الميلاد قد جرى في الصيف وليس الشتاء، ففي الصيف يمكن للرعاة السهر على قطيعهم ليلاً في مرتفعات الجبال من غير مخاوف البرد أو الثلوج.
قرآنياً تأتي قصة الميلاد الفريد والعجيب في تاريخ الإنسانية، والذي أجمع المفسرون أن مرده طلاقة القدرة الإلهية، في سورة مريم الآية 25 وفيها: "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً".
ونحن نعلم أن الرطب تخرج على الناس في الصيف لا الشتاء، الأمر الذي يعزز فكرة مولد السيد المسيح في الصيف لا في الشتاء.
الاحتفال في 25 ديسمبر أم 7 يناير؟
تبدو مسألة توضيح سبب الخلاف التاريخي في الاحتفالات معقدة بعض الشيء لغير أهل الاختصاص، ومرتبطة بدائرة قديمة من التواريخ المتشابكة.
كانت السنة الرومانية سنة شمسية مقسمة إلى اثني عشر شهراً وعدد أيامها 365، وظلت هكذا إلى عهد الإمبراطور يوليوس قيصر.
لاحظ الأخير اختلاف هذا التقويم عن التقويم المصري، ولهذا ففي عام 45 قبل الميلاد، أصدر أمره لعالم فلكي من الإسكندرية يدعى "سوسيجينس" بأن يجعل يوم 25 مارس (آذار) أول زمن الاعتدال الربيعي، ما جعل السنة الرومانية مثل السنة المصرية تماماً، وعدد أيامها 365 يوماً و6 ساعات (ربع يوم)، معتمداً في حسابه على دورة الأرض حول الشمس.
غير أنه حين تولى أغسطس قيصر الذي ولد السيد المسيح في عهده، استبدل اسم الشهر الثامن الذي يلي يوليو (تموز)، باسم أغسطس (آب)، تخليداً لذكراه، وجعل عدد أيامه 31 يوماً، وجعل فبراير (شباط) 28 يوماً في السنوات البسيطة، و29 يوماً في السنوات الكبيسة.
ظل استعمال هذا التقويم سارياً في الشرق والغرب، حتى قام البابا غريغوريوس الثالث عشر (1502-1585) بتحديد خطأ في الأعياد الثابتة بسبب أن التقويم اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر) الشمسي ينقص عن التقويم المصري 11 دقيقة، و14 ثانية.
أاصبح هذا الفرق 10 أيام حتى أواخر القرن السادس عشر، والذي قام البابا غريغوريوس الثالث عشر بتعديله، ليعرف عبر القرون اللاحقة بالتعديل الغريغوري أو التقويم الغريغوري الذي عمل بمقتضاه الغرب إلى يومنا هذا فيما ظل الشرق يحتفظ بالتقويم اليولياني ويحتفل بعيد الميلاد في السابع من يناير، من كل عام.
بيت لحم... الموقع والموضع التاريخيان
تكشف الروايات الإنجيلية والتاريخية عن الموقع والموضع الذي ولد فيه السيد المسيح، وهو مدينة بيت لحم، التي تبعد عن مدينة القدس بنحو عشرة كيلومترات، وترتفع فوق سطح البحر بمقدار 756 متراً.
هذه المدينة لها أهمية كبيرة في التاريخ اليهودي، فهي مدينة نبي الله داود، أشهر وأهم ملوك بني إسرائيل عبر التاريخ، والتي تعني بالعبرية "بيت الخبز".
تقول الرواية الإنجيلية، إن مولد المسيح كان في مزود للحيوانات، إذ لم يكن لهما مكان في المنزل، وقد تحول هذا المزود إلى واحدة من أهم الكنائس التاريخية في تاريخ المسيحية، كنيسة المهد، التي قام ببنائها الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 335 ميلادية.
هذه الكنيسة تقام فيها الطقوس الدينية الخاصة بعيد الميلاد بانتظام منذ مطلع القرن السادس الميلادي، حين شيد الإمبراطور الروماني جوستنيان الكنيسة بشكلها الحالي.
ولعل قصة بناء كنيسة المهد من الأهمية بمكان عند مسيحيي العالم كله، فقد طلب الأسقف مكاريوس في المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية عام 325 ميلادية، من الإمبراطور قسطنطين إقامة ذلك البناء التاريخي، وقد أجابه إلى طلبه في مطلع القرن الرابع الميلادي، وذلك بعدما أصبحت المسيحية الديانة الرئيسة للإمبراطورية الرومانية.
من أهم التراث الإنساني في تلك الكنيسة، مغارة الميلاد، والتي تزينها نجمة فضية مزينة بالمرمر ومكتوب على أرضيتها باللغة اللاتينية
Hic de Virgine Maria Jesus christus natus est والتي تعني: "هنا ولد المسيح من العذراء مريم"، وحول النجمة حوالى خمسة عشر قنديلاً من الزيت تشعل طوال ساعات النهار الأربع والعشرين، تمثل كافة الطوائف المسيحية.
تعرضت كنيسة المهد عبر التاريخ إلى العديد من الهجمات بغرض الخلاص منها، حدث ذلك من جماعات عقدية تاريخية، ناصبت العداء للمسيحيين تاريخياً.
كان أولاها ما حدث عام 529 ميلادية، عندما دمرها السامريون، سكان مملكة الجليل السفلى من اليهودية، ولم تقف الاعتداءات عند ذلك الحد، ففي سنوات الحروب بين الفرس والرومان، والتي تمكن في نهايتها الإمبراطور الروماني هرقل من طرد الفرس من أراضي الدولة الرومانية عام 641 ميلادية، تعرضت كنيسة المهد للهدم التام من قبل الفرس.
أما في زمن حروب الفرنجة، كما سماها العرب، فقد احتفظ بها الأوروبيون حيث وجدوا في مظهرها وعمارتها الخارجية الشبيهة بالحصون والقلاع ، مكاناً مناسباً لإدارة معاركهم.
نجمة الميلاد ونظريات الفيزياء الفلكية
تبدو قصة نجمة الميلاد من القصص الرئيسة في زمن الكريسماس، ولا تخلو زينات الميلاد من وجودها في الشوارع والطرقات، في المتاجر وفي الكنائس.
هل لهذه القصة أهمية ما ضمن سرديات الميلاد التاريخية؟
تقول الرواية الإنجيلية، إن هذا النجم ظهر في بلاد فارس، ومن هناك جاء المجوس، وهم علماء في الفلك لزيارة الطفل المولود، وكان يتقدمهم إلى أن وصلوا إلى بيت لحم.
قبل بضعة أعوام نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تحقيقاً عن هذه النجمة، أثار دهشة كثيرين حول العالم، ذلك أن التحقيق أشار إلى أنها لم تكن نجمة من الأصل، بل عبارة عن حدث فلكي مميز، جرى في السنة السادسة قبل التاريخ الميلادي، وبالتحديد ليل 17 أبريل (نيسان)، على وجه التحديد، تلك الليلة التي شهدت تقارب القمر والمشترى، زحل والشمس، في مجاورة كوكبية نادرة في فلك برج الحمل.
على مدار عشر سنوات، عكف البروفيسور الأميركي غرانت ماثيو، أستاذ الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات في جامعة "نوتردام" الأميركية، على دراسة هذا النجم، وكان التساؤل الذي سار من ورائه هو: إذا كان الكون حافلاً بمليارات النجوم، فأيها ذاك الذي سطع بمثل تلك القوة في زمن الميلاد واعتبره علماء الفلك الفارسيون مرشداً لهم في الطريق حتى وصولهم إلى بيت لحم؟
البروفيسور الأميركي، ماثيو، يؤكد في كتاباته أن الفيزياء الفلكية الحديثة طريقة العلماء في شرح أحداث الماضي الفلكية الكبيرة، وقد خلص بعد عقد من دراسة أبعاد ذلك النجم، أن الأمر كان بمثابة ظاهرة فلكية مثيرة للتفكر والتدبر ونادرة الحدوث، فقد اصطفت الشمس مع المشترى مع القمر مع زحل في كوكب الحمل، بينما كان كوكب الزهرة في برج الحوت، وكوكبا عطارد والمريخ في الجهة الأخرى من برج الثور، الأمر الذي يصعب تكراره حتى بعد 500 ألف سنة والعهدة على البروفيسور ماثيو.
عن شجرة الكريسماس والتغير المناخي
معلمان من معالم الكريسماس يظهران وكأنهما رافعة للعديد من الألغاز والروايات التاريخية، شجرة الكريسماس، ومغارة الميلاد... ماذا عن هذين الرمزين؟
قبل الحديث عن شجرة الكريسماس تاريخياً يبدو هذا الرمز الميلادي في مأزق هذه الأيام من جراء التغيرات المناخية والقصور في سلاسل التوريد.
أدت فوضى التوريد، وتكاليف النقل الباهظة، إلى صعوبات تواجه تجارة هذه الشجرة، وأثرت على المستوردين والمزارعين والبائعين والمشترين، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
تقول جمعية شجرة الكريسماس الأميركية التي تمثل صانعي الأشجار، إن تكاليف الشحن يمكن أن تتضاعف أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، مما قد يرفع أسعار المستهلك بنسبة 20 إلى 30 في المئة.
أما الروايات التاريخية بشأنها، فمتباينة بين من يرى أنها تعود إلى مصر الفرعونية، وهذا ما نقرأه عند عالم المصريات الكبير جيمس هنري بريستد، في رائعته المعنونة "فجر الضمير"، والذي يرى أن القصة لها علاقة بعودة إيزيس بالشجرة التي احتوت جثة أوزيريس، فيقول: "عاد هذا الرب إلى الحياة مرة أخرى متقمصاً جسم شجرة خضراء، ولذا صار رمز رجوع الحياة التي تنبعث ثانية بعد الموت من شجرة خضراء".
الرواية الأبعد نجدها عند الثقافتين البابلية والإغريقية، فقط أطلق البابليون عليها اسم "شجرة الحياة"، وكانوا يعتقدون أنها تحمل أوراق العمر في رأس كل سنة، فمن اخضرت ورقته كتبت له الحياة، ومن ذبلت ورقته، أو سقطت، فهو ميت في يوم من أيامها.
أما القصة الأحدث، فنجدها في القرون الوسطى وتحديداً في ألمانيا، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل بالمشاركة بالاحتفال بتقديم ضحايا بشرية من أبنائها.
غير أنه في عام 727 ميلادية، أوفد إليهم البابا الروماني بونيفاسيوس الرابع مبشراً، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا ابن أحد الأمراء، وهموا بذبحه كضحية لإلههم، فهاجمهم، وأنقذ ابن الأمير من أيديهم، ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحقيقي هو إله سلام لا خصام، وحياة لا موت، ورفق ومحبة لا قسوة وعداوة، جاء ليخلصهم لا ليهلكهم، ثم قام بقطع الشجرة، ونقلها إلى أحد المنازل، ومن ثم قام بتزيينها لتصبح فيما بعد ذلك عادة في الغرب.
المغارة والمتصوف الإيطالي الأسيزي
بجانب شجرة الميلاد، تبدو هناك رمزية أخرى وهي مغارة الميلاد، وكثيراً ما نشاهدها في الكنائس، فيما تعمد ملايين الأسر إلى إنارتها في المنازل، وهي قريبة من مشهد تمثيلي، تبدو فيه الحيوانات التي كانت تسكن المزود الذي ولد فيه السيد المسيح، بجواره طفلاً رضيعاً ومن حوله أمه مريم، وعدد من الرعاة الذين تلقوا بشرى الميلاد.
متى ظهرت المغارة وأين، لتنتقل إلى العالم كافة من بعد؟
القصة الأصلية موصولة بذلك المتصوف الإيطالي الشهير، فرنسيس الأسيزي، الرجل الذي تسمى البابا بيرغوليو على اسمه ليضحى البابا فرنسيس.
عاش فرنسيس تجربة مثيرة مع الطبيعة، ولهذا يعتبر المدافع الأول عن الإيكولوجيا، فقد وصف الشمس بالأخت والقمر بالأخ، وناجى المياه والهواء والنار، وهذه قصة أخرى.
في عام 1223، أراد فرنسيس الأسيزي، داعي السلام الأشهر أن يتذكر مولد السيد المسيح في مغارة بيت لحم، وكي يعيش شكل المعاناة الحسية التي خبرها الطفل المولود، طلب من رجل من قرية تدعى "كريتشو" أن يعيره مغارته مع الحمار والثور، وفي ليلة عيد الميلاد توافد سكان القرية إلى ذلك المكان بالشموع والمشاعل، وأقيمت هناك صلوات الميلاد.
بدا لاحقاً وكأن فرنسيس قدم نموذجاً للمغارة في مدينة كريتشو، والتي ستصبح لاحقاً مدينة مهمة في حياة أتباعه المعروفين بالآباء الفرنسيسكان.
كتب المؤرخ الإيطالي توما الشيلاني يقول: "أصبحت كريتشو وكأنها بيت لحم جديدة"، وبسرعة تم بناء مصلى صغير في ذلك المكان، حيث رسمت مشاهد ميلادية معبرة عن ذلك الحدث الفريد.
وفي وقت قصير انتشرت عادة عمل المغارة في كل مكان، وصار مجسم المغامرة رمزاً شهيراً في زمن الكريسماس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بابا نويل يكاد يختفي هذا العام
من الشخصيات التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأوقات الكريسماس، شخصية بابا نويل، الرجل الطاعن في العمر، والمتميز بسمنته الواضحة، وملابسه الحمراء الزاهية، وقبعته الشتوية الجميلة، ولحيته البيضاء الطويلة، عطفاً على كيس الهدايا الذي يحمله على ظهره.
أسطورياً، هناك قصة تخبر بأن بابا ويل، أو سانتا كلوز، يسكن القطب الشمالي، في مكان ما من "غرين لاند"، الجزيرة الأكبر في العالم، والتي يكسوها الجليد طوال أيام السنة، ومن هناك يهل على أطفال العالم بزحافته التي تجرها الغزلان، حاملاً الهدايا التي يترقبها الأطفال من خلف الباب عشية الكريسماس.
لكن على جانب آخر توجد في أوراق التاريخ قصة أخرى، تكاد تقطع بأننا أمام شخصية حقيقية لرجل يدعى: "سان نيقولاس"، الأسقف ذو اللحية البيضاء الذي عاش في القرن الرابع الميلادي في منطقة آسيا الصغرى، في مدينة "ميرا"، في جنوب غربي تركيا.
كان معروفاً عن نيكولاس أو "مار نقولا" كما سمته العرب كرمه حيال الأطفال ودفاعه عنهم وإحسانه إليهم ويقال في قصة شهيرة، إنه منح ثلاث عذارى فقيرات في ليلة عيد الميلاد أموالاً مكنتهن من الزواج.
هذه القصص عن حياته وكرمه جعلته شخصاً يرمز في سلوكه إلى العطف والحنان على الأطفال.
وقد حرص فنانو الأيقونات على رسمه، ومعه دائماً ثلاثة أطفال وهو يرتدي ثوبه الأحمر، ثوب البطاركة في عصره، وله رسوم فسيفساء تمثله في كنائس قديمة في القسطنطينية وكييف في أوكرانيا والبندقية وباليرمو في إيطاليا... كذلك تظهر صورته في نوافذ كاتدرائيات لوكسمبورج وفي جبل آتوس في اليونان، كما يحتوي متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس على بعض هذه الأيقونات لهذا القديس.
هل هناك مشكلة في ظهور سانتا كلوز هذا العام؟
يبدو أن ذلك كذلك، إذ صرح ميتش ألين، مؤسس ورئيس شركة "سانتا للإيجار" بتكساس، والتي مهمتها مساعدة العملاء على حجز بابا نويل للحفلات والاحتفالات، بأن الشركة لديها عدد أقل من بابا نويل بنسبة 105 هذا العام، في الوقت الذي ارتفعت فيه الطلبات على بابا نويل بأكثر من الضعف مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
هل العالم في حاجة إلى المزيد من الفرحة؟
غالباً الأمر على هذا النحو، لكن الخوف من كورونا يجعل المتقدمين لشغل وظيفة سانتا كلوز أقل من كل عام.
هل يأمل العالم أن يكون هذا آخر كريسماس في زمن الكورونا؟
"ميري كريسماس" في كل الأحوال.